حين يتحول الجسم إلى شمعة: قصص 5 أشخاص احترقوا ذاتياً

16 ديسمبر 2017
جسم الإنسان من الممكن أن يتحول إلى شمعة (فيسبوك)
+ الخط -
لعل أخبار الحرائق التي تحدث بصورة يومية في جميع أنحاء العالم، لن تثير استغرابنا، أما أن نسمع عن تحول رجل إلى كتلة من النار بشكل تلقائي مفاجئ، من دون وجود أي مسبب اشتعال واضح ومعروف، فهو خبر سيوقعك في الحيرة، وستتوقف عنده طويلًا، وهو ما كتب عنه عالم التشريح الدنماركي توماس بارثولين عام 1663، تحت اسم "الاحتراق البشري الذاتي".

حيرت هذه الظاهرة الغريبة العلماء لوقت طويل، ووضعوا العديد من النظريات لتفسيرها، إلا أن نظرية "تأثير الفتيل" كانت أكثرها منطقية، حيث تفترض أن جسم الإنسان من الممكن أن يتحول إلى شمعة، وتلعب الملابس دور الفتيل، في حين تشكل الدهون المادة القابلة للاشتعال، إلا أن أغلب العلماء يميلون للاعتقاد أن الحريق يحتاج لمصدر خارجي ليبدأ، كسيجارة على سبيل المثال.

ووثقت حوالى 200 حالة احتراق بشري ذاتي على مر التاريخ، غالبًا ما يكون ضحاياها من كبار السن، المرضى أو من هم تحت تأثير الكحول، مما قد يفسر عدم تمكنهم من إطفاء النار، "العربي الجديد" يرصد لكم 5 حالات لأشخاص احترقوا ذاتيًا:

جون نولان:

اندلعت النار في جسده بشكل مفاجئ أمام أعين المارة، في أحد شوارع توتنهام، شمال لندن، في 17 أيلول من عام 2017، ونقل جوًا إلى مستشفى برومفيلد في تشيلمسفورد، حيث وجد الأطباء أن 65% من جسده مغطى بحروق من الدرجة الثالثة، أدت إلى وفاته في اليوم التالي. أكدت التحقيقات عدم تضرر أي شيء، أو شخص آخر في مكان الحادث، كما لم تتمكن الشرطة من العثور على أي مسبب واضح للحريق، ومن المتوقع أن يفتح تحقيق خاص بقضيته في محكمة بارنيت كورونر، في 13 مارس/آذار من العام المقبل، إلا أن الطب الشرعي ما زال يرجح أن يكون الاحتراق البشري الذاتي هو سبب الوفاة.

هنري توماس:

وجد محترقًا في غرفة المعيشة في منزله في إيبو فالي الواقعة جنوب ويلز في عام 1980، وكان في الـ 73 من عمره، ولم يتبق من جسده سوى جمجمته وجزء من ساقه كانت لا تزال داخل الجورب، كما احترق نصف الكرسي الذي كان يجلس عليه، ووجدت نظاراته سليمة بين بقايا رماده. استبعد ضباط الشرطة والطب الشرعي أن يكون سبب وفاته الاحتراق بمصدر خارجي، ورجحوا احتراقه ذاتيًا تبعًا لنظرية تأثير الفتيل.

 مايكل فاهرتي:

وجد محترقًا حتى الموت في غرفة المعيشة في منزله في غالواي بإيرلندا، في 22 ديسمبر/كانون الأول 2010، بعد أن لاحظ جيرانه دخانًا كثيفًا ينبعث من منزله، وكان عمره 76 عامًا. ووجد ضباط الشرطة أن الحريق كان محصورًا تمامًا في غرفة الجلوس وأن جسده كان المتضرر الوحيد في المكان، بالإضافة إلى السقف أعلاه والأرضية تحته، كما لم يعثر رجال الإطفاء على أي أثر لمسبب واضح للحريق، مما جعل الطبيب الشرعي يدلي لاحقًا ببيان يوضح فيه أن سبب الوفاة هو الاحتراق البشري الذاتي.

ماري ريزر:

عثر عليها محترقة بالكامل، لم يتبق منها سوى جمجمتها وجزء من ساقها، في الكرسي الذي كانت تجلس عليه، في منزلها بفلوريدا عام 1951، بعد أن طرق عليها أحدهم الباب طويلًا لتسليمها برقية، إلا أنها لم تفتح، وكان مقبض الباب ساخنًا بشكل مثير للارتياب. ولاحظ الطبيب الشرعي تقلص حجم جمجمتها، وتشوه أشكال بعض الأواني البعيدة عنها في منزلها، وأكد أن هذا الأمر يتطلب درجات عالية من الحرارة، ثم صرح مكتب التحقيقات الفدرالي في وقت لاحق أن ظروف وفاتها لا يمكن تفسيرها سوى بالاحتراق البشري الذاتي.

 جيني سافين:

كانت جيني تجلس مع والدها في المطبخ في منزل العائلة، الواقع في إدمنتون بلندن، في 15 سبتمبر/أيلول من عام 1982، عندما اندلعت النار فجأة في جسدها، ونقلت إلى المستشفى، حيث توفيت بعد 8 أيام متأثرة بحروقها. لم يعثر الطب الشرعي على مسبب واضح للحريق، لذا رجح الأغلبية أن تكون احترقت ذاتيًا بفعل نظرية الفتيل، واستخدمت قصتها كمثال على هذا النوع من الحرائق في العديد من الكتب، حيث خصص لها الكاتب جون هيمر، فصلًا كاملًا في كتابه The Entrancing Flame، الذي نشر عام 1996.

(العربي الجديد)

المساهمون