أقرّ المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم الخميس، بأن بلاده تمرّ بفترة حساسة، بسبب الوضع الاقتصادي الذي تعيشه، لاسيما نتيجة الضغوط الأميركية، وعودة العقوبات بعد انسحاب إدارة دونالد ترامب من الاتفاق النووي الموقع بين طهران ومجموعة 5+1 في تموز 2015، لكنه أكد في الوقت ذاته أن بلاده "ستوجه صفعة جديدة" لأميركا، وأن "الاقتصاد الوطني سيتمكن من كسر الحظر المفروض".
واعتبر خامنئي، في خطاب بثّه التلفزيون الإيراني الرسمي اليوم من "استاد أزادي" في طهران، أن إيران تواجه فترة حساسة بسبب التهديدات الأميركية والمصاعب الاقتصادية. وقال إن "وضع الأمة والمنطقة والعالم حساس، خاصة بالنسبة لنا شعب إيران"، موضحاً أنه "حساس بمعنى أننا من ناحية، لدينا صياح القوى المتعجرفة وساسة الإمبريالية الأميركية... ومن ناحية أخرى، لدينا المشكلات الاقتصادية التي تواجهها الأمة، وتضييق العيش على قطاعٍ كبير من الضعفاء في البلاد".
وأضاف المرشد الإيراني، أمام عشرات الآلاف من أفراد "الباسيج" وقادة "الحرس الثوري"، أن "إيران ستصفع الولايات المتحدة وستهزمها بهزيمة العقوبات، وإن اقتصادنا الوطني سيكسر الحظر المفروض، وسيوجه شعبنا بذلك صفعة أخرى لأميركا"، متحدثاً عن "هزيمة أميركا في العراق وسورية ولبنان وأفغانستان"، وبأنها "ستمنى بالمزيد من الهزائم لاحقاً في مناطق أخرى".
وبحسب ما نقلت عنه وكالات الأنباء الإيرانية، فقد رأى خامنئي أيضاً أن "أمام إيران عدوا متمرسا ونشطا"، معتبراً أن "من يحاول تجاهل العدو الأميركي، ليس رجل المرحلة، إن لم يكن عميلاً".
ورأى أن "الأعداء ليس لديهم جديد يقدمونه، وأميركا ضعيفة في أدوات الحرب الناعمة". وأضاف، كما نقلت وكالة "إرنا" من خطابه، أنه علم أن "الرئيس الأميركي قال لبعض المسؤولين الأوروبيين بأن النظام الايراني سيُقضى عليه بغضون ثلاثة أشهر"، واصفاً "الأعداء" بـ"الحمقى".
وارتفعت حدة الضغوط الأميركية على إيران منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، خصوصاً من خلال انسحابه من الاتفاق النووي، وإعادة فرضه للعقوبات الأميركية التي تدخل حيّز التنفيذ تباعاً، وكذلك تحذير واشنطن دول العالم من مغبة شراء النفط الإيراني.
وأمس الأربعاء، اتهم مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، إيران بعدم تفكيك برنامجها النووي، متحدثاً عن تقارير تشير إلى أنها تعزز أنشطتها النووية.
في هذه الأثناء، أمرت محكمة العدل الدولية الولايات المتحدة بضمان ألا تؤثر العقوبات ضد إيران على المساعدات الإنسانية وحركة الطيران المدني، وبرفع العقوبات التي تستهدف السلع "ذات الغايات الإنسانية"، وذلك في إطار الشكوى التي تقدمت بها إيران للمحكمة ضد انتهاك الولايات المتحدة القوانين الدولية، وفرضها عقوبات عليها، معتبرة أن العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب تنتهك معاهدة الصداقة الموقعة بين البلدين عام 1955. في المقابل، ردت واشنطن بالانسحاب من المعاهدة.
(رويترز، العربي الجديد)