أطلق ناشطون عراقيون حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "أعيدوا آثارنا المسروقة"، لاقت تفاعلاً كبيراً من قبل العراقيين الذين طالبوا من خلاله الحكومة بفتح تحقيق في عرض متحف "اللوفر بأبوظبي" الذي افتتح الأسبوع الماضي آثاراً عراقية مسروقة تعود بتاريخها إلى حقب تاريخية مختلفة بابلية وسومرية وأكادية وإسلامية.
وطالب ناشطون عراقيون عبر الوسم الذي يتفاعل لليوم الثاني في البلاد، متحف أبو ظبي أيضاً بإعادة آثار العراق المسروقة، مؤكدين أنّ دولة الإمارات لا يمكن أن تبنى تاريخياً من آثار وحضارة الآخرين.
وغرد الناشط أحمد الذواق "الإمارات منيلهم آثار؟ شكرا لمن أطلق هاشتاك #أعيدو_آثارنا_المسروقة #أعيدوا_آثارنا_المسروقة هسه يطلعوكم ضد العمق العربي".
Twitter Post
|
وكتب ناشط آخر "#أعيدو_آثارنا_المسروقة دويلة عمرها 40 سنة تسرق آثارنا التي عمرها 7 آلاف سنة لم يحدث هذا من قبل! العراق لم يمت يا هؤلاء. إلى متى الاستهانة بدمائنا وتأريخنا وحضارتنا. لك الله يا عراق".
كما وصفت سفانة عبدالله المتحف بمغارة اللصوص ونشرت على "فيسبوك": "أبوظبي احتفلت قبل أيام بافتتاح ما سمته #اللوفر_أبوظبي.. تبين فيما بعد أن أغلب المعروض فيه هي آثار عراقية وسورية مسروقة؟؟ وعليه يصدق على هذا المعرض اسم #مغارة_اللصوص #أعيدو_آثارنا_المسروقة".
Facebook Post |
وتساءل علي أحمد في تغريدة "إن كان هذا الذي في أبوظبي متحف أم مغارة الأربعين حرامي"، مضيفاً
"سرقوا آثار العراق سرقوا آثار سورية. اشتروا الآثار من داعش وغيرها وأنتجوا #اللوفر_أبوظبي للمسروقات الأثرية. الآثار العراقية التي سرقها داعش ظهرت في #اللوفر_أبوظبي! اكيف وصلت؟! آثار عراقية آثار سورية ومصرية #اللوفر_أبوظبي متحف لو مغارة الأربعين حرامي".
Facebook Post |
من جانبها، قالت "الحملة الدولية لمقاطعة الإمارات العربية المتحدة" إن متحف اللوفر أبو ظبي الذي دشنته الإمارات الأربعاء الماضي مليء بآثار مسروقة ومهربة من العراق وسورية ومصر.
وأضافت الحملة أنه تم بيع جزء من هذه الآثار المسروقة لأبوظبي عن طريق عصابات تهريب الآثار ذات العلاقة مع بعض الجماعات الإرهابية، لافتة إلى أن افتتاح المتحف الجديد هو خطوة بلا قيمة وتهدف لتلميع صورة الإمارات ونظامها الاستبدادي.
ويبلغ عدد المواقع الأثرية في العراق أكثر من 12 ألف موقع، تضم آثارا تعود إلى حقب زمنية مختلف في الفترة الممتدة بين عام 5000 قبل الميلاد و1800 بعد الميلاد.
ويؤكد خبراء الآثار العراقيون أنّ العمليات التخريبية التي تتعرض لها المواقع الأثرية تسببت في ضياع شواهد كبيرة على الكثير من الحضارات القديمة التي نشأت في بلاد الرافدين لا سيما في محافظات الجنوب التي غالباً ما تتعرض للنبش والتخريب من جماعات منظمة وغير منظمة امتهنت بيع الآثار بعد التنقيب عنها في المواقع الأثرية التي غادرها حراسها بسبب سوء الوضع الأمني في البلاد.
وكانت عالمة الآثار العراقية لمياء الكيلاني، كشفت قبل عام أنَّ عدد القطع الأثرية المسروقة من المتحف الوطني العراقي بعد العام 2003 وهو وقت بدء الغزو الأميركي للعراق، بحدود 200 ألف قطعة أثرية، وأن هناك معلومات مؤكدة تفيد بأن عدد السراق الذين نزلوا إلى سراديب المتحف الوطني العراقي هم بحدود ثمانية أشخاص، حيث تمت سرقة 5000 ختم سومري من السراديب.
وتعرضت المتاحف العراقية للنهب في العام 2003، وسرقت آلاف القطع الأثرية وهُربت إلى خارج البلاد، في حين قام تنظيم "داعش" الإرهابي بعد سيطرته على الموصل وتوسعه فيما بعد في حزيران/يونيو من العام 2014، بتدمير الكثير من الآثار والتماثيل في متحف الموصل ومناطق أخرى في نينوى.