أفادت صحيفة "حرييت"، اليوم الخميس، بأن خروج تركيا من برنامج تصنيع مقاتلات "إف 35" متعدد الجنسيات سيكلف الولايات المتحدة الأميركية وشركاءها خسائر تبلغ نحو 12 مليار دولار، فضلاً عن تأخر في برنامج التصنيع ستصل مدته إلى عامين، في حين تبدي شركات إسرائيلية من بينها شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، رغبتها في تعويض عمل 10 شركات تركية ضمن تحالف واحد في هذا البرنامج.
ونقلت الصحيفة عن جوناثان سشنزر، الذي عمل لفترة خبيراً في وزارة الخزانة الأميركية، كما عمل في مركز دراسات "إف دي دي" في واشنطن؛ تأكيده أنه في حال استبعاد تركيا من برنامج مقاتلات "إف 35"، ستحدث أزمة، موضحاً أنّ "الشركة التركية الموحدة آيساش، تنتج قطعتين من العناصر الأساسية في المقاتلة، وهي المصنع والمورد الوحيد في المشروع، وأن الخسائر الأميركية ستكون كبيرة وتبلغ نحو 12 مليار دولار".
وتابع سشنزر "ليقل أحد أن هناك خطة عاجلة من أجل هذه القطع الأساسية، وأتمنى أن يكون العقل العسكري الأميركي يعمل بشكل جيد لتدارك الأمر".
ولفتت الصحيفة إلى أن المشاركة التركية في تصنيع المقاتلة "تشمل الوحدة الناقلة لنظام إطلاق الصواريخ، وكرت الشاشة البانورامية، عبر شركة آيدن للبرمجيات في أنقرة، وتجمع شراكات 10 شركات تركية معروفة من بينها شركات تصنيع جوي، وشركة أسيل سان للصناعات الدفاعية التركية، مشيرة إلى أن ذلك "يأتي في وقت يواصل الطيارون الأتراك تدريباتهم في الولايات المتحدة الأميركية على قيادة هذه الطيارات".
وتخطط تركيا وفق هذا البرنامج متعدد الجنسيات للحصول على 100 مقاتلة من هذا الطراز، وهي دولة من مجموع 9 دول لديهم سلسلة من الإنتاج في البرنامج. وتساهم الشركات التركية بالقطع المنتجة بما مجموعه نحو 12 مليار دولار، وهو ما ينعكس على الأطراف الأخرى وفي مقدمتهم واشنطن.
وخلال الشهر الماضي، أبلغ وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الكونغرس في رسالة كتبها أثناء تشريع منع بيع المقاتلات لتركيا، قائلاً إنه "من دون تركيا لا يمكن المضي بالبرنامج، حيث تأخذ 10 شركات تركية مكانها في المشروع. وتركيا استثمرت في المشروع مليار دولار، نتفهم مخاوفكم من موضوع القس الأميركي أندرو برونسون وصواريخ إس 400 الروسية، ولكن من دون تركيا فإن برنامج إنتاج المقاتلات سيتعرض للتوقف والتأخير لعامين".
وإزاء هذا ورغم إمكانية إنتاج واشنطن لهذه القطع، إلا أن الشركات الإسرائيلية أبدت استعدادها لتأمين النقص التركي عبر شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية وشركتين أخريين.
وتعاني العلاقات التركية - الأميركية تراجعاً هو الأكبر في تاريخهما الحديث، بعدما وصلت إلى حد فرض عقوبات اقتصادية متبادلة، على خلفية اعتقال تركيا للقس الأميركي لعلاقاته مع حزب "العمال" الكردستاني، وحركة "الخدمة"، وهما مصنفان إرهابيين في تركيا.
وأسفر فرض العقوبات عن انهيار في سعر صرف الليرة التركية، واتخاذ تركيا إجراءات لاستقرار الوضع، في وقت أعلنت قطر، أمس، أنها ستستثمر 15 مليار دولار بشكل مباشر في تركيا، عقب زيارة أجراها أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، إلى أنقرة، ولقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.