خطة لاستعادة الحدود العراقية السورية قبل العمليات ضدّ "داعش"

16 سبتمبر 2014
العبادي يواجه صعوبة في ملف المليشيات الشيعية (الأناضول)
+ الخط -

بدأ فريق أميركي عراقي في بغداد بإعداد خطة لاستعادة السيطرة على الحدود الدولية بين العراق وسورية وعزل جناحي تنظيم "الدولة الإسلامية" في البلدين قبل البدء بالعمليات البرية، التي خصص لها نحو 80 ألف جندي عراقي، مدعمين بطائرات أميركية اتخذت من مطار عسكري قديم جنوبي أربيل مقراً لها.  

في المقابل، يؤكد زعيم قبلي سني بارز، في محافظة الأنبار، أن "العشائر أو القوى السنية لن تشارك في الخطة الأميركية، ما لم يصاحبها إجراءات مماثلة ضد المليشيات الشيعية المدعومة من إيران".

ويقول ضابط برتبة عميد ركن في هيئة رئاسة أركان الجيش العراقي لـ"العربي الجديد" إن "نحو 130 كيلومتراً من أصل 605 كيلومترات طول الحدود العراقية السورية، يسيطر عليها تنظيم داعش بشكل كامل في الجزء الغربي المحاذي لبلدة البو كمال والشمال مع دير الزور ستكون الهدف الأول للتحالف الدولي، قبل البدء بمعالجة المدن التي يسيطر عليها التنظيم".

ويوضح أن "التنظيم يتنقل بشكل مريح للغاية حالياً بين البلدين وليس هناك ما يمنعه من ذلك بعد إزالته الحواجز والسواتر الترابية والأسلاك الشائكة بشكل كامل، وبقاء تلك الحدود مفتوحة مع العمليات العسكرية يعني أن جميع الجهود ستكون من دون معنى".

ويفيد الضابط الذي رفض الكشف عن اسمه، بأن "قوات برية عراقية تم تجميعها من ست فرق عسكرية بعناية يبلغ قوامها نحو 80 ألف جندي تضم مقاتلين أكراد من البشمركة وأبناء العشائر السنية، ستتولى مهاجمة المناطق الحدودية والسيطرة عليها، تساندها طائرات أميركية توفر لها غطاءاً جوياً مناسباً".

ويلفت الضابط إلى أن "العملية ستنطلق خلال أيام بعد الانتهاء من رسم جميع تفاصيلها"، مرجحاً أن "تكون الحدود الغربية للعراق مع سورية موقع انطلاق العملية بسبب قربها عن بغداد مقارنة بالحدود الشمالية، التي تبعد 405 كيلومترات تقريباً".

في السياق نفسه، يؤكد زعيم قبلي سني بارز في محافظة الأنبار، أن"العشائر أو القوى السنية لن تشارك في الخطة الأميركية ما لم يصاحبها إجراءات مماثلة ضد المليشيات الشيعية المدعومة من إيران".

ويقول الشيخ محمد عبد الله الدليمي، أحد أعضاء المجلس العسكري لعشائر العراق لـ"العربي الجديد"، إن "القضاء على داعش أو إضعافه مع بقاء المليشيات الشيعية المتطرفة والممولة من إيران في العراق، سيكون له عواقب سيئة على المدن السنية، وستشن تلك المليشيات عمليات انتقامية وتدخلنا في حرب أهلية طويلة".

ويرى الدليمي أن "تلك المليشيات ستنفرد بالساحة، إذ يشكل داعش حالياً أحد الحواجز المنيعة للمدن السنية، ونخشى أننا سنتمنى داعش في المرحلة المقبلة ولا نجده، لذا نريد خطوات حقيقية بضرب تلك المليشيات وتحصين مدننا، وإلا على الأميركيين أن لا يفكروا بأي مساعدة نقدمها لهم، وهو ما أبلغنا به وسطاء أكراد جرى تكليفهم بفتح حوار مع العشائر السنية قبل أيام". ويضيف "(رئيس الوزراء حيدر العبادي) حتى الآن، يبدو عاجزاً عن وضع حد لأذرع إيران في العراق المتمثلة بالمليشيات".

من جهته، يكشف قيادي بارز في التحالف الوطني العراقي لـ"العربي الجديد"، أن "العبادي يواجه صعوبة في ملف المليشيات ولم ينجز أي تقدم واضح في هذا الإطار".

ويقول المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه إن "صعوبات بالغة تواجه العبادي من إيران ومن بعض قادة التحالف في ما يتعلق بالمليشيات الشيعية، إذ تشترط قيادات سياسية شيعية أن يكون حلّ ملف المليشيات من خلال دمجهم مع قوات الجيش والشرطة، وهو ما تعارضه الولايات المتحدة والسنة العراقيين على وجه التحديد".

ويوضح أن "عدد المليشيات الشيعية في العراق اليوم يفوق الـ 25 مليشيا، تتراوح بين تشكيلات محلية صغيرة، وأخرى عابرة لحدود المحافظات، وتتمتع بتسليح جيد، من بينها ثلاث تمثل عقبة حقيقة في ملف المليشيات".

ويضيف أن "مليشيا العصائب والتي تقاتل في سورية أيضاً وتعتبر الوجه الثاني لتنظيم "داعش" بنسخته الشيعية ومليشيا بدر ومليشيا الصدر أكثر الجماعات الشيعية تطرفاً لها ثقل سياسي داخل التحالف بشكل يصعب مهمة العبادي في حلها أو تفكيكها بشكل سلمي وهادئ".

ويرجح أن "يستعين العبادي بالمراجع الدينية في هذا الملف، إذ أن أي خطوة تقارب أو حل للمشاكل مع السنة يجب أن يسبقها بتطمين لهم، بما يتعلق بتلك المليشيات التي ارتكبت جرائم عديدة خلال الفترة الماضية من بينها مجزرة جامع مصعب في ديالى، وقطع الروس في بابل، وتفجير مساجد في بغداد".