تمكن المصري الثلاثيني سلامة السلاموني، ابن قرية بني عدي، التابعة لمركز منفلوط، بمحافظة أسيوط جنوب مصر، من نسخ المصحف الشريف بخط يده مرتين متتاليتين، مستغرقاً في الكتابة 14 شهرا.
ويعمل سلامة حالياً فى إحدى المطابع في منطقة المريوطية فى فيصل بمحافظة الجيزة، رئيساً لقسم مراجعة المصحف الشريف. كما يعدّ صاحب تجربة فريدة في نسخ القرآن بخط يدوي دقيق.
بدأت فكرة كتابة المصحف منذ 14 شهرا، وفقاً لسلامة، وأوضح لـ "العربي الجديد"، أن فكرة كتابة المصحف بخط يده تعود إلى تمكنه من فن الخط، ومن رغبته في السير على درب أحد شيوخ وعلماء قريته، الذي شرع في كتابة المصحف عام 1887 وكرر كتابته أكثر من مرة، إضافة إلى تشجيع أهله وأصدقائه.
وأتم سلامة نسخ المصحف الأول في غضون 7 أشهر بحسب قوله،، موضحاً أنه كان يكتب بمعدل 7 ساعات يومياً، وأحيانا كان يكتب أثناء دوام العمل بتشجيع من زملائه ورؤسائه، وكان يستغل أغلب أوقات الإجازات الرسمية والأعياد في الكتابة، لدرجة أنه كان يكتب 15 ساعة متواصلة. ولفت إلى أن الصفحة الواحدة من المصحف كانت تحتاج منه 60 دقيقة.
وحرص سلامة على عدم الوقوع في الخطأ، موضحا أنه لم يخطئ إلا مرة واحدة. وقال: "كنت أنهي إحدى الصفحات التي تتضمن 15 سطراً وتبيّن لي أنني نسيت نسخ أحد الأسطر ما اضطرني لحذف الصفحة وإعادة كتابتها من جديد".
ورغم طول المدة الزمنية التي يتطلبها كتابة المصحف إلا أن سلامة تغلب على اليأس الذي راوده. وأوضح أنه كان يشعر بالتعب وآلام في الظهر واليد من طول مدة الجلوس للكتابة، لكنه كان يلقى التشجيع من زوجته وأولاده.
وعن الأدوات المستخدمة في النسخ، أوضح الثلاثيني المصري، أنه استخدم نحو 40 قلما، كما صنع مسطرة خاصة له لضبط السطور، وتحديد المسافة في ما بينها، واجتهد في تحديد مقاسات صحيحة تحاكي تماماً نسق المصحف المطبوع.
لكن في المصحف الثاني، استخدم سلامة أدوات مختلفة عن تلك التي اعتمدها في النسخة الأولى. وأشار إلى أنه اعتمد على قلم خط عربي مقاسه 1 ملم، واستخدامه يتطلب احترافاً أكبر من استخدام المقاسات الأكبر.
ولفت إلى أن المصحف الثاني في مرحلة التجهيز للطباعة، وقال لـ العربي الجديد"، "آمل أن أرى ختم الأزهر على النسخ، وأن أنال شرف اطلاع كل من يؤدي المناسك في الأزهر على المصحف الذي نسخته، ولا شك أن ذلك سيكون دافعاً لي في معاودة الكتابة وإنجاز نسخ عدة".
وأكد سلامة أنه باشر أداء تجاربه الجديدة على طريقة نسخ المصحف الثالث بخط مختلف ومقاسات أكبر من المصحفين السابقين.