خدعوك فقالوا..من سيكون خليفة تشافي في برشلونة؟

29 مارس 2015
+ الخط -

يعتقد الكثيرون أن أسماء بقيمة تشافي-أنيستا، تشبه قطع الشطرنج، أي من الممكن تعويضها بقطع أخرى عند الحاجة، وهذا أمر غير صحيح من الناحية الفنية والعملية، لأن الإتيان بنجوم جدد تقوم بأدوار الثنائي الرهيب نفسها، فكرة أقرب إلى المستحيل. وإعادة إنتاج العملية من جديد لن تحقق أي نجاح للمدرب لويس إنريكي ومساعديه، لذلك يجب على الطاقم التقني الكتالوني محاولة الخروج من عباءة زرقاء اليمامة، والتحول إلى خيارات جديدة، ربما تكون أقل فعالية لكنها أكثر أماناً للنظام التكتيكي العام.

هل هناك بديل؟
صنع جوارديولا المجد بالمحور المتكامل، بوسكيتس، تشافي، أنيستا على قلب وعقل رجل واحد، فيما يعرف فنياً بالـ Positional play أي التمركز المثالي في كل أركان الملعب، وتدوير الكرة من أجل تحريك المنافس، مع بقاء كل اللاعبين في مراكزهم داخل الملعب. أما لويس إنريكي فاصطدم بواقع مرير، مثله مثل المدرب الأرجنتيني، تاتا مارتينو، الرجل الذي جاء بأحلام عملاقة، لكنه وجد تشافي منهكاً وأنيستا في مهب الريح، وبالتالي لم يصنع شيئاً يذكر مع افتقاده آليات اللعب المباشر.

بينما كان لوتشو أفضل حظاً بتواجد كلٍّ من راكيتتش وسواريز، مما جعله يترك التمركز قليلاً في سبيل مزيد من العمودية في اللعب، ليصير الفريق مباشراً بعض الشيء، مع قدرة أكبر على أداء التحولات والدفاع بدون الكرة، مع كامل التسليم بأن الوصول إلى قيمة وعظمة حقبة بارسا بيب حلم بعيد المنال، مهما فعل المدرب بعمق الفريق الحالي الذي يملكه.

ونتيجة لكل هذه المعطيات، فإن إدارة برشلونة يجب أن تدعم الفريق بلاعب وسط مميز، قوي وسريع بالكرة ودونها، يجيد التمركز والتمرير في الوقت نفسه، أي صفقة جديدة تفيد الفريق فنياً وتجعل مردوده أفضل على مستوى التحولات، لا أن تكون الصفقة الجديدة خاصة باسم قريب من تشافي، أو كما يُقال إعلامياً "خليفة الكابتن"، لأن هذا الطلب غير موجود بالخدمة!

نجم الأندلس
رحل سيسك فابريجاس الموسم الماضي، وأتى إيفان راكيتتش إلى ملعب كامب نو، ليقوم البارسا بتعويض لاعب الوسط بآخر، دون تقوية المجموعة بلاعب جديد، لتستمر المعاناة بعض الشيء خصوصاً مع انخفاض مستوى النجم أنيستا، وعدم وجود بديل حقيقي له في التشكيلة الأساسية التي يعتمد عليها المدير الفني في غالبية المواجهات الكبيرة سواء في الدوري أو أوروبا.

ويبدو أن نجم فريق إشبيلية الحالي، دينيس سواريز، هو الاسم الأكثر حضوراً لتوازن الفريق الكتالوني خلال الموسم المقبل، اللاعب الذي يقدم أداء مبهراً هذا العام مع كتيبة المدرب أوناي إيمري، والصاعد الصغير المتألق في كل مراكز الوسط الهجومي، سواء كارتكاز مساند متقدم، أو صانع لعب حديث في المركز 10 بالملعب، على طريقة أنيستا في تكتيك لوتشو الحالي.

القيمة المضافة
يهدف رجوع سواريز إلى التوازن، لكن يحتاج الأحمر والأزرق إلى لاعب جديد، من أجل الوصول إلى درجة أكبر من التكامل الفني، لذلك من الممكن مراقبة الثنائي بول بوجبا وكوكي في قادم المواعيد، أملاً في التعاقد مع واحد منهما بعد انتهاء فترة العقوبة، بالتزامن مع الانتخابات القريبة، التي تحتاج إلى صفقات من العيار الثقيل.

لاعب مثل كوكي يتم استخدامه في أكثر من مكان، جناح صريح، ولاعب وسط متقدم، وارتكاز مساند، لذلك سيكون هو الحلقة المفقودة على اليسار أمام راكيتتش في الجانب المقابل، وكما يصنع الكرواتي ثلاثية القوة على اليمين رفقة ميسي وألفيش، فإن كوكي سيقوم بدور مماثل في جبهة نيمار وألبا، وسيجعل البرازيلي في أمان بالقطع من الأطراف إلى عمق الملعب، مع نقل الكرات بسرعة أكبر من الخلف إلى الأمام.

بوجبا هو الآخر سلاح مميز جداً، ودوره الحالي في توليفة يوفنتوس يوحي بالكثير، لأنه نصف لاعب وسط، ونصف جناح هجومي، لذلك سيناسب أيضاً التكتيك الجديد للبلاوجرانا، ومن الممكن عودته إلى الوسط للقيام بدور صانع اللعب المتأخر "الديب لاينج" بين بوسكيتس في الخلف وراكيتتش في الأمام، والحفاظ على طريقة اللعب نفسها، 4-3-3، تكتيك مقدس عند الكتلان.

نهاية مختلفة
يقدم الإيطالي، ماركو فيراتي، مستوى مذهلاً مع باريس سان جيرمان، وتدور عنه أخبار عديدة حول مراقبة برشلونة له، لكن من الصعب جداً أن يتخلى الفريق العاصمي عن لاعبه، خصوصاً أن كتيبة بلان في وضع تصاعدي، وتعتبر بيئة جاذبة للنجوم، لكن في كل الأحوال، أعتقد أن النظام الحالي لبرشلونة يتطلب نوعية تشبه كوكي وبوجبا أكثر من ماركو.

يلعب الريجستا الصغير أكثر أمام الدفاع، ويعتبر لاعب ارتكاز متأخر على طريقة بوسكيتس برشلونة، بيرلو يوفنتوس، وتبلغ قيمته العظمى في كونه لاعباً من الصعب قطع الكرة منه، ويعتمد عليه المدرب لوران بلان في إخراج الكرات من الخلف إلى الأمام، واستفزاز الخصوم من أجل دعوتهم للضغط، ومن ثم ضرب تمريرات سريعة خلف الوسط المتقدم.

حالة برشلونة الحالية والقواعد الجديدة للعبة داخل البيت الكتالوني تقول إن القادم سيكون لاعب وسط يجيد التألق بدون الكرة أكثر من احتفاظه بها، لأن الرهان سيستمر على الثلاثي الناري الهجومي، والرئيس القادم سيحدد الكثير من معالم وشكل برشلونة المستقبل في كل الأحوال.

المساهمون