حمزة نمرة خائناً وأبو النجا شاذاً.. في عين النظام

03 ديسمبر 2014
يبقى حمزة نمرة مغني الثورة الذي لم يفارقها
+ الخط -

على خلاف العادة والعرف في الوسط الفني، جاء عدد من الفنانين مخالفين برأيهم في توقيت صعب الوقوف فيه أمام النظام، فأثارت آراؤهم ذعراً كبيراً لرجال السلطة. وتصدّر هؤلاء الرافضون للانقلاب العسكري الفنان محمود حميدة، الذي سبّب رأيه ضجة كبرى في الوسط الفني، والذي لم يعترف إلا بثورة 25 يناير، قائلاً إن "ثورة 25 يناير هي الثورة الحقيقية فقط"، وأضاف: "نحن نريد تحقيق أهداف ثورتنا الأساسية، أي 25 يناير، وأولها تحقيق الحرية في التعبير عن الرأي وحرية الابداع. هذا ما طالبنا به جميعاً وسوف نسعى لتحقيقه في الفترة القادمة". فكان رأيه بمثابة صدمة للنظام الحالي.

أما محمد عطية، فقد صرح لـ(جيل العربي الجديد)، أن "دعم الشخص للفاشية، يجعل منه فاشياً، ومهما استفحلت رغبتك في الانتقام، فلا تنجرف خلفها وحافظ على إنسانيتك".

وعن تظاهرات 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، قال عطية: "إن النظام هو المستفيد منها، وسيستغلها ليكسب أرضاً جديدة و دعماً إعلامياً لممارسة المزيد من الظلم، والإخوان سيكسبون دعم أصحاب المبادئ ممّن يرفضون الظلم الواقع على أي شخص بغض النظر عن انتمائه". وأضاف أن "كل مَن يصل للسلطة يدهس القوى المدنية والثورة مستغلاً الحرب على الطرف الآخر، والنظام الحالي يحارب الثوار والقوى المدنية بحجة عودة الإخوان. هذا الوطن لن يستقيم إلا إذا اتّسع للجميع دون إقصاء أو تمييز أو ظلم".

وعلى صعيد آخر، رأى عطية أن الإعلام المصري "نجح في الترويج لمبدأ أن الدفاع عن مظلوم لا يعني بالضرورة اعتناق أفكاره نفسها، وابتلاع المؤيد لهذا المبدأ أجبر الكثيرين على الصمت وأباح للسلطة كل شيء".

وقال عطية: "لم أشارك في رابعة، ولكن أنا ضد الدم والانتهاكات التي حدثت فيها، ولم أشارك في 28 نوفمبر، ولكني ضد أي انتهاك أو دم يسيل من أي طرف، فلم ولن أتفق يوماً مع فكر الإخوان أو دعاة الدولة الدينية، لكني أعتقد أن المشاركة يجب أن تكون مبنية على الاتفاق مع قناعتي الشخصية وأفكاري، لكن رفض الدم لا يحتاج مني سوى أن أكون إنساناً".

أما خالد أبو النجا، الحاصل على جائزة أفضل ممثل من مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ"36"، فقد أدلى خلال فعاليات المهرجان، بعدد من التصريحات التي تسبّبت بانهيال الكثيرين من مؤيدي السيسي عليه بالسب والقذف، وباتهامه بالخيانة تارة، وبالشذوذ الجنسي تارة أخرى.

وقال خالد ابو النجا إن "التفكير الأمني أو الأمنجي بالطريقة التي تحدث حالياً، هو أخطر ما يواجهنا في هذه البلد. نلغي مهرجانات ونهجّر الناس من بيوتها، ده انتهى، إحنا عملنا ثورة علشان نتخطى كل هذه الأشياء. وتفجيرات الإرهاب التي تحدث في البلد تزيد الأمور تعقيداً، وتسهم في ضياع البلد".

ورأى أبو النجا أنه "في ظل هذه الأحداث، يبقى القائد مش عارف يشوف مهمته الأساسية وهى الحفاظ على البلد"، ووجه رسالة إلى السيسي مفادها "أنت أخدت تفويض من الشعب علشان تأمن في شهرين، إحنا بقالنا 8 شهور، ومش عارف تعمل شغلك؟! إذن انتهى".

فنان شاب آخر تعرّض لحملات تشويه وتعريض واقصاء ومنع، وهو من مطربي الثورة وأصواتها العذبة، حمزة نمرة، تم منع أغانيه في الإذاعة المصرية، بقرار رسمي من رئيسها، عبد الرحمن رشاد، وهو القرار الذي أثار العديد من ردود الأفعال والكثير من الجدل. وفسّر عبد الرحمن رشاد قرار منع أغاني حمزة نمرة من البث قائلاً: "حمزة نمرة لم يتم اعتماده من الإذاعة المصرية، وإن الأغنية التي تبث لا بد أن تمر بثلاث مراحل، أولها أن يكون المطرب مُعتمداً، وثانياً أن تمر الكلمات على لجنة لمراجعة النصوص، وأخيراً أن يُراجع اللحن من خلال لجنة ثالثة، ثم تجيزه".

هذه هي إذن مبررات الإذاعة المصرية لمنع أغاني الفنان الثوري الشاب، مع الإغفال الواضح من طرف إدارة الإذاعة لما أثارة قرارها من جدل واسع في الوسط الفني وعلى المستوى الشعبي، غير مصغية لتضامن بعض الفنانين مع نمرة، والذين استنكروا القرار، ومنهم الفنان هاني عادل، والمطرب أمير عيد، والكاتب محمد إبراهيم، والمخرج عمرو سلامة. كما دشن بعض رواد "فيس بوك" و"تويتر" هاشتاج تضامن مع نمرة تحت اسم "حمزة نمرة مطرب الثورة".

ولاقى القرار تجاهلاً من الفنان الذي رفض التعليق عليه، كما أنه لم يتطرق إليه على صفحاته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، واختار السكوت التام. ويبقى نمرة مغني الثورة، الذي كانت تذاع أغنياته في ميدان التحرير ضد النظام الظالم.

المساهمون