اقرأ أيضاً: روسيا تجهّز قاعدة جوية ثانية لاستخدامها في سورية
وقال العقيد الطيار مصطفى البكور (منشق عن جيش النظام) في حديث مع "العربي الجديد" إنه ليس للمطار أهمية استراتيجية، معتبراً أن السيطرة عليه لها أهمية "معنوية، أكثر منها مادية، وفقاً لتوزع مناطق السيطرة في الغوطة الشرقية"، مشيراً إلى أن المطار الذي يقع شرق العاصمة دمشق بـ 15 كيلومترا مخصص للحوامات، وهو غير فاعل حالياً.
وكانت قوات النظام المدعومة بمليشيات أجنبية، خصوصاً من حزب الله، وبمساندة الطيران الروسي، قد استطاعت قبل أكثر من شهر كسر الحصار الذي كان مضروباً على أكبر المطارات العسكرية في سورية، وهو مطار كويرس (رسم العبود) شرق حلب، حيث وصلت قوة من جيش النظام إلى المطار الذي كان يحاصره تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، منهية بذلك حصار عامين لهذا المطار الذي يضم الكلية الجوية الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، وبث تلفزيون النظام مساء الثلاثاء مشاهد لهبوط أول طائرة حربية في المطار بعد كسر الحصار.
مطارات بقبضة المعارضة
منذ بدء الثورة المسلحة في سورية، حاولت فصائل المعارضة تحييد سلاح الطيران في جيش النظام كونه الأكثر فتكاً بالمدنيين، وعندما فشلت بالحصول على مضادات جوية، اتجهت نحو حصار مطارات والسيطرة عليها، وكانت البداية من شرق سورية، حيث سيطرت في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2012 على مطار الحمدان في مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، ثم سيطرت على مطار مرج السلطان في الغوطة الشرقية أواخر عام 2012، قبل أن تخسره يوم الإثنين الماضي. وفي بدايات عام 2013، سيطرت المعارضة السورية على مطار تفتناز العسكري شرق مدينة إدلب، بعد معارك طاحنة، وفي شهر فبراير/شباط من نفس العام، سيطرت على مطار كشيش "الجراح"، قرب مدينة منبج بريف حلب الشرقي، وفي شهر أغسطس/آب من عام 2013 سيطرت المعارضة المسلحة على مطار (منغ) العسكري بريف حلب الشمالي.
وفي بدايات شهر سبتمبر/أيلول الماضي، سيطرت المعارضة السورية المسلحة على مطار (أبو الظهور) العسكري، آخر معاقل النظام العسكرية في محافظة إدلب شمال غرب سورية، وكان يعدّ من المطارات المهمة في خارطة مطارات سلاح الجو التابع لجيش النظام، وحاصرته فصائل المعارضة العسكرية لأكثر من عام ونصف العام، وكان سقوطه بيد المعارضة ضربة موجعة لقوات النظام، خصوصاً في شمال سورية.
مطارات تحت سيطرة النظام
لا تزال قوات النظام تسيطر على أهم المطارات وأخطرها، والتي تنطلق منها يومياً المقاتلات والمروحيات لتقصف المدن والبلدات السورية مرتكبة مجازر بحق المدنيين، وفي مقدّمتها مطار السين العسكري الذي يقع بين ريفي دمشق الشمالي الشرقي وحمص الجنوبي الشرقي، ومطار الضمير العسكري شرق الغوطة الشرقية لدمشق، ومطار الناصرية شمال شرق دمشق، ومطار المزة العسكري غرب دمشق. ومطار دمشق الدولي جنوب شرق العاصمة.
وفي ريف حمص، لا تزال قوات النظام تسيطر على مطار التيفور "T 4"، ومطار الشعيرات، وأعادت قوات النظام سيطرتها على مطار الضبعة بريف حمص الغربي، بعد سيطرة المعارضة المسلحة عليه في ربيع عام 2013.
وفي الساحل السوري، أنشأت قوات النظام بعد انطلاق الثورة مطاراً في محافظة طرطوس، ووسّعت مطار "حميميم" قرب مدينة جبلة في محافظة اللاذقية، والذي بات منصة انطلاق للطيران الروسي الذي يقصف المدن السورية منذ الثلاثين من شهر أيلول/ سبتمبر الفائت.
وفي ريف حماة، يقع المطار الذي يعد منطلقاً للطائرات والمروحيات التي تلقي البراميل على المدن السورية. وفي جنوب سورية (السويداء ودرعا)، تسيطر قوات نظام بشار الأسد على مطاري الثعلة، وخلخلة. وفي محافظة الحسكة (شمال شرق سورية) تستخدم قوات النظام مطار القامشلي المدني لأغراض عسكرية.
ويؤكد العقيد الطيار مصطفى البكور (منشق عن جيش النظام) أن غالبية المطارات عند نظام الأسد خطيرة، ولكن بدرجات متفاوتة "حيث تعتبر مطارات حماة، والشعيرات، والتيفور(T 4)، والضمير، وحميميم، والمزة، والسين من أكثر المطارات نشاطاً ضدّ الشعب السوري، ويضاف لها عدد من المطارات التي تم إنشاؤها على عجل للحوامات مثل معامل الدفاع بحلب، ودير شميل في منطقة مصياف، ومناطق أخرى"، وفق البكور.
"داعش" والمطارات
سيطر تنظيم "داعش" على مطار الطبقة العسكري في منتصف عام 2014، بعد شهور على بسط سيطرته على كامل محافظة الرقة، إثر طرده لباقي الفصائل منها، والتي كانت تحاصر المطار منذ سيطرتها على الرقة مطلع عام 2013، وكان يعد من المطارات الهامة في المنطقة الشرقية في سورية، لوجوده بالقرب من مدينة الطبقة التي تضم أكبر السدود المائية، وأهمها على نهر الفرات. كما سيطر التنظيم على مطار تدمر العسكري بعد سيطرته على المدينة منذ أشهر، وهو يحاول التقدم باتجاه مطارات أخرى في ريف حمص، كما يفرض التنظيم حصاراً جزئياً على مطار دير الزور العسكري شرق سورية، وحاول أكثر من مرة اقتحامه، إلا أن محاولاته باءت بالفشل.
اقرأ أيضاً: استنزاف إيران ومليشياتها في سورية: هل تغيّر طهران خططها؟