بعدما قررت الحكومة الأفغانية الأحد الماضي، المشاركة في اجتماع يجمع ممثلي "طالبان" بالسياسيين الأفغان في الدوحة الأسبوع القادم، شكّل الرئيس الأفغاني أشرف غني كياناً جديداً للمفاوضين مع طالبان باسم "مجلس الشورى" بقيادة رئيس حزب الدعوة، عبد الرب رسول سياف، بهدف وضع آلية للمشاركة في الاجتماع.
ومنذ ذلك اليوم، يعمل مجلس الشورى الذي يضم القيادة السياسية وأعضاء الأحزاب المختلفة، وقادة الجهاد وعلماء الدين والزعامة القبلية، على تشكيل هيئة من المفاوضين للمشاركة في اجتماع بين ممثلي طالبان والسياسيين، المزمع انعقاده في أيام الجمعة والسبت والأحد.
وكان من المفترض أن يعلن المجلس أعضاء الهيئة السبت الماضي، ولكنه لم يتمكن من ذلك بسبب وجود خلافات بشأن تعيين أعضاء الهيئة والآلية، وغيرها من الأمور التي تتمحور حول الاجتماع.
وفي هذا السياق، قال عضو في المجلس رفض الكشف عن هويته لـ"العربي الجديد"، إن "الهيئة لم يتم إعلانها بسبب الخلافات الموجودة بشأن الأعضاء، إذ يحاول كل شخص أن يدخل المقربين منه إلى الهيئة، كما أن هناك خلافات بشأن عدد أعضاء الهيئة، والخطوط الحمراء، بالإضافة إلى موضع الحكومة إزاء القضية.
وأضاف المصدر، أن بعض أعضاء المجلس "يسعون لأن يشكل الهيئة عدد قليل من الأعضاء، بينما آخرون يصرّون على زيادة عدد الأعضاء، كما أن هناك خلافات حادّة حول الأجندة والخطوط الحمراء"، منوّها بأن ما تم الاتفاق عليه لحدّ الآن "هو عدم المساومة على دستور البلاد، وحقوق المرأة، وما أحرزته أفغانستان من الإنجازات خلال العقدين الماضيين"، لافتاً إلى أن المجلس شكّل لجنة لتعيين أعضاء الهيئة بعد وقوع الخلافات، ولكن اللجنة أيضاً فشلت في الوصول إلى النتيجة.
وذكر المصدر أن بعض أعضاء المجلس عقدوا اجتماعهم أمس، في منزل حامد كرزاي الرئيس السابق، بعدما رفضوا المشاركة في الاجتماع بالقصر الرئاسي، بحجة أن الرئاسة تتدخل في الأمور، مشيراً إلى أنه في حالة استمرار الخلافات سيشارك هؤلاء الساسة في اجتماع الدوحة فرادى ومن دون مظلة الحكومة.
يشار إلى أن الحكومة الأفغانية أعلنت الأحد الماضي، تشكيل كيان جديد للمفاوضين مع طالبان باسم مجلس الشورى القيادي للحوار، بهدف المشاركة في اجتماع الدوحة المرتقب بين ممثلي طالبان والسياسيين الأفغان.
وقال الأمين العام لمجلس السلام الأعلى في أفغانستان، محمد عمر داود زاي، للصحافيين في كابول مساء الأحد، إن الحكومة قررت تشكيل كيان جديد لعملية السلام، يقوده القائد زعيم حزب الدعوة عبد الرب رسول سياف، وأن الحكومة قررت المشاركة في اجتماع الدوحة المرتقب بين طالبان والسياسيين الأفغان، وأن يشارك في الاجتماع أيضاً ممثلون من الحكومة، ومن السياسيين، منوّها بأن المجلس يقوم بتعيين أعضاء الهيئة.
من جانبها، قالت الرئاسة الأفغانية في بيان، إن الحكومة قررت تشكيل الشورى القيادية للحوار مع طالبان بعد مشاورات دامت شهرين، وأن تقرر جميع أمور الحوار مع طالبان، وهي تضم الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، والقائد الجهادي عبد الرب رسول سياف، والقائد الجهادي محمد إسماعيل خان، وعلماء الدين وقادة سياسيين وزعماء القبائل.
وأوضح البيان أن الشورى تعين من سيشارك في اجتماع الدوحة، ومن سيتفاوض مع طالبان. ولكن حركة طالبان أصدرت بعد الإعلان بياناً، نفت فيه بشدة مشاركة الحكومة الأفغانية في اجتماع الدوحة، وقالت إن الحكومة الأفغانية لن تشارك في الاجتماع، ولا أحد يمثل الحكومة الأفغانية في اجتماع الدوحة. كما أوضحت الحركة أن اجتماع الدوحة ليس حواراً مع الحكومة، بل هو فرصة لتبادل وجهات النظر بين الأفغان.