حي المهاجرين في برشلونة

02 يناير 2016
طفلة سورية تصل إلى إسبانيا رفقة عائلتها(Getty)
+ الخط -
على بعد 500 مترٍ من مركز "برشلونة" وعبر الشارع الواصل بين ساحة كتالونيا والبحر، تصل حي "الرملة أربال"، حيث سيختلف المشهد تماماً، انتقال بين عالمين. من مركز السياحة والمطاعم الأنيقة والشوارع النظيفة، إلى صورة أخرى تكاد تكون نقيضها.
يعود تاريخ الحي إلى فترة القرون الوسطى، وعُرف بـ "الحي الصيني" لكثافته.
تغيرت الأمور مع الهجرات العربية من الشمال الأفريقي، فتحوّل إلى حي غالبيته من المهاجرين العرب. ويُعتبر مركز العرب داخل مدينة برشلونة، تطغى اللغة العربية فيه، ولا ترى سوى أسماء ومطاعم ومحلات غذائيات عربية.
جال "العربي الجديد" في الحي لرصد حياة المهاجرين العرب، فالتقينا بالطالب الجامعي أحمد تقال، الذي يسكن الحي منذ 8 سنوات، شارحاً: "منذ وصول العرب إلى برشلونة اتخذوا من الحي مركزاً لتجمعهم، باسم (الحي العربي) ويقطنوه لأنه في ظنهم يمنح المهاجرين الحياة التي تتسم بها مراكز المدن".
تحوّل الحي بعد ذلك إلى ما يشبه "الغيتو" وتأسس فيه أول مسجد في برشلونة، مسجد طارق بن زياد في 1995. وما تزال عوائق كثيرة أمام الاندماج، إضافة إلى مشكلة الهوية عند المولودين فيه.
السلطات الإسبانية، أيضاً، لا تقوم بجهد لتغيير شروط الحياة التي يعيشها المهاجر العربي وأبناؤه. فمثلاً الطلاب العرب في المدرسة الابتدائية الوحيدة يعانون من عدم مراعاة تقاليدهم، فيتم تدرسيهم بطُريقة غير تلك التي يعيشونها داخل المنزل، وذلك يولد مشاكل كبيرة لهم، على الرغم من أنهم الغالبية في المدرسة إلا أن التعامل معهم يتم كأقلية. ويقول سكان الحي: على الحكومة المحلية أن تهيء كادراً تعليمياً، خصوصاً أن الجالية العربية في برشلونة أكبر جالية أجنبية، مع جهد توعوي أكثر في المراكز الاجتماعية المتواجدة في الحي.
المساهمون