حيلة نفسيّة لاكتساب ثقة الآخرين

11 اغسطس 2015
من الممكن توسيع العين وقتياً (Getty)
+ الخط -
لطالما كان للغة العيون نصيب كبير من الأشعار بمختلف اللغات وكلمات الأغاني. حتى إنّ أغاني العالم العربي بقديمها وحديثها تكاد لا تخلو من تلك الإشارة إلى العين وعلاقتها بالليل في مناجاة الحبيب والصعود بالحالة إلى مرتبة أعلى.

لكنّ للعينين لغة علمية نفسية، بحسب الكثير من الدراسات أيضاً. ومن ذلك، أنّ النظر بعمق في عيني من يحدثك يلعب دوره بخصوص اكتساب ثقته بك، بحسب دراسة نفسية جديدة. فقد وجدت الدراسة التي قادتها الأستاذة في جامعة "لايدن" الهولندية، ماريسكا كريت، أنّ الناس يميلون إلى الثقة بالأشخاص الذين يفتحون أعينهم على اتساعها خلال حديثهم معهم، بحسب موقع "بيزنس إنسايدر".

واختبرت كريت 69 طالباً من جامعة أمستردام نظروا إلى مقطع فيديو يظهر لكلّ واحد منهم أشخاص بعيون متسعة أو ضيقة أو شبه مغمضة أو جامدة، لأكثر من أربع ثوان.

وبعد ذلك، كان على المشاركين أن يقرروا ما إذا كانوا سيمنحون صاحب العينين مبلغاً يتراوح بين 0 يورو وخمسة يورو. فيما قال الباحثون للمشاركين إنّ استثمارهم هذا ستتم مضاعفته ثلاث مرات، وسيقرر صاحب العينين (وهو شخصية افتراضية مبرمجة) ما الذي يردّه لهم مما دفعوه.

وأظهرت النتائج أنّ المشاركين أعطوا مالاً أكثر لأصحاب العيون المتسعة، خصوصاً عندما تكشف العينان عن سعادة. وفسّر الباحثون هذا الاكتشاف بأنّ المشاركين كانوا أكثر ثقة بأصحاب العيون المتسعة التي تنظر بعمق.

لكنّ كريت تقول إنّ من المستحيل على الشخص أن يبدّل من أسلوب نظره، كأن يوسّع عينيه أو يقلصهما. ومع ذلك، فقد أظهرت دراسة أخيرة من كلية علم النفس في جامعة أوسلو أنّ تركيز التفكير على غرفة مظلمة يسمح للشخص بتوسيع عينيه وقتياً، وذلك بخداع عقله الذي يحاول إرسال المزيد من الضوء إلى العينين.

وبذلك، فإنّها حيلة مفيدة يمكن للشخص استخدامها عندما يشعر بأنّ محدثه لا يثق به. فما عليه إلاّ أن يتخيل تلك الظلمة الدامسة والأمل في أن يلفت انتباه المحدّث بتبدّل طريقة نظره.

تجدر الإشارة إلى أنّ المشاركين في الدراسة الأولى منحوا المال الكثير للعيون المتسعة السعيدة، بصرف النظر عن عرق أصحابها المخالف لهم، كأن يكون المشارك أوروبياً غربياً وصاحب العينين آسيوياً. وهو ما يعني أنّ العينين وحدهما كفيلتان بتأمين تلك الثقة.

وقال الباحثون عن ذلك: "من المحتمل أنّ البشر يتفاعلون مع اتساع عيون الآخرين، باعتباره يعكس حالتهم الداخلية، والتي تشير إلى اهتمام ورغبة متبادلين. وهو ما يمكن أن يسهّل القرارات المعيارية السريعة عند التعامل مع أشخاص غرباء".

إقرأ أيضاً: هكذا تكتسب الثقة في النفس
دلالات