أطلقت مؤسسة "آفاز" الدولية لجمع التوقيعات لمصلحة الحملات الإنسانية، حملة للإفراج عن الحقوقي والناشط في مجال محاربة العبيد في موريتانيا، بيرام ولد الداه أعبيدي، بلغ عدد من شاركوا في التوقيع عليها نحو 800 ألف شخص من أنحاء العالم.
وبدأت الحملة عضو "آفاز" الموريتانية، حابي منت رباح، التي كانت إحدى ضحايا العبودية قبل أن يحررها إعبيدي مع شقيقها، لتصبح بعد تحررها ناشطة في مجال تحرير العبيد.
وكتبت رباح في نداء الحملة الإلكترونية "اختبرت تجربة العبودية في الخامسة من العمر. كنت أمضي كل وقتي في العمل على رعاية الماشية، وأتعرض للاغتصاب بشكل يومي. كنت أعتقد حينها، عن دون فهم، أن ما يحدث لي هو أمر طبيعي".
وأضافت "في بلدي موريتانيا يعاني مئات الآلاف من الناس، في يومنا هذا، من نير العبودية، حيث يقضون أيامهم محتجزين كما كنت أنا. لكن الفارق بيني وبينهم أنني كنت محظوظة لأن شقيقي تمكن من الفرار من قبضة مالكيه، واستطاع العثور على منظمة تعمل من أجل القضاء على ظاهرة العبودية، وحين طلب منهم المساعدة في تحريري وقدموا إليّ، رفضت في البداية. لم أتمكن من تخيل شكل الحياة بعيداً عن أسيادي، بعد أن تعوّدت حياةً تجبرني على العمل مهما كانت الظروف، حتى إن كنت حاملاً أو على وشك الولادة. تلك كانت الحياة الوحيدة التي عرفتها في ذاك الوقت".
وقالت رباح "الرجل الذي أتى لمساعدتي، والذي كرّس حياته من أجل تحرير الآخرين من الرق، يقبع الآن خلف القضبان لأنه تجرأ على التحدث علناً ضد ظاهرة العبودية. لكن بعد خمسة أيام من الآن ستعقد في المحكمة جلسة الاستئناف الخاصة بقضيته، ومن الممكن أن يخلى سبيله إثرها. إذا رفع مئات الآلاف من الأشخاص حول العالم صوتهم عالياً من أجل بيرام ولد الداه أعبيدي، فسنتمكن من كسر قيده كي يواصل عمله في مساعدة الآخرين وتحريرهم من العبودية".
Posted by Avaaz on Monday, 17 August 2015 |
ويكثف مالكو العبيد الموريتانيين ضغوطهم، في محاولة منهم لإبقاء الوضع على ما هو عليه، إلا أن الآراء في موريتانيا بدأت بالتغيّر. "أعتقد أنه من الممكن التأثير على الرئيس الموريتاني، فقد أطلق سراح عدد من السياسيين، في وقت سابق، من بينهم بيرام نفسه، تحت وطأة الضغط المكثف عليه. أرجوكم انضموا إليّ كي نساعد في إطلاق سراحه مجدداً"، تقول رباح.
وتشهد موريتانيا أعلى نسبة عبودية في العالم، إذ تشير التقديرات إلى أن 20 في المائة من السكان مستعبدون. وهم إما ولدوا كذلك، أو تم بيعهم إلى مالكي العبيد، حيث يتعرضون لشتى أنواع الانتهاكات فضلاً عن الاغتصاب والاستغلال الجنسي. وكما كانت الحال عليه في تجارة الرقيق تاريخياً، فإن العبودية في موريتانيا، اليوم، ترتكز على التمييز العنصري، كما أن معظم الرقيق هم من إثنية الحراطين.
وكانت موريتانيا آخر دولة تلغي العبودية في العالم، وأصبحت جريمة يعاقب عليها القانون في عام 2007، على الرغم من تجريمها ووجود قانون وخريطة طريق لمكافحة العبودية وإلغائها، وتصديق البرلمان، أخيراً، على قانون يعتبرها "جريمة ضد الإنسانية"، إلا أنه لم تتم إدانة سوى شخص واحد من مالكي العبيد حتى الآن.
وحارب بيرام أعبيدي العبودية طوال حياته، وحاز على جوائز عدة من الأمم المتحدة، كما أنه ترشّح لخوض الانتخابات الرئاسية في موريتانيا، أخيراً، إلا أن الحكومة رفضت الاعتراف قانونياً بالمنظمة التي يرأسها، ورمت به في السجن، مدة عامين، لمجرد أنه تحدث في العلن.