قدم زعيم حزب "الأصالة والمعاصرة"، أكبر حزب معارض بالمغرب، إلياس العماري، استقالته من مهمة قيادة هذه الهيئة السياسية، اليوم بشكل رسمي، مرجعاً السبب إلى شعوره بخيبة الأمل من حصيلة الحزب في محطات انتخابية وسياسية ماضية.
وشدد العماري، خلال مؤتمر صحافي، أعلن خلاله قرار استقالته، على أن مغادرته لدفة قيادة شؤون حزب "الأصالة والمعاصرة"، والذي احتل المرتبة الثانية في الانتخابات البرلمانية، ليست وليدة شعور انفعالي، كما لا يروم من ورائه إلى مزايدات سياسية.
واعتبر أن استقالته من الأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، والتي شكلت مفاجأة كبيرة في الأوساط الحزبية بالبلاد، أمر محفز له للعمل من داخل الحزب، وتحت قيادة زعيم جديدة تنتخبه الأجهزة المعنية.
وأبدى العماري، المنحدر من منطقة الريف شمال المملكة، استياءه من حصيلة حزبه خلال المدة التي تلت الانتخابات الجماعية لسنة 2015.
وفي السياق، أوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة مراكش، محمد نشطاوي، لـ"العربي الجديد"، أنه في المشهد السياسي بالمغرب لم يألف الناس حق زعيم حزب في تقديم استقالته، مشيراً إلى أن المفاجأة تكمن في أن المغاربة لم يعتادوا على استقالة السياسيين.
وتساءل نشطاوي: "هل الاستقالة مردها إلى فشل مشروع الدولة في إعادة هيكلة العملية السياسية، من خلال تيار يساري متآكل؟ أم أن الحظ العاثر ألجمه بعد أن كانت كل الطرق ممهدة لوصوله إلى السلطة لولا حركة 20 فبراير التي دفعته إلى التراجع؟".
واعتبر المحلل أن "الحزب، كما يبدو، لم يكن في مستوى رهان السلطة عليه في الانتخابات الأخيرة، رغم أنها جنّدت له إمكانات كبيرة للفوز، فخاب الأمل وثبت الفشل وبدأ الحديث عن الحل، والمراهنة على سياسي مغوار جديدـ لديه السند القانوني والمالي، ولديه النخبة القادرة على قيادة دواليب الحكومة".
وأضاف "لماذا تأخر العماري في الاستقالة كل هذا الوقت، وهل كان ضروريا أن تكون بعد الخطاب الملكي، وبعد أحداث حراك الريف، وبعد الحديث عن مسؤولية حزبه الذي يحظى على رئاسة أغلب جماعات المنطقة؟
من جهة أخرى، وردا على مسألة ربط استقالة العماري بخطاب العاهل المغربي، محمد السادس، الأخير، قال مصدر مسؤول في حزب الأصالة والمعاصرة لـ"العربي الجديد"، إن زعيم الحزب أراد من خلال استقالته أن يستدل بأنه لا يلهث وراء الزعامة الحزبية، وأنه تجاوب مع المرارة التي تحدث بها عاهل البلاد في خطابه.
وكان العاهل المغربي قد انتقد بشدة في خطاب "عيد العرش" ليوم 30 يوليو/ تموز، الطبقة السياسية في البلاد، وقال بصراحة إنه لا يثق بعدد من السياسيين المغاربة، محملاً مسؤولية احتقان الأوضاع في بعض المناطق إلى ضعف الأحزاب السياسية، وفشل منتخبيها ومسؤوليها في الإنصات لمطالب السكان وتلبيتها.