أكد خبراء سياسيون وأكاديميون أن إدارة دولة قطر للأزمة الخليجية الراهنة، وحنكتها في التعامل معها، وقدرتها على الاستفادة من تحالفاتها وصداقاتها مع مختلف دول العالم قوضت مخططات دول الحصار.
وأشار الخبراء خلال ندوة "أزمة الخليج والإقليم" التي نظمتها، مساء الاثنين، جامعة قطر بالتعاون مع معهد بروكينجز- الدوحة، إلى أن "دولة قطر ظهرت قوية ومتماسكة، وتولدت لديها حالة وطنية يمكن البناء عليها والاستفادة منها في مسيرة البناء والتنمية".
وكانت الندوة قد ناقشت انعكاسات أزمة مقاطعة وحصار قطر على النظام الإقليمي، وتأثيرها على العلاقات الإقليمية، وعلى مستقبل أمن واستقرار المنطقة، ونموها الاقتصادي والاجتماعي.
وفيما نوه الخبراء بحسن إدارة قطر لهذه الأزمة، حذروا من تداعياتها وانعكاساتها السلبية على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية والإنسانية في دول مجلس التعاون والمنطقة.
ونبهوا إلى أن هذه الأزمة جاءت في وقت تشهد فيه المنطقة تحديات اقتصادية وأمنية كبيرة، مما يفاقم من وتيرة هذه التحديات وانعكاساتها السلبية الشاملة على مختلف المستويات.
وقال المحلل السياسي والأكاديمي في جامعة الكويت، الدكتور شفيق الغبرا، إن "الأزمة الخليجية الراهنة غير عقلانية ومفتعلة وكشفت عن إشكالية كبيرة في التعامل الخليجي مع الاختلاف".
وأضاف أن "الأزمة وصلت إلى قمتها ولا أحد حتى الآن يعرف سببها.. ودول الحصار، فشلت في إقناع العالم بمبرراتها لحصار قطر".
واستهجن الدكتور الغبرا أن تصبح محطة إعلامية مبرراً لفرض حصار على دولة، وقال "قمة الضعف أن تكون محطة الجزيرة ضمن قائمة المطالب 13". ودعا إلى إيجاد آلية في مجلس التعاون لحل النزاعات، وإشراك الشعوب عبر ممثليها في صناعة القرار، وعزل الاقتصاد عن الخلافات السياسية.
وأكد الدكتور الغبرا أهمية الوساطة الكويتية لحل الأزمة نظرا لتجربتها الطويلة في هذا المجال.
ورأى أن الأزمة الراهنة جزء من التحولات الكبيرة التي تشهدها المنطقة، وتوقع أن تكون هناك تغيرات قادمة لبناء واقع سياسي عربي أفضل "فالشعوب قد تغيرت ولم تعد كما كانت".
وفي تقديره للتعامل القطري مع الأزمة، قال "قطر تصرفت بتماسك وشجاعة واستقلالية، وصمدت أمام الحصار، وستخرج منه أكثر قوة، فالحصار يتحول أحيانا إلى قوة، والتجارب العالمية تشهد بذلك".
وتابع "على دولة قطر أن تستمر بهذا الهدوء في التعامل مع الأزمة، والاستفادة منها قدر الإمكان في بناء قدراتها، مع الانفتاح على الوساطات". ولفت في هذا السياق إلى أن دولة قطر "اكتشفت حالة وطنية متميزة خلال هذه الأزمة على مختلف المستويات، يمكن أن تبني عليها وتستفيد منها".
بدوره، قال الدكتور نايف بن نهار من جامعة قطر إن "مجلس التعاون بوضعه الراهن سمح بوجود مثل هذه الأزمات"، مبينا أن "عدم تطور المجلس إلى اتحاد، وغياب رؤية موحدة للأمن الإقليمي، وعدم مشاركة الشعوب في صنع القرار هي التي تخلق مثل هذه الأزمات".
وحذر من أن لجوء دول الحصار إلى تدويل الأزمة وإخراجها من البيت الخليجي، أظهر ضعف هذه الدول، كما نبه إلى أن نقلها إلى المستوى الشعبي يهدد أي مستقبل لعمل مشترك مستقبلا.. وقال إن "فقدان الثقة بين الشعوب يحرم الأرضية المشتركة لبناء علاقات وطيدة".
وأكد الدكتور نهار أن دولة قطر في مقابل كل هذه الإجراءات أثبتت قوة وصمودا واستقلالا في القرار السياسي، ما أكسبها المزيد من الحضور على المستوى الدولي.
إلى ذلك، نبه أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا، الدكتور إبراهيم فريحات، إلى أن الأزمة الخليجية الراهنة تُشتت المنظومة الأمنية في الخليج والمنطقة بأسرها، وتجعلها مطمعاً لقوى أخرى، كما أنها فاقمت الأزمات في هذه المنطقة، وأدت إلى غياب خليجي عن الكثير من الملفات.
وأكد فريحات أن الخطر الأكبر في هذه الأزمة هو التغيير في المنظومة القيمية للتعامل مع الأزمات.
كما لفت إلى تدهور قيمي آخر يتعلق بحديث يجري "عن تحالف دول في المنطقة مع إسرائيل لمواجهة دولة قطر" .
وعن الآثار الاقتصادية للأزمة، لفت الدكتور نادر قباني، من مركز بروكينجز الدوحة، إلى أن للأزمة كلفة اقتصادية كبيرة، وخصوصا على دول الحصار.
وقال إن "دولة قطر أثبتت قدرة وقوة في مواجهة تداعياتها، بسبب متانة اقتصادها، وسرعة تحركها، وقد نشهد مزيدا من التحسن الاقتصادي في قطر رغم الظروف الاقتصادية العالمية"، مضيفا أن "للأزمة جانباً إيجابياً بالنسبة لدولة قطر، في تعزيز إمكانياتها الاقتصادية، وتطوير قدراتها، لكن خسارة كبيرة ستلحق بدول الحصار بسبب وقف التبادل التجاري والاستثماري".
ودعا المتحدثون في مداخلاتهم إلى حل دبلوماسي سريع للأزمة، والالتفات إلى التحديات التي تعصف بدولة المنطقة، وتعزيز التعاون المشترك لمواجهتها.
اقــرأ أيضاً
وأشار الخبراء خلال ندوة "أزمة الخليج والإقليم" التي نظمتها، مساء الاثنين، جامعة قطر بالتعاون مع معهد بروكينجز- الدوحة، إلى أن "دولة قطر ظهرت قوية ومتماسكة، وتولدت لديها حالة وطنية يمكن البناء عليها والاستفادة منها في مسيرة البناء والتنمية".
وكانت الندوة قد ناقشت انعكاسات أزمة مقاطعة وحصار قطر على النظام الإقليمي، وتأثيرها على العلاقات الإقليمية، وعلى مستقبل أمن واستقرار المنطقة، ونموها الاقتصادي والاجتماعي.
وفيما نوه الخبراء بحسن إدارة قطر لهذه الأزمة، حذروا من تداعياتها وانعكاساتها السلبية على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية والإنسانية في دول مجلس التعاون والمنطقة.
ونبهوا إلى أن هذه الأزمة جاءت في وقت تشهد فيه المنطقة تحديات اقتصادية وأمنية كبيرة، مما يفاقم من وتيرة هذه التحديات وانعكاساتها السلبية الشاملة على مختلف المستويات.
وقال المحلل السياسي والأكاديمي في جامعة الكويت، الدكتور شفيق الغبرا، إن "الأزمة الخليجية الراهنة غير عقلانية ومفتعلة وكشفت عن إشكالية كبيرة في التعامل الخليجي مع الاختلاف".
وأضاف أن "الأزمة وصلت إلى قمتها ولا أحد حتى الآن يعرف سببها.. ودول الحصار، فشلت في إقناع العالم بمبرراتها لحصار قطر".
واستهجن الدكتور الغبرا أن تصبح محطة إعلامية مبرراً لفرض حصار على دولة، وقال "قمة الضعف أن تكون محطة الجزيرة ضمن قائمة المطالب 13". ودعا إلى إيجاد آلية في مجلس التعاون لحل النزاعات، وإشراك الشعوب عبر ممثليها في صناعة القرار، وعزل الاقتصاد عن الخلافات السياسية.
وأكد الدكتور الغبرا أهمية الوساطة الكويتية لحل الأزمة نظرا لتجربتها الطويلة في هذا المجال.
ورأى أن الأزمة الراهنة جزء من التحولات الكبيرة التي تشهدها المنطقة، وتوقع أن تكون هناك تغيرات قادمة لبناء واقع سياسي عربي أفضل "فالشعوب قد تغيرت ولم تعد كما كانت".
وفي تقديره للتعامل القطري مع الأزمة، قال "قطر تصرفت بتماسك وشجاعة واستقلالية، وصمدت أمام الحصار، وستخرج منه أكثر قوة، فالحصار يتحول أحيانا إلى قوة، والتجارب العالمية تشهد بذلك".
وتابع "على دولة قطر أن تستمر بهذا الهدوء في التعامل مع الأزمة، والاستفادة منها قدر الإمكان في بناء قدراتها، مع الانفتاح على الوساطات". ولفت في هذا السياق إلى أن دولة قطر "اكتشفت حالة وطنية متميزة خلال هذه الأزمة على مختلف المستويات، يمكن أن تبني عليها وتستفيد منها".
بدوره، قال الدكتور نايف بن نهار من جامعة قطر إن "مجلس التعاون بوضعه الراهن سمح بوجود مثل هذه الأزمات"، مبينا أن "عدم تطور المجلس إلى اتحاد، وغياب رؤية موحدة للأمن الإقليمي، وعدم مشاركة الشعوب في صنع القرار هي التي تخلق مثل هذه الأزمات".
وحذر من أن لجوء دول الحصار إلى تدويل الأزمة وإخراجها من البيت الخليجي، أظهر ضعف هذه الدول، كما نبه إلى أن نقلها إلى المستوى الشعبي يهدد أي مستقبل لعمل مشترك مستقبلا.. وقال إن "فقدان الثقة بين الشعوب يحرم الأرضية المشتركة لبناء علاقات وطيدة".
وأكد الدكتور نهار أن دولة قطر في مقابل كل هذه الإجراءات أثبتت قوة وصمودا واستقلالا في القرار السياسي، ما أكسبها المزيد من الحضور على المستوى الدولي.
إلى ذلك، نبه أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا، الدكتور إبراهيم فريحات، إلى أن الأزمة الخليجية الراهنة تُشتت المنظومة الأمنية في الخليج والمنطقة بأسرها، وتجعلها مطمعاً لقوى أخرى، كما أنها فاقمت الأزمات في هذه المنطقة، وأدت إلى غياب خليجي عن الكثير من الملفات.
وأكد فريحات أن الخطر الأكبر في هذه الأزمة هو التغيير في المنظومة القيمية للتعامل مع الأزمات.
كما لفت إلى تدهور قيمي آخر يتعلق بحديث يجري "عن تحالف دول في المنطقة مع إسرائيل لمواجهة دولة قطر" .
وعن الآثار الاقتصادية للأزمة، لفت الدكتور نادر قباني، من مركز بروكينجز الدوحة، إلى أن للأزمة كلفة اقتصادية كبيرة، وخصوصا على دول الحصار.
وقال إن "دولة قطر أثبتت قدرة وقوة في مواجهة تداعياتها، بسبب متانة اقتصادها، وسرعة تحركها، وقد نشهد مزيدا من التحسن الاقتصادي في قطر رغم الظروف الاقتصادية العالمية"، مضيفا أن "للأزمة جانباً إيجابياً بالنسبة لدولة قطر، في تعزيز إمكانياتها الاقتصادية، وتطوير قدراتها، لكن خسارة كبيرة ستلحق بدول الحصار بسبب وقف التبادل التجاري والاستثماري".
ودعا المتحدثون في مداخلاتهم إلى حل دبلوماسي سريع للأزمة، والالتفات إلى التحديات التي تعصف بدولة المنطقة، وتعزيز التعاون المشترك لمواجهتها.
(قنا)