حياكة المعاوز في اليمن: قصة "لوح وخيط" من الأجداد للأبناء

18 أكتوبر 2019
حياكته متوارثة عبر الأجيال (محمد حمود/الأناضول)
+ الخط -
تعتبر حياكة المعاوز في اليمن من الحرف اليدوية المصنوعة بأدوات تقليدية وبسيطة، وحافظت على مكانتها من الاندثار، وباتت أكثر رواجا في أوساط المجتمع اليمني. وظل المعاوز مورثا شعبيا ومصدر رزق للعديد من العائلات.

المعوز الشعبي عبارة عن قطعة قماش منسوجة من الخيوط يرتديه اليمني من وسط جسمه حتى منتصف ساقيه، ويختلف نوعه بحسب المنطقة التي صنع فيها.

كاميرا "العربي الجديد" زارت أحد معامل حياكة المعاوز في صنعاء، وتعرفت على طريقة حياكة المعاوز الشعبي.

وقال إسحاق السعيدي، وهو صاحب معمل حياكة، لـ"العربي الجديد": "لوح وخيط، هذا ما حفظناه من أجدادنا وتمسكنا به حتى اليوم، وهي حرفتنا الوحيدة لإعالة الأسرة".

وأضاف السعيدي أن حرفة حياكة المعاوز حرفة يمنية قديمة عرفت منذ مئات السنين، وكانت بدايتها في القرى ومنها انتشرت إلى مختلف المدن اليمنية. فرغم الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد وظهور الماكينة الحديثة، إلا أن هذه الحرفة تمكنت من الصمود أمام المنافسة الكبيرة".

وأكد السعيدي "لن نفرط بموروث الأجداد حتى وإن كان العائد المادي قليلا، بل سنورثها لأجيالنا القادمة".

وقال الحائك عبد الكريم العياشي، لـ"العربي الجديد": "تعلمت الحرفة من والدي، وعملية الحياكة اكتسبتها منه والتي اكتسبها بدوره من جدي، وأنا سأعلمها لأولادي. كنت في الثانية عشرة من عمري عندما بدأت ممارسة المهنة".

وأضاف "تمثل هذه الحرفة وسيلتي الأسمى، كانت تدر علي المال أثناء دراستي الجامعية كما هو حال الكثير من أبناء قريتي في وصاب الأسفل. وكان السواد الأعظم من أهل القرية يجيدون هذه الحرفة".

واسترسل العياشي قائلاً "إن الحياكة ليست بالأمر السهل بل تتطلب جهداً ومهارة خاصة وخفة في حركة اليدين والرجلين، والتركيز أثناء العمل للحصول على معاوز جميل ذو حياكة متقنة، ولا يستمر فيها إلا الشخص الصبور".

وعن أنواع المعاوز أوضح إسحاق "لكل منطقة في اليمن نوع مختلف من المعاوز، منها البيضاني واللحجي والحضرمي والشبواني والتهامي والوصابي".


وتابع "مع العلم أن المعاوز المحلية تنسب إلى المناطق التي تلبس فيها، ولكل نوع ميزاته الخاصة، فالنوع اللحجي يلبسه أبناء لحج وتعز والمناطق الحارة ويتصف بنقشاته الخفيفة. أما النوع البيضاني فيرتديه أبناء البيضاء ويتصف باللون الزاهي المائل إلى الأصفر، والكثير من الناس يرتدون هذه المعاوز في الأعراس والمناسبات. أما النوع الحضرمي فيعرف بنقشاته الكثيفة وفي أطرافه أشكال تزينه، والشبواني خفيف، والوصابي يتميز بالنقشات المتنوعة والعمل المتقن".

ولفت إسحاق إلى أن "سعر المعوز يراوح بين عشرة دولارات ومئة دولار وفقا للنقوش ونوعية الخيوط المستخدمة في حياكته".
دلالات