خالد جوابرة.. شهيد فلسطيني أحب الحياة

02 ديسمبر 2015
الشهيد الفلسطيني خالد جوابرة (العربي الجديد)
+ الخط -

"مجرد أن تنظر إليه، ستحبه" هذا ما يقوله مراد شقيق الشهيد الفلسطيني، خالد جوابرة، (19 عاماً)، عندما استرجع في مُخيلته صورة خالد قبل أن يرحل برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي عند مدخل مخيم العروب للاجئين الفلسطينيين شمالي مدينة الخليل، في السادس والعشرين من الشهر الحالي خلال مواجهات عنيفة اندلعت هناك.

ناضل الشهيد أكثر من مرة في حياته ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي المقتحمة للمخيم، وعرف عن الشهيد المحرر من سجون الاحتلال عدم توانيه في التواجد في الصفوف الأمامية لمقاومة المحتلين بالسبل المتاحة في يد الشبان، الذين يحاولون التصدي لهجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي على مخيماتهم وقراهم وبلداتهم.

نشأ خالد جوابرة في عائلة مناضلة، قطع الاحتلال أواصرها من خلال عمليات الاعتقالات المتكررة التي طاولت أشقاءه في السنوات الماضية، وما زالت، وتعرض للاعتقال ثلاث مرات، منذ كان في الرابعة عشرة من عمره، ومجموعها ثلاث سنوات في سجون الاحتلال، بتهمة نشاطاته المقاومة لجيش الاحتلال عند اقتحام المخيم.

ويقول شقيقه مراد لـ"العربي الجديد": "خالد ذلك الشاب الذي عرفناه في كثير من الأمور التي يكبر فيها سنه، والذي يتمتع بنوع من الهدوء المحبب إلى الجميع، وذاته الشخص الذي تعلم ثقافة الاحترام والتهذيب من سجون الاحتلال الإسرائيلي، ويتمتع، أيضاً، بروح المزاح الموزون التي جعلت منه شخصاً محبوباً ويتعلق به أصدقاؤه".

"أراد خالد أن يقدم شيئاً فداء فلسطين، وخلال سنوات كان يواجه عندما يُقتحم المخيم"، يُضيف شقيقه: "رحل وجهاً لوجه مع جنود الاحتلال المحصنين على البرج العسكري المقام على مدخل المخيم، والمدججين بكامل سلاحهم وعتادهم".

رحل الشهيد المبتسم في كافة تفاصيل حياته، تاركاً لأشقائه العشرة مهمة استعادة تفاصيله، التي تركها خلفه، فلخالد حركة ستفتقدها كل زاوية من زوايا البيت، وكل أزقة المخيم وحاراته، يقول شقيقه: "كيف لا، وهو من كان يتمتع بروح الإنسان التي تدخله إلى قلب كل من يلتقيه".

وترك الشهيد المناضل، أيضاً، أحلاماً ستتحدث عنها العائلة سنوات طويلة، فهو الشاب الفلسطيني الذي يحلم ببناء بيت من أجل الاستقرار والزواج، وعشرات الأحلام المتناثرة في مشاريع الحياة التي يحبها وعادة ما يتمسك بها، "خالد شاب كأي فلسطيني يحب الحياة ويحب أن يعيش بروحه المرحة" يقول مراد شقيقه.

وللشهيد علاقة صداقة مع إخوته العشرة، وكذا العشرات من أبناء المخيم الذين استشهد منهم صديقه المقرب، العام الماضي، بينما ما زال شقيقه صامداً في سجون الاحتلال، ولم يستطع رؤيته، منذ ست سنوات، ثلاث منها، كان خالد أسيراً في سجون الاحتلال. "خالد وشقيقه صامد لم يلتقيا، منذ ست سنوات، حين كان صامد خارج السجن كان خالد داخله، وحين كان خالد خارجه كان صامد داخله"، يوضح شقيقه.

لم يكن خالد، ولا أي شاب من شباب مخيم العروب، سوى فلسطينيين وقفوا في وجه جنود الاحتلال الإسرائيلي، الذين هاجموا مخيمهم من عدة محاور وفرضوا حصاراً عليه وأمطروا منازلهم بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، وعدا عن ذلك، فهم فلسطينيون متمسكون بحياتهم كثيراً، ولديهم فيها تفاصيل يحبونها أكثر من غيرهم.


اقرأ أيضاً:تشييع جثمان الشهيد خالد جوابرة في الخليل

دلالات