حملة مصرية على معارضين بتهم الفساد على الطريقة السعودية

18 نوفمبر 2017
"النظام لا يتمتّع بشرف الخصومة مع معارضيه" (فرانس برس)
+ الخط -

على طريقة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في ملاحقة معارضين، لتولِّيه العرش خلفاً لوالده، باتهامات متعلقة بالفساد، يشنّ النظام المصري حالياً حملة ملاحقات لشخصيات معارضة باتهامات جنائية يعاقب عليها القانون. آخر تلك الخطوات ترجمت بما جرى مع الناشط السياسي ممدوح حمزة، إذ تمّ توجيه اتهامات متعلقة بالفساد والرشوة لعدد من العاملين في مكتبه الخاص بالاستشارات الهندسية.


وتناقلت وسائل الإعلام التابعة للنظام، خبراً عن إلقاء القبض على استشاريين في مكتب حمزة، أحد أبرز وجوه معسكر 30 يونيو المؤيد للإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، بعد مداهمة مقر شركته بسبب التورط في رشوة موظف في شركة "النصر للتعدين"، التابعة لقطاع الأعمال الحكومي، بشأن تنفيذ مشروع ميناء الحمروين في سفاجا. في المقابل، أكد مصدر مسؤول في مكتب حمزة لـ"العربي الجديد" عدم صحة تلك الوقائع المنشورة، مشدداً على أن "الهدف من ورائها هو تشويه سمعة حمزة لأهداف سياسية معروفة، بسبب تحركاته الأخيرة لتشكيل جبهة معارضة للنظام الحالي". 

وقال المصدر إن "الأمر ليس له علاقة مباشرة بالمكتب"، موضحاً "القصة كلها أن الرقابة الإدارية ألقت القبض على موظّف في شركة النصر للتعدين، تلقى رشوة من أحد المقاولين الذين يقومون بتنفيذ أجزاء من الباطن، في مشروع يشرف عليه المكتب بشكل استشاري فقط".

وشدد المصدر على "أنّه لم تتم مداهمة مقرّ الشركة من جانب الأجهزة الأمنية ولم تتم مصادرة أي من محتوياته، ولكن الأمر هو أن الضباط المسؤولين عن تلك القضية في جهاز الرقابة الإدارية حضروا بشكل ودي لمقر الشركة للاستماع إلى أقوال المشرف على المشروع محل القضية وانصرفوا بشكل طبيعي وهادئ".

لم تكن حالة حمزة الأولى في هذا السياق، وربما لن تكون الأخيرة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقرّرة في الربع الأول من 2018، فسبقه المرشح المحتمل للرئاسة خالد علي، والذي بمجرد أن تسرّبت أنباء عن تفكيره في الترشح، منذ أشهر عدة، حتى تمّ تلفيق تهمة له تحت مسمى خدش الحياء العام، والتي بموجبها يمكن أن يتم منعه من الترشح، خصوصاً بعد صدور حكم بالحبس بحقه لمدة 3 أشهر في تلك القضية. وفي حال تأكيد الحكم في مرحلة التقاضي التالية، لن يكون بإمكانه خوض غمار المنافسة، بدعوى تورطه في تهمة جنائية لا سياسية.


من جهته قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، وأحد أعضاء الجبهة السياسية التي سعى حمزة إلى تشكيلها، السفير معصوم مرزوق، إن "الأمر واضح للعيان، فالنظام لا يتمتّع حتى بشرف الخصومة مع معارضيه، ويسعى لتشويه سمعتهم، ولكن حتى لا يتعرّض لانتقادات دولية، يسعى لتلفيق اتهامات جنائية، وأخرى لها علاقة بالفساد لضرب سُمعة معارضيه".

وأضاف في تصريحات لـ"العربي الجديد"، "يبدو أن هذا هو التوجه الآن في المنطقة العربية لإبعاد الخصوم السياسيين" في إشارة لما يجري في المملكة العربية السعودية.

وأكد مرزوق "أنه مخطئ من يظن أن هذه الحيل التي يقوم بها النظام باتت مقنعة لعوام المصريين البسطاء"، مشدداً على أنه "حتى لو روّجتها وسائل الإعلام التابعة للنظام، فإن فطرة المصريين البسطاء يمكنها كشف الزيف في هذه الاتهامات".

المساهمون