خلافات السليمانية وأربيل تضيق فرص تشكيل حكومة الإقليم الجديدة

20 فبراير 2019
نيجرفان البارزاني إلى السليمانية لتوضيح موقف أربيل (غوخان بالسي/الأناضول)
+ الخط -
جاءت خطوة انتخاب رئيس للبرلمان الجديد في إقليم كردستان العراق، الاثنين الماضي، على عكس ما خُطط لها. فعلى الرغم من إعلان الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني، أن الرئيسة الجديدة المنتخبة في البرلمان مؤقتة، وسننسحب بعد عودة حزب الاتحاد الكردستاني (الطالبانيين) إلى قبة البرلمان، إلا أن ذلك لم يلق قبولا من كتل عدة وجدتها تصعيدا من أربيل، بما يتعلق بأزمة تشكيل الحكومة الخاصة بالإقليم. 

وعقد برلمان إقليم كردستان العراق، بدورته الجديدة، وهي النسخة الرابعة له منذ عام 2005، الذي تحولت فيه المحافظات الكردية الثلاث في شمالي العراق إلى إقليم يتمتع بصلاحيات شبه كاملة، عقب إقرار الدستور الجديد في البلاد، اجتماعا هو الأول له منذ الانتخابات الخاصة بالإقليم في سبتمبر/ أيلول العام الماضي، بمقاطعة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني (محافظة السليمانية) لجلسة البرلمان، بسبب اشتراطه حسم ملف كركوك، حيث يصر الاتحاد الكردستاني على أن يكون منصب محافظ كركوك من حصته حصريا، إلى جانب منصب رئيس برلمان الإقليم.  

وانتخب البرلمان بأغلبية بسيطة فالا فريد، وهي من الحزب الديمقراطي، رئيسة لبرلمان الإقليم، وصرح حزبها بأنها مؤقتة، وأن انتخابها مؤقت بموجب النظام الداخلي لبرلمان الإقليم، إلا أن الخطوة اغضبت الاتحاد الذي اعتبرها رسالة تهديد بأن البرلمان قادر على المضي قدما في تشكيل الحكومة رغم مقاطعة الاتحاد الوطني أو معسكر السليمانية ككل. 

ولوح المتحدث باسم الاتحاد لطيف شيخ عمر، بموقف مغاير فيما يتعلق برئاسات إقليم كردستان الثلاث (رئاسة البرلمان، ورئاسة الحكومة، ورئاسة الإقليم).

وأكد المتحدث باسم الاتحاد الوطني الكردستاني أن حزبه سيكون له موقف آخر مختلف عن الجولات السابقة فيما يتعلق بمفاوضات المناصب في إقليم كردستان، مبينا أن المفاوضات يجب أن تبدأ من البداية، بحسب ما نقلت وسائل إعلام كردية. 

وأكد مصدر مقرب من حوارات القوى الكردية أن الاتصالات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني، والاتحاد الوطني الكردستاني، شبه متوقفة منذ الاثنين الماضي الذي شهد انتخاب رئيسة لبرلمان كردستان من حزب البارزاني، موضحا لـ"العربي الجديد" أن الوطني الكردستاني يؤكد أن هذا المنصب من حصته وفقا لاتفاقات سياسية سابقة. 

وأشار إلى وجود غضب في صفوف الاتحاد الوطني الذي يرى أن برلمان الإقليم تجاهل مقاطعته للجلسة الأخيرة التي شهدت انتخاب رئيسة البرلمان، مبينا أن الحزب يفكر في إعادة حساباته فيما يتعلق بالاتفاقات السابقة بشأن رئاسة البرلمان والحكومة والإقليم. 

وكشف عن أن رئيس حكومة الإقليم الحالية نيجيرفان البارزاني، سيتوجه إلى السليمانية خلال اليومين المقبلين في محاولة لتحريك الأجواء السياسية الجامدة حاليا، وتوضيح موقف أربيل، وإقناع قيادات سياسية في السليمانية بالمشاركة في الجلسة المقبلة للبرلمان، وتقديم مرشحها لرئاسته حتى تقوم فالا فريد الرئيسة الحالية بالاستقالة من المنصب.


مقابل ذلك، يسعى الحزب الديمقراطي الكردستاني للتخفيف من حدة الأزمة السياسية بعد انتخاب مرشحة الحزب رئيسة مؤقتة لبرلمان كردستان.

وقال رئيس كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني في برلمان كردستان هيمن هورامي إن عدم التوصل إلى اتفاق هو الذي تسبب بترشيح فالا فريد لرئاسة برلمان كردستان بشكل مؤقت. 

يشار إلى أن إقليم كردستان كان قد شهد، في سبتمبر/ أيلول 2018، انتخابات برلمان الإقليم، التي تلتها خلافات سياسية أخرت الاتفاق على رؤساء البرلمان والحكومة والإقليم.