حملات شبابية لزراعة الأشجار في العراق تلقى تجاوباً واسعاً

24 اغسطس 2020
من حملة "مزارع الجيش الأخضر" (فيسبوك)
+ الخط -

دفعت موجة الحر  التي اجتاحت العراق خلال الشهرين الماضيين، إلى إطلاق حملات شبابية لزراعة الأشجار بعد تقارير حكومية ذكرت أن أحد أسباب تأثر البلاد بالحر هو التصحر، والخلل الموجود في مساحة الغطاء النباتي المتوافر في المدن ومحيطها.

وانطلقت الحملات في عدة مدن، أبرزها بغداد وذي قار والبصرة وديالى ونينوى، وعمد الناشطون والمتطوعون إلى زراعة الأشجار في الجزر الوسطية، والأرصفة، والحدائق، والمساحات الفارغة.

وعادة ما يحصل أصحاب تلك المبادرات على الشتلات من طريق تبرعات مواطنين أو فلاحين وأصحاب مزارع، ويُختار الأقل حاجة للماء، والأكثر تحملاً للحرارة وإمكانية أن تعطي مساحة ظل جيدة.

إبراهيم الحسناوي (22 عاماً)، صاحب مبادرة "مزارع الجيش الأخضر" لتجهيز الثيل الطبيعي (النخيل)، قال لـ"العربي الجديد": "بدأت بزراعة الثيل منذ عام 2014، في أرض ورثتها عن والدي. الفكرة جاءت من أجل البحث عن مصدر رزق لي ولعائلتي، وبعد فترة كبرت مزرعتي وأصبحت أبيع الثيل بمختلف أنواعه ومن نوعيات مختلفة".

موقف
التحديثات الحية

وأضاف: "هذا العام أطلقت مبادرة لتجهيز أي ملعب أو ساحة أو مدينة عراقية بالثيل وبالمجان دون مقابل، ودعوت الناس إلى المشاركة في الحملة التي أطلقت عليها اسم "الجيش الأخضر"، وأخذت مبادرتي بالانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل لم أتوقعه".

 وذكر الحسناوي أن الكثير من النشطاء ووسائل الإعلام "اتصلوا بي للحديث والمشاركة في الحملة التي وصلت مسامعها إلى وزارة الشباب العراقية، وأثمرت لقائي بوزير الشباب عدنان درجال، الذي رحب بالفكرة وتعاقد معي لزراعة بعض الملاعب العراقية وتخصيص أرض لزراعة الثيل في كل محافظة".

نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أطلقوا حملات مشابهة، منها حملة تحت وسم "من صحراء إلى خضراء"، لتعزيز البيئة الصحية في المدن العراقية من خلال تشجير الشوارع بعد أخذ موافقات دوائر البلدية في المحافظات.

زينب حداد، على صفحتها في موقع تويتر، كتبت: "كانت أمنية حياتي أن أرى مدرستنا القديمة تحول ترابها الذي يشبه الصحراء إلى حديقة. ‏أشعر بالسعادة لهذه الحملة".

 وغرّد حساب محمد، قائلاً: "معاً من أجل عراق جميل اقترب موسم زراعة الأشجار. دعونا نزرع الأشجار المثمرة دائمة الخضرة ‏فلها مردود زراعي وتجاري في الوقت نفسه. مثلاًً، أشجار السدر أو الزيتون أو النارنج أو النخيل، فهي أشجار جميلة ومثمرة".

 وعلى موقع فيسبوك كتب كامل الحساني، من قضاء الدور: "مجموعة من الشباب حولوا مكب نفايات مساحته 5 دونمات إلى حديقة عامة مجانية للعوائل، عاشت أيدكم شباب". 

من جانبها، قالت رئيس جمعية أجيال لتنمية الذكاء والإبداع، سولاف محمود: "ستشارك منظمتنا كمبادرة تشجيعية بزراعة أكثر من 200 شتلة من أنواع مختلفة من الأشجار الدائمة التي تتحمل الطقس الحار داخل محافظة ديالى، لأن الأشجار دائمة الخضرة لها تأثير إيجابي في البيئة وفي نفسية المواطن".

وأوضحت أن "محافظات العراق، ومنها ديالى، تعرضت بساتينها وأشجارها للحرق أو العطش خلال السنوات القليلة الماضية، ما أدى إلى حالة من التصحر وارتفاع في درجات الحرارة بنحو لافت، وبدرجات حرارة تجاوزت نصف درجة الغليان".

المساهمون