حملة حقوقية دولية ضد انتهاكات سجون مصر

22 نوفمبر 2016
يزداد الاستهجان للانتهاكات في السجون المصرية (العربي الجديد)
+ الخط -
دشّن "الائتلاف الأوروبي لحقوق الإنسان" اليوم الثلاثاء، حملة دولية لوقف الانتهاكات الحقوقية بالسجون المصرية، عبر مراسلات إلى "الصليب الأحمر الدولي"، للتعريف بحجم الانتهاكات التي تمارس في "سجن برج العرب" و"سجن العقرب"، وبقية السجون المصرية، لتشكيل لجنة "تقصي حقائق" لزيارة تلك السجون والوقوف على حقيقة الأوضاع بداخلها.

وتبدأ الحملة، اليوم الثلاثاء، وتستمر 15 يوماً، لمطالبة الصليب الأحمر، كمؤسسة إنسانية دولية، بالتدخل لوقف الانتهاكات بالسجون المصرية.

ودعا "الائتلاف" النشطاء الحقوقيين وأسر ضحايا الانتهاكات الحقوقية في مصر والمهتمين بالشأن الحقوقي والإعلاميين والسياسيين، لإرسال رسائل شخصية، أو مؤسسية لـ"الصليب الأحمر" عبر البريد الإلكتروني.

يذكر أن الائتلاف الأوروبي لحقوق الإنسان" قام بزيارة لمقر "الصليب الأحمر"، في جنيف بسويسرا، في سبتمبر /أيلول الماضي، وأطلعهم على أحوال "سجن العقرب" في مصر، وتم تقديم تقرير مشترك مع "مؤسسة عدالة للحقوق والحريات".

ويقبع عشرات الآلاف من المعتقلين في السجون المصرية منذ الانقلاب العسكري في يوليو/ تموز 2013، في أوضاع تصفها المنظمات الحقوقية بـ"الصعبة للغاية وغير الإنسانية"، وهو ما أدى إلى وفاة المئات منهم نتيجة التعذيب أو الإهمال الطبي.



وشهد سجن "برج العرب" بالإسكندرية، شمال غربي مصر، حملة اعتداءات ممنهجة من سلطات الأمن من 14 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، إذ عرف السجن يوم الأحد 14/11/2016 موجة هتاف من داخل العنابر؛ تنديداً بسوء معاملة أمن السجن لمعتقلي الإعدام؛ وقام أحد الضباط بالاعتداء على معتقل داخل العنبر، وسحله وضربه، مما أدى إلى إصابته بجرح غائر برأسه ونُقل على الفور إلى مشفى السجن، فلما علم معتقلو السجن تباعاً بما وقع، شرعوا بالطرق على الأبواب والاستغاثة لإنقاذ معتقلي عنبر الإعدامات مما يتم بحقهم من انتهاكات.

وبحسب بيان لـ"التنسيقية المصرية للحقوق والحريات" استمر الحال حتى صبيحة يوم الإثنين15/11/2016 ولم يتم فتح الزنازين مطلقاً، فتكررت الاعتداءات على المعتقلين، واستدعت فرقة قوات خاصة، وضربت العنابر بقنابل غاز مسيلة للدموع لإخضاع المعتقلين، ووقعت حالات اختناق وإغماءات عدة وتم تقييد المعتقلين وتعصيب أعينهم والاعتداء عليهم وضربهم.

وفوجئ الأهالي أن بعض الزيارات منعت وأن كشوف الأسماء تم سحبها، ولم تتم لهم الزيارة. وهتفوا بدورهم لدعم ذويهم بالداخل، وتكررت الأحداث.

وتلقى المعتقلون، يوم الثلاثاء 16/11/2016 تهديدات واعتداءات من داخل العنابر، وكانت الأسر تقف أمام السجن بانتظار الدخول للزيارة في ذلك الوقت، لكن تم منع بعض الكشوفات من الدخول.

وفي لحظات فوجئ الأهالي بسيارات الترحيلات محملة بالمعتقلين تخرج من السجن مسرعة، ولم يستطع الأهالي منعها من الخروج.

وتوالت سيارات الترحيلات الأخرى بالخروج، غير أن الأهالي حاولوا هذه المرة منع السيارات من الخروج بالمعتقلين، لكنهم في المقابل تلقوا اعتداءات من قوات الأمن بالهراوات والعصي، فوقعت إصابات عدة بين الأهالي.

وتم تغريب المئات من المعتقلين إلى سجون أخرى وأماكن مجهولة، وتم منع بعض الأسر من الزيارات، ويشكو المعتقلون الذين تم تغريبهم إلى سجون المنيا، جنوب مصر، وجمصة بمحافظة دمياط من معاملتهم بصورة غير آدمية، وفق رسالة من أحد المعتقلين، تناقلتها أسرته أخيراً، "ليعلم الجميع أننا نعيش في سجن أسوأ من أبو غريب بالعراق".