حمى "كانتي ليستر" مستمرة..3لاعبي ارتكاز حملوا فرقهم هذا الموسم

13 مارس 2016
نجوم الارتكاز المتألقون هذا الموسم (Getty/العربي الجديد)
+ الخط -


يقدم الفرنسي نغولو كانتي مستوى استثنائيا هذا الموسم مع ليستر سيتي، ومع التألق الكبير للجزائري رياض محرز. ويؤكد بعض المتابعين أن لاعب الارتكاز كانتي له فضل حقيقي في ما وصل إليه فريق رانييري، نتيجة قدرته على حماية الدفاع، وتوفير غطاء كامل لإبداع لاعبي الشق الهجومي. ليعيد هذا اللاعب المغمور القيمة الحقيقية للاعبي الوسط في الملاعب الإنجليزية، ويجبر بقية المدربين على إعادة حساباتهم، ومراقبة سوق الانتقالات من أجل ضم لاعب يوفر مزيدا من الأمان لمنطقة الارتكاز، الجانب القوي في معادلة التوازن الخططي داخل الملعب.

الموهبة اللاتينية
يمتاز الأرجنتيني لياندرو باريديس بقدرات فنية رائعة، برهن على قوتها هذا الموسم مع فريق إمبولي، بعد إعارة ناديه الأصلي روما له، ليؤكد لاعب الارتكاز أنه أحد أهم المواهب في الكالتشيو، ويجعل إدارة روما نادمة على عدم إشراكه في مباريات هذا الموسم، خصوصا مع الإصابات العديدة لنجوم الفريق، وحاجة سباليتي إلى لاعب وسط متحرك أمام رباعي الدفاع.

يلعب إمبولي بطريقة قريبة من 4-3-1-2 وفق الخلطة الإيطالية، بتواجد رباعي صريح في المنتصف، ثنائي على الأطراف، وثنائي آخر في العمق، لاعب خلف الهجوم والآخر أمام الدفاع، وباريديس يقوم بهذا الدور، حيث يهتم بنقل الكرات من الخلف إلى الأمام، ويبني الهجمة بأريحية عن طريق كسره الخطوط بالتحرك المستمر والتمركز الإيجابي، لذلك لا غنى عنه أبدا في تكتيك فريقه.

ونتيجة تألقه هذا الموسم، يحاول أكثر من فريق أوروبي التعاقد معه مستقبلا، وفي مقدمة هؤلاء بيب غوارديولا، المدير الفني الجديد لمانشستر سيتي، لأنه يريد لاعب ارتكاز ممرر على خطى بوسكيتس في برشلونة، وبكل تأكيد فرناندو وفرناندينيو لن يوفرا له هذه الصفات. كذلك يريد يورغن كلوب الوصول إلى اللاعب إياه، من أجل بناء أفكاره التي تعتمد على اللعب الخاطف السريع في الأنفيلد مع ليفربول، في انتظار انتقال مؤكد بالصيف، إما إلى روما أو إنجلترا.

صاروخ بنفيكا
يُعرف عن بنفيكا أنه مصنع لاعبي الوسط في البرتغال بالسنوات الأخيرة. لا عجب في ذلك مع إنتاج أسماء بقيمة نيمانيا ماتيتش، أندريا جوميش، والبقية. ويعتبر ريناتو سانشيز هو المفاجأة الجديدة السعيدة للنسور، مع تقديمه مستوى رائعا هذا الموسم، رغم أنه من مواليد 1997، لكنه يملك نضجا حقيقيا وشخصية قوية تؤهله التعامل مع كافة المواقف المعقدة في عالم المستديرة.

سانشيز هو الارتكاز المتكامل، يدافع ويهاجم في آن واحد، سريع دون الكرة، ويجيد الاحتفاظ بها تحت ضغط، مع تميّزه في القيام بالواجبات الدفاعية، كالعرقلة، الافتكاك، والقطع، بالإضافة إلى تسديداته الصاروخية من أماكن بعيدة باتجاه المرمى، لذلك يستخدمه المدرب روي فيتوريا في أكثر من خانة بالوسط، لاعب ارتكاز دفاعي، وسط مساند، وأحيانا كساعد هجومي في الثلث الأخير.

لاعب بكل هذه المواصفات أجبر الجميع على متابعته، وفي مقدمتهم أندية بحجم مان يونايتد، يوفنتوس، وريال مدريد، ويستطيع هذا الصغير النجاح في مختلف الدوريات الأوروبية، شريطة الابتعاد عن الغرور المبكر. وتؤكد كافة التقارير الكروية أنه لن يستمر في البرتغال كثيرا، وسنشاهده الموسم القادم في نادٍ آخر، على خطى كانتي.

أسد الباسك
يعيش أتلتيك بلباو فترة جيدة في بطولة الليغا، مع اقترابه من المراكز الأوروبية المؤهلة، وتقديمه مباريات كبيرة ضد الكبار، بقيادة المدرب الواثق أرنستو فالفيردي، وخطة اللعب 4-2-3-1 التي تتحول إلى 4-4-2 هجوميا، بتواجد الثنائي أدوريز وراؤول غارسيا في العمق، بين الطرفين مونياين وإيناكي ويليامز أو سوسيتا، رباعي قوي ومتحرك في كافة أرجاء الثلث الهجومي.

لكن بدون ثنائية المحور المحكمة، لن يصل بلباو أبدا إلى مبتغاه، ويكمن السر في المجهود المضاعف لسان خوسي ورفيقه بينات، إتشربيا بينات أحد أفضل لاعبي الوسط في إسبانيا هذا العام، نتيجة تفوقه في الربط بين الخطوط الثلاثة، وقيامه بالدور القديم الخاص باللاعب أندي هيريرا، في كونه لاعب وسط يقطع من الخلف إلى الأمام، ويعود باستمرار إلى الخلف، لضبط التحولات والتحكم في المرتدات.

بينات ضد التخصص والتقليد، وبالتالي تجده أيضا في المركز 10 كصانع لعب حقيقي، في حالة صعود غارسيا إلى منطقة الجزاء، لتصبح طريقة اللعب أقرب إلى 4-1-3-2، لذلك صنع اللاعب المميّز قرابة الخمسين فرصة هذا الموسم في الدوري، وينتظره مستقبل أفضل في حال انضمامه إلى المنتخب الإسباني في اليورو المقبل.

لمتابعة الكاتب

المساهمون