حملة تركية لإنقاذ مؤسسة الزواج

20 اغسطس 2016
كي تصل الأمور إلى خواتيمها على خير(بولنت كيليك/فرانس برس)
+ الخط -
الذهب، المعروف باسم الشبكة، الذي يقدمه العريس لعروسه من أهم التقاليد المرتبطة بالزواج في تركيا وغيرها. لكنّ هذا التقليد يحوّل في بعض الأحيان فرح العروس بهديتها إلى حزن يضع نهاية لقصة الزواج قبل أن تبدأ. في بعض الحالات، وبعد إعلان الخطبة وبدء العروسين في الاستعداد لتأسيس بيتهما، تختلف الأسرتان حول قيمة أو نوع الذهب الذي سيهديه العريس لعروسه، لتنتهي الزيجة قبل أن تبدأ.

للحيلولة دون ذلك، رفع قسم الإرشاد العائلي والديني في دار الإفتاء بولاية قهرمان مرعش، في جنوب تركيا، شعار "خير النكاح أيسره" من الحديث النبوي، وشكّل فرقًا للإرشاد العائلي، تمكنت خلال 5 أشهر من إنقاذ زواج 100 شاب وفتاة، كانوا على وشك الانفصال بسبب المطالب المالية المبالغ فيها، خصوصاً المتعلقة بهدية الذهب التي جرت العادة أن يقدمها العريس إلى عروسه.

أطلقت المبادرة منسقتا القسم فاطمة شولا جفتجي، ونشا كومور، في مارس/ آذار الماضي، من خلال فرق تلتقي بالعائلات التي تهدد كثرة المطالب المالية إتمام زيجات أبنائها، وتساعدها على التوصل إلى اتفاق، عبر إقناعها بعدم الإسراف في تكاليف الزواج.



تقول جفتجي، لوكالة الأناضول، إنّ الفرق تتلقى معلومات حول تلك الحالات عبر هاتف مخصص، أو من أئمة المساجد. وفي بعض الحالات، يأتي الأهالي بأنفسهم إلى دار الإفتاء طلباً للمشورة.

تعبر جفتجي عن شعورها بالسعادة لتمكن المشروع خلال 5 أشهر من إقناع 100 شاب وفتاة بالعدول عن فسخ الخطبة، وإتمام زواجهم، مشيرة إلى استمرار المشروع في مهمته الإنقاذية.

من جهتهن، تنتقد سيدات من أهالي الولاية نزعة المغالاة في تكاليف الزواج. وتقول الممرضة المتقاعدة يورداغول ترزي إنّها شهدت فض العديد من الزيجات بسبب المطالب المبالغ فيها، إلا أنها لم تعانِ من هذه المشكلة لدى زواج ولديها، فقد كانت أسرتا العروسين من الأسر المتفهمة. وتؤكد على ضرورة تربية الأبناء على عدم الإسراف في تكاليف الزواج.

بدورها، تعتبر مشرّف تشيتاق، وهي أم لفتاتين و3 أولاد متزوجين جميعاً أنّ الإسراف، والرغبة في الاستعراض، لا يمكن أن يؤسسا للسعادة. وتنتقد بعض عادات الزواج المنتشرة في ولايتها، حيث يتفاخر الناس بصالة الأعراس التي يقيمون فيها الفرح، مع أنّ أبناء بعض الولايات التركية الأخرى، مثل ولايات بحر إيجة، لا يجدون مانعاً من إقامة أعراسهم في الشارع.

المساهمون