حياة العمري.. بين مختبرين

22 أكتوبر 2014
ماذا سيحمل الصندوق الانتخابي للعمري؟ (رسم/عماد حجاج)
+ الخط -

نشأت حياة العمري (1981) في ضاحية الرقاب في ولاية سيدي بوزيد. تخصصت في الكيمياء، واستكملت دراستها العليا في هذا المجال، لإيمانها التام بأن التعليم والمثابرة هما أساس نجاح كل شخص. وحصلت في الثانوية العامة على معدل أهّلها للالتحاق بالمعهد الوطني للعلوم التطبيقية في العاصمة تونس، لتلتحق بتخصص الكيمياء الصناعية، ولتصبح فيما بعد مهندسة كيمياء صناعية عام 2007، وتحوز على درجة الماجستير في الاختصاص نفسه بعدها بعام واحد.

وقد سُطِرَ اسم العمري ضمن قائمة تضم مئة مخترع من عشر دول في العالم، لتكون أفضل مخترعة لعام 2013، حيث تمثل إنجازها في إزالة الحامض الفسفوري، ومحاولة تقليص إنتاج الفوسفوجيبسو، أي تصفية الحامض الفسفوري لاستعماله في مجالات أخرى، كالصيدلة والتغذية، هذا إلى جانب الاستفادة من بعض المخلفات النباتية لأهداف صناعية.

كما حصلت العمري على ميداليتين ذهبيتين في الأولمبياد العلمي للمخترعين والاختراعات، الذي احتضنته تونس في الفترة الممتدة بين 22 إلى 24 فبراير/شباط 2013. إضافة إلى مشاركتها في الكثير من المسابقات الإبداعية، وحصادها لمراكز متفوقة على مستوى دولي، إذ تم تكريمها من طرف الاتحاد الأوروبي، تقديراً لقيمة أبحاثها في مجال الكيمياء. وحصّلت على الجائزة الرئاسيّة بمناسبة يوم العلم، 22 يونيو/حزيران 2014، حيث قام الرئيس التونسي، محمد منصف المرزوقي، بتكريمها شخصياً.

تقول العمري لـ"جيل": "أنا مؤمنة بأهمية الانتاج العلمي، وربما هذا الإيمان هو ما جعلني أرفض تقلّد أي منصب حتى الآن، رغم العروض المغرية التي قدمت لي، ولطالما شعرت بالسعادة في موقعي، أستاذ مساعد متعاقد، في المكان الذي درست وتخرجت منه".

وتقرّ العمري بأنها لم تحظ بالتشجيع والدعم الكافيين، على الرغم من أهميّة أبحاثها. وتنتقد بمرارة تجاهل الكثير من الشركات الوطنية المختصّة في مجال الكيمياء لمنجزاتها، كونها تنظر لما تنجزه علمياً بأنه مجهود وطني من شأنه أن يوفّر أرباحاً كبيرة للدولة إلى جانب تقديم الفائدة للمجتمع.

واقع عدم التقدير الكافي لمنجزها العلمي، خصوصاً قبل ثورة الياسمين، رغم نجاحاتها العالمية، جعلها تفكّر بجديّة في خوض غمار السياسة، والانخراط أكثر في المساهمة في النهوض بالواقع البحثي والاقتصاد العملي للبلاد.

وعن اختيارها للمسار الانتخابي الذي انخرطت فيه، تقول العمري "وجدت في حزب حركة النهضة الصدق والانفتاح، وتقارب البرامج والتوجهات مع البرامج العلمية التي أحلم بها" مما دفعها للترشح ضمن قائمة النهضة عن ولاية سيدي بوزيد.

وقد أكدت المترشحة أنها غير مرتبطة تنظيمياً بحركة النهضة، ولا يجمعها بالحزب سوى تقاطع الرؤى العلمية والعملية لتأدية دور علمي يخدم تونس وثورتها.

واعتبرت أن من أهم أولوياتها إصلاح المنظومة التعليمية، مشدّدة على أهمية الاعتناء بالأعمال البحثية والمخبرية التي تساهم في تطوير العلوم والمجتمع.

فماذا سيحمل الصندوق الانتخابي للعمري، هذا ما سيجيب عليه الناخب التونسي!

المساهمون