كشفت مصادر عسكرية عراقية، يوم الجمعة، عن خروج 60 دبابة أميركية من طراز أبرامز تابعة للجيش العراقي من الخدمة منذ بدء معارك مدينة الموصل، شمال العراق، منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال ضابط عراقي رفيع في وزارة الدفاع ببغداد، لـ"العربي الجديد"، إن "المعارك العنيفة التي خاضتها القوات المشتركة، وخصوصا وحدات الجيش العراقي، في جانبي مدينة الموصل الشرقي والغربي، أدت إلى تدمير 60 دبابة عراقية من نوع أبرامز اشترتها بغداد نهاية عام 2010 من واشنطن".
وبيّن الضابط أن "العدد يمثل ثلث ما يملكه العراق من هذه الدبابات، التي تم شراؤها بصفقة شاملة مع ناقلات جند وعجلات همر المدرعة بلغت قيمتها 12 مليار دولار".
وأضاف أن "فرق الهندسة العسكرية قد تتمكن من إصلاح عدد قليل منها، لكن غالبيتها يحتاج إلى إعادة إصلاح كاملة من قبل الجهة المصنعة (الولايات المتحدة)، بسبب تعرضها لأضرار بالغة في هيكل الدبابة نفسها".
ويمتلك العراق نحو 200 دبابة من هذا الطراز، تم توزيعها على وحدات الجيش العراقي في شمال وغرب العراق، خرجت منها أكثر من 30 دبابة عن الخدمة خلال معركتي الفلوجة والرمادي.
ويذكر ضابط متقاعد بالهندسة العسكرية العراقية أن "العراق حوّل قاعدة التاجي، شمال بغداد، إلى ورشة كبيرة لإصلاح آليات الجيش العراقي، إلا أن الإمكانات المتوفرة ضعيفة جدا، خاصة في ما يتعلق بالأسلحة ذات المنشأ الأميركي".
ويضيف العميد أحمد الجبوري، لـ"العربي الجديد"، إن "الدبابات الأميركية من فئة أبرامز تعتبر العمود الفقري للقوات البرية العراقية في هجماتها اليومية، وستكون هناك حاجة كبيرة للجيش الأميركي في إصلاحها، من خلال الفرق العسكرية الهندسية التابعة له، والموجودة حاليا في العراق"، مبينا أن العدد الكبير للدبابات المعطوبة يشير إلى "شراسة المعارك في الموصل".
وتقع معامل تأهيل العجلات العسكرية العراقية في معسكر التاجي، وهو أحد المعسكرات الرئيسة للجيش العراقي منذ عقود، ويوجد فيه حاليا مستشارون من الجيش الأميركي وعسكريون من حلف شمال الأطلسي، لتدريب القوات العراقية على حرب الشوارع ومختلف أنواع الأسلحة.
وتسلم العراق، منذ عام 2010، نحو 140 دبابة أبرامز، ليصبح مجموع الدبابات من هذا النوع لديه 200 دبابة، تم ضمها إلى الفرقة التاسعة المدرعة في الجيش العراقي، وهي الفرقة المدرعة الوحيدة، وتمتلك دبابات أبرامز وأخرى روسية من طراز تي 72.
ويتألف الجيش العراقي من 15 فرقة عسكرية، تم هيكلة ثلاث منها وتوزيعها على باقي الفرق، عقب انكسارها أمام مقاتلي "داعش" منتصف عام 2014.