وقالت وكالة الأنباء الإثيوبية إن أديس أبابا استقبلت حميدتي "الذي وصل إلى العاصمة في زيارة مفاجئة"، موضحة أنه سيجري خلال زيارته التي لم تحدد مدتها "مباحثات مع كبار المسؤولين الإثيوبيين بشأن قضايا مهمة بين البلدين"، من دون تفاصيل أكثر.
وحسب وكالة السودان للأنباء، فإنه من المقرر أن يجري حميدتي غدا الخميس جلسة مباحثات رسمية مع رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، تتصل بمسيرة العلاقات الثنائية بجانب عدد من الملفات الإقليمية، لا سيما المتصلة بعمليات السلام في المنطقة.
وأشارت الوكالة كذلك إلى أن نائب مجلس السيادة سيلتقي عدداً من مسؤولي الاتحاد الأفريقي لمناقشة ملفات السلام وبخاصة في السودان ودولة جنوب السودان.
ونهاية الشهر الماضي، شهدت منقطة الفشقة الحدودية مع إثيوبيا توترات وحشوداً عسكرية، واشتباكات للجيش السوداني مع عصابات مسنودة من الجيش الإثيوبي أدت إلى مقتل ضابط في الجيش السوداني وطفل، وإصابة آخرين. غير أن الهدوء عاد للمنطقة بعد اتصالات دبلوماسية.
ونفى مصدر دبلوماسي لـ"العربي الجديد" أن يكون للزيارة أي علاقة بموضوع مفاوضات سد النهضة التي تجرى هذا الأيام، باعتبار أن ملف سد النهضة في يد وزارة الري والموارد المائية، وتحت إشراف رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك.
Twitter Post
|
وما زالت الخلافات مسيطرة على المفاوضات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة. فعلى الرغم من البيانات السودانية المتتالية المبشرة بحدوث تقدم على الصعيد الفني والانتقال إلى النقاشات حول الطبيعة القانونية للبنود التي سيتم التوافق عليها، وإحالتها للفرق القانونية المختصة بالدول الثلاث لمناقشتها، ابتداء من أمس الثلاثاء، إلا أن المصادر المصرية والإثيوبية تُجمع على استمرار الخلافات بين مطالب ومحددات البلدين في أي اتفاق سيتم توقيعه.
ورجّحت المصادر في تصريحات لـ"العربي الجديد"، في المقام الأول، أن يتطلب الأمر تدخل رؤساء الحكومات، وفي المقام الثاني أن يتم تأجيل حسم بعض القضايا إلى ما بعد الملء الأول للسد.
وحول مجريات المفاوضات، ذكر مصدر فني مصري بوزارة الري لـ"العربي الجديد"، أن الاجتماع الذي كان من المنتظر أن يحسم الأمور الفنية العالقة، يوم الاثنين الماضي، لم يحسم إلا النزر اليسير منها، مع عدم تحقق توافق كامل بين مصر وإثيوبيا على المسودة التوافقية التي أعدّها السودان، نظراً لاعتراض القاهرة على مسائل ذات صلة بكميات التدفق في فترات الشح المائي وانحسار الفيضان، واعتراض أديس أبابا على كميات المياه المقترح تخزينها في كل مرحلة من مراحل الملء، والتي تمت إعادة توزيعها بصورة تضمن للسودان ومصر فترة أطول في كل مرحلة لتدبير احتياجاتهما المائية خلال الفترات الفاصلة بين مراحل الملء.