حملة على "سوني" لإنتاجها لعبة تعرض العنف ضد الأطفال

04 ديسمبر 2017
تظهر فيها طفلة تتعرض للضرب (يوتيوب)
+ الخط -


دان ناشطون مناهضون للعنف لعبة فيديو تصور عنفًا أسريًا، وسوء معاملة للأطفال، ووصفوها بالـ"مثيرة للاشمئزاز". وتظهر في العديد من اللقطات فيها، فتاة في الـ10 من عمرها، وهي تتعرض للعنف من قبل أبيها المصاب بالجنون، حيث تصرخ في أحد المشاهد المروعة، بينما يضربها بقسوة شديدة في غرفة نومها، ويلاحقها بالحزام مهددًا إياها على الدرج في مشهد آخر، في حين تقول في إحدى المرات: "إنه قادم، سيؤذيني حتمًا!".

ومن المتوقع أن تحقق لعبة Detroit: Become Human رواجًا هائلًا، عند إطلاقها العام المقبل، من قبل شركة الألعاب اليابانية العملاقة "سوني"، وهي متاحة اليوم للتجريب على موقع "أمازون"، مقابل 54.58 دولارا أميركيا.

ودافع صانع اللعبة عنها ضد الانتقادات التي تعرضت لها، وأكد أن المشاهد المثيرة للجدل "قوية جدًا"، وفقًا لموقع "ديلي ميل". في حين وصفت الصحافية البريطانية ديم إستر رانتزن، اللعبة المصممة لأجهزة "بلاي ستيشن 4"، بأنها "مَرضية" و"مثيرة للاشمئزاز"، كما دعت شركة "سوني" لسحبها من الإنترنت أو حذف مشاهد الإساءة للأطفال، وقالت: "لا يمكن طرح العنف ضد الأطفال على أنه نوع من أنواع الترفيه، لأنه يشكل كابوسًا حقيقيًا لآلاف الصغار الذين يجبرون على التعايش معه يوميًا. يجب أن يشعر صانعوا اللعبة بالخجل من أنفسهم".

وأكد المؤلف الموسيقي أندي بوروز، أن أي لعبة فيديو أو برنامج تلفزيوني يصور الاعتداء على الأطفال وإساءة معاملتهم، على أنه شيء عادي، هو غير مقبول نهائيًا، وقال: "أظهرت الأبحاث أن هذا النوع من الألعاب المخصصة لمن هم فوق سن 18، يشكل خطرًا على الأطفال والمراهقين، لأنهم يلعبونها قبل وصولهم لهذا العمر".

وتجري أحداث اللعبة في مدينة ديترويت الأميركية، في المستقبل القريب، وتصور مدبرة منزل تدعى كارا، تذهب للعمل لدى رجل عنيف يدعى تود، وتأخذ القصة منعطفًا مظلمًا عندما يغضب على العشاء، ويلقي اللوم في انهيار زواجه على ابنته أليس، ثم يرمي طاولة الطعام على الحائط، فتركض الطفلة إلى الطابق العلوي.

ويمكن للاعبين التحكم بمجرى الأحداث من خلال العديد من الخيارات التي تومض على الشاشة، إذ يستطيعون دفع كارا للصعود للطابق العلوي لتكون برفقة أليس، أو جعلها تقفل الأبواب، أو تتجادل مع تود، وكل خيار له نتائج مختلفة، إلا أن الغاية منها جميعا حماية الطفلة، ومنع موتها بشكل مأساوي.

وصرح صانع اللعبة، السيد ديفيد كيج، أنها لا تدور حول العنف المنزلي، بل هي جزء من قصة مدبرة المنزل، وهي ليست ضحية أبدًا، وقال: "حاولت وضع اللاعبين مكان كارا، وصنعت اللعبة من وجهة نظرها، كما وجدت أن المشاهد التي تعرضت للانتقاد قوية ومؤثرة". وأضاف: "يمكن للعبة مثل أي فيلم أو كتاب أو مسرحية، أن تناقش وتستكشف أي موضوع، بما فيه سوء المعاملة الأسرية".

وقالت مفوضة حقوق الأطفال في بريطانيا، آن لونغفيلد: "لا يهم ما يقوله صانع اللعبة، طالما أنها مجرد وسيلة دنيئة تستغل معاناة الآخرين لجني المال"، في حين رفض المتحدث باسم مجلس تحديد معايير الفيديو التصريح عما إذا كان سيسمح بإطلاق اللعبة لاحقًا، وقال: "لا يمكننا اتخاذ أي قرار بمنع اللعبة حتى نستشير فريقنا المكون من كبار علماء النفس والخبراء القانونيين".

ولم تكن لعبة Detroit: Become Human الأولى من نوعها التي تثير جدلًا، إذ سببت سلسلة ألعاب The Grand Theft Auto غضبًا كبيرًا، لأنها تدور حول سرقة السيارات والقتل في المدن، مع مشاهد غير مبررة من العنف وتعاطي المخدرات، وخاصة بعد أن كشف عام 2005 عن مشاهد جنسية سرية، يمكن للاعبين فتحها، في نسخة Grand Theft Auto: San Andreas.


 
(العربي الجديد)

 

دلالات
المساهمون