وقال نائب رئيس البرلمان العراقي، القيادي في "حركة التغيير الكردية"، آرام شيخ محمد، في بيان صحافي، إنّ "إثارة مسألة الاستفتاء قرار مستعجل لم يأخذ بنظر الاعتبار حياة مئات الآلاف من المواطنين الكرد الذين يعيشون خارج مناطق كردستان في بغداد والمحافظات الأخرى"، مؤكدًا: "بحثنا هذه القضية مع المسؤولين والمؤسسات في الحكومة العراقية وأخذناها على محمل الجد، ونحن نتعقب انعكاساتها كونها من المسائل المحفوفة بالمخاطر والمغامرات".
وشدّد قائلًا: "نحن نقف بالضد من ربط الاستفتاء بالصراعات السياسية، بل إنّ الاستفتاء سيجعل من الكرد في المحافظات العراقية الأخرى ضحية للعبة السياسية والمزاج الشخصي".
من جهته، هاجم رئيس كتلة حزب البارزاني في البرلمان العراقي، النائب عرفات كرم، الأحزاب الكردية المعارضة للاستفتاء، وقال كرم، إنّ "حركة التغيير تتهم الحزب الديمقراطي (حزب البارزاني) بتعطيل برلمان كردستان، في حين أنّ تعطيل البرلمان هو خطوة حكيمة".
وأضاف أنّ "حركة التغيير تريد تعطيل الحياة"، مؤكدًا أنّ "مواقف الاتحاد الوطني الكردستاني (حزب الطالباني) متباينة ومقلقة بسبب الوضع الداخلي الفوضوي المتأزم داخل الحزب"، مشيرًا إلى أنّ "الجماعة الإسلامية الكردستانية لم نفهم بعد موقفها، مع أنّها تقف قلبًا وقالبًا مع حركة التغيير".
ووصف المعارضين للاستفتاء بـ"الشرذمة القليلة"، مشيدًا بـ"مواقف المسيحيين والأيزيديين والكاكائيين والشبك وبعض العرب، الذين يؤيدون الاستفتاء".
وتتهم الكتل والأحزاب الكردية المعارضة لإجراء استفتاء انفصال كردستان، رئيس إقليم كردستان، مسعود البارزاني، بأنّه يسعى لتحقيق مكاسب سياسية وحزبية من خلال الاستفتاء، محاولًا البقاء أطول فترة ممكنة على سدّة رئاسة الإقليم.
ويرى الخبير السياسي الكردي، سامان الجاف، أنّ "الكتل والأحزاب الكردية لم تتوافق بشأن إجراء الاستفتاء بموعده المقرر، ما يعني أنّ المشروع لن يبصر النور، خلال الفترة التي حدّدت له على الأقل".
وأوضح الجاف، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، أنّ "طرح موضوع الاستفتاء من قبل البارزاني من دون أخذ رأي الأحزاب الكردية، فجّر صراعا كرديًّا – كرديًّا، يصعب تجاوزه خلال المرحلة القريبة"، مبينًا أنّ "الحوارات التي أجريت بين الأحزاب الكردية لم تصل إلى أي توافق، بل على العكس عقّدت الموضوع".
وأكد أنّ "حكومة بغداد مطمئنة بشكل كامل بشأن الاستفتاء، وهي موقنة أنّها لن تكون طرفًا في هذه الأزمة، لأنّ الأزمة لا يمكن أن تصل إلى بغداد بسبب الخلافات الكبيرة بين الأحزاب الكردية".