يعيش العراق على مدار السنوات الثلاث الأخيرة موجة نزوح غير مسبوقة في تاريخه الحديث، حيث بلغت أعداد النازحين الفارين من المعارك الدائرة لتحرير مساحات واسعة يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية أكثر من أربعة ملايين مدني داخل العراق ونحو مليون خارجه.
ونشأت عشرات المخيمات المخصصة لاستقبال النازحين، توزعت بين مدن الأنبار وبغداد وصلاح الدين وكركوك والموصل، وهي تضم حالياً عشرات الآلاف من النازحين رغم استعادة القوات العراقية السيطرة على أغلب المناطق التي نزحوا منها، وبعضهم لا يفكر بالعودة إلى المناطق التي نزح منها بسبب الدمار الذي لحق منازلهم من جانب، ورفض السلطات المحلية في أغلب المدن عودة العائلات النازحة بذريعة وجود مطلوبين أو مشتبه بانتمائهم إلى "داعش" بينهم.
وعرفت محافظة الأنبار أولى المخيمات التي أنشئت في المدن العراقية، حيث بدأت أولى موجات النزوح من مدينتي الفلوجة والرمادي بعد أن اشتد فيهما القتال.
ويعيش النازحون ظروفاً مأساوية في مخيمات ومعسكرات توصف بأنها غير آدمية، أقامتها الحكومة والأمم المتحدة بعد منع الحكومة دخولهم إلى بغداد، وفرض ما يعرف بنظام الكفيل سيئ الصيت.
وتوفي 700 نازح، خلال العامين الأخيرين، من جراء البرد والحر ونقص التغذية، بينهم ما لا يقل عن 500 طفل، في حين قتل ما لا يقل عن ألف نازح خلال رحلة الهروب من مناطق القتال إلى مناطق أكثر أمناً بيد القوات العراقية ومليشيات الحشد، أو على يد "داعش"، وبعضهم بسبب الألغام التي يزرعها كلا الطرفين، وفق إحصائيات غير رسمية.
ويضم العراق اليوم 408 مخيمات ومعسكرات نزوح، تتوزع على محافظات أربيل والسليمانية ودهوك ونينوى وبغداد والأنبار وصلاح الدين وواسط، وتتفاوت سعة المخيمات بين 10 إلى 25 ألف نازح، جميعهم يسكنون في خيام بالية بفعل الأحوال الجوية، حتى باتت أحد مهام النازحات في المخيمات تتمثل في رقع الخيام حتى تقي العائلات من الشمس أو المطر.
وحسب مصادر في وزارة الهجرة العراقية، فإن الأنبار تحوي 70 مخيماً ومعسكراً أغلبها في المناطق الصحراوية، بينما في نينوى 80 مخيماً ومعسكراً، وفي بغداد 65 مخيماً، وفي صلاح الدين 10 مخيمات، و25 مخيماً في كركوك، في حين تضم أربيل 100 مخيم ومعسكر، وهي الأعلى بعدد إجمالي النازحين الذي بلغ مليون نازح، وفي السليمانية 20 مخيماً، وفي دهوك 30 مخيماً، بينما تتفرق مخيمات صغيرة في محافظات أخرى مثل بابل وواسط.
ووفقاً لبيان سابق لوزير الهجرة العراقي، فإن عدد النازحين ارتفع الى أربعة ملايين داخل العراق، مؤكداً أن وزارته لا تمتلك العدد الدقيق للنازحين في الأردن وتركيا وأوروبا، واصفاً حياة المخيمات بأنها "بدائية"، حيث تتكون معظمها من خيام، عازياً ذلك إلى مشاكل في التمويل، والعدد غير المسبوق للنازحين الذين تزايدوا أخيراً، بعد معركة الموصل.