في حارة الياسمينة، وسط البلدة القديمة بمدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية المحتلة، يقع حمام الهنا (السمرة) الذي يزيد عمره عن ألفي عام، وهو ما زال حتى يومنا هذا حيويا يزوره الكثيرون من مختلف أنحاء العالم.
وللحمام تاريخ طويل، حيث بني قبل الميلاد بـ150 عاماً على يد السامريين، الطائفة المعروفة بمدينة نابلس، والتي تعيش الآن على جبل جرزيم والمعروف بجبل الطور لدى أهالي المدينة. وعرف الحمام باسم حمام السمرة نسبة لمن بنوه، وبيع الحمام لأحد التجار من عائلة طوقان، الذي قام بتأجيره لعائلات عملت فيه لفترات زمنية متقطعة، إلى أن هُجر بسبب قلّة الاهتمام، وتعرّض للهدم من قبل الاحتلال ليصبح مكبّا للنفايات قبل 30 عاماً، حتى أعاد ترميمه وتنظيمه من جديد حازم مرعي، الذي يشرف عليه الآن.
يقول حازم مرعي، لـ"العربي الجديد": "لقد اهتممت كثيرا بالتراث وكانت هوايتي جمع المقتنيات الأثرية منذ الصغر، عدا عن اهتمامي بالتاريخ وقراءته. ولفت انتباهي هذا الحمام التاريخي المهجور، فقمت بترميمه وإعادة تشغيله، دون أية إضافات حديثة، وما زال يحتفظ بطابعه التاريخي القديم في كل مراحله".
ولا بد من الانتباه لتاريخ الحمام العريق، لحظة الدخول لحارة الياسمية في البلدة القديمة باتجاه الحمام، فهي حارة كل بيوتها قديمة جدا، وطرقها ضيقة لا يمكن لمركبة صغيرة المرور عبرها، وتملأ الحارة لافتات صغيرة تشير إلى الطريق نحو الحمام، فتساعد هذه اللافتات على الوصول إلى الحمام، كون الحارة مليئة بالطرق الصغيرة والتي ربما تخفف من صعوبة الوصول إليه.
وتوجد وسط الحمام جلسة عربية واسعة، يجلس بها مرتادوه بعد انتهائهم من الاستحمام، ويتناولون طعامهم، ويشربون النرجيلة ويقضون وقتا قصيرا قبل الخروج، خشية أن يتعرضوا لوعكة صحية بسبب خروجهم إلى الهواء بعد أن تعرضوا لدرجة حرارة عالية داخل الحمام.
ويشرح أحمد مرعي، ابن صاحب الحمام، لـ"العربي الجديد"، المراحل التي يمر بها زوار الحمام، حيث تبدأ المرحلة الأولى بالبلاط الساخن لمدة 15 دقيقة، ويعمل هذا البلاط على حرق الدهنيات ما بين الفقرات وإخراج البرودة من الجسم، ومن ثم يدخل إلى غرفة صغيرة تسمى "غرفة الساونا أو البخار"، ويتعرض داخلها لكميات كبيرة من البخار، علما أن البخار يملأ الحمام بكل مراحله، لكنه بشكل أكبر داخل هذه الغرفة.
ويدخل بعدها إلى مرحلة التكييس، وهي ليفة مصنوعة من وبر الجمل، كما يقول أحمد، والتي تساعد على إزالة البثور والجلد الميت عن الجسم، وتزيل السواد عن الوجه. ويدخل بعدها الزائر إلى بركة مياه معدنية من الكبريت (مغطس صغير) لمدة دقيقتين، والتي لها فوائد عدة، منها علاج أمراض الجهاز العضلي الهيكلي والأمراض الروماتيزمية والتنفسية والجلدية، وفي نهاية الحمام يدخل الزائر إلى غرف المساج، ومن ثم يستحم بمياه باردة.
ويشرف على هذه المراحل مشرفون يرافقون الزوار حتى انتهاء "الجلوة"، وهم مشرفون ذوو خبرة عالية بهذا المجال، حتى يتمكن المستحم من الاستفادة الصحية الجيدة خلال استحمامه، والتي من الممكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية إذا زادت عن الحد الصحي داخل غرف البخار أو في بركة المياه الكبريتية.
ويحيي الحمام حفلات ومناسبات عدة، خاصة خلال فترة الصيف التي تكثر فيها الأعراس. ويشير مرعي إلى أن الكثير من الشبان المقبلين على الزواج، يحجزون موعدا مسبقا في الحمام، ويأتي مع رفاقه وأقاربه في موعد الحجز ما قبل عرسه بأيام قليلة، وتكون الأجواء جميلة جدا، حيث يستحم العريس وأصدقاؤه، وتتخللها أجواء فرح وسعادة، بالإضافة للأغاني التراثية والشعبية. كذلك ترافق العريس فرق شعبية كفرقة الطرابيش التي تغني الأغاني الفلسطينية القديمة والأغاني السورية الشعبية للعريس.
وفي الحمام التركي أيضا يوم خاص بالنساء، حيث يستقبل حمام السمرة النساء يوماً واحداً في الأسبوع، كما يحيين فيه حفلات للعروس، وتُغنى فيه أغانٍ وأهازيج تراثية وشعبية. وعند انتهاء فترة الاستحمام، يتناول المشاركون وجبات الطعام وشرب النرجيلة والمشروبات الساخنة والباردة، في أجواء جميلة وسعيدة.
وتتميّز مدينة نابلس بالحمامات التركية القديمة، فيوجد بالمدينة حمامان قديمان هما حمام الهنا (السمرة) وحمام الشفاء، واللذان ما زالا يحافظان على طابعهما القديم، عدا عن الحمامات التي هدمت وأهملت، ويقصد هذا الحمام الكثير من الزوار من أبناء المدينة وريفها، ومدن الضفة الغربية المحتلة، ومن أراضي الداخل المحتل، فضلاً عن الزوار الأجانب.
اقرأ أيضاً: خان نابلس
وللحمام تاريخ طويل، حيث بني قبل الميلاد بـ150 عاماً على يد السامريين، الطائفة المعروفة بمدينة نابلس، والتي تعيش الآن على جبل جرزيم والمعروف بجبل الطور لدى أهالي المدينة. وعرف الحمام باسم حمام السمرة نسبة لمن بنوه، وبيع الحمام لأحد التجار من عائلة طوقان، الذي قام بتأجيره لعائلات عملت فيه لفترات زمنية متقطعة، إلى أن هُجر بسبب قلّة الاهتمام، وتعرّض للهدم من قبل الاحتلال ليصبح مكبّا للنفايات قبل 30 عاماً، حتى أعاد ترميمه وتنظيمه من جديد حازم مرعي، الذي يشرف عليه الآن.
يقول حازم مرعي، لـ"العربي الجديد": "لقد اهتممت كثيرا بالتراث وكانت هوايتي جمع المقتنيات الأثرية منذ الصغر، عدا عن اهتمامي بالتاريخ وقراءته. ولفت انتباهي هذا الحمام التاريخي المهجور، فقمت بترميمه وإعادة تشغيله، دون أية إضافات حديثة، وما زال يحتفظ بطابعه التاريخي القديم في كل مراحله".
ولا بد من الانتباه لتاريخ الحمام العريق، لحظة الدخول لحارة الياسمية في البلدة القديمة باتجاه الحمام، فهي حارة كل بيوتها قديمة جدا، وطرقها ضيقة لا يمكن لمركبة صغيرة المرور عبرها، وتملأ الحارة لافتات صغيرة تشير إلى الطريق نحو الحمام، فتساعد هذه اللافتات على الوصول إلى الحمام، كون الحارة مليئة بالطرق الصغيرة والتي ربما تخفف من صعوبة الوصول إليه.
وتوجد وسط الحمام جلسة عربية واسعة، يجلس بها مرتادوه بعد انتهائهم من الاستحمام، ويتناولون طعامهم، ويشربون النرجيلة ويقضون وقتا قصيرا قبل الخروج، خشية أن يتعرضوا لوعكة صحية بسبب خروجهم إلى الهواء بعد أن تعرضوا لدرجة حرارة عالية داخل الحمام.
ويشرح أحمد مرعي، ابن صاحب الحمام، لـ"العربي الجديد"، المراحل التي يمر بها زوار الحمام، حيث تبدأ المرحلة الأولى بالبلاط الساخن لمدة 15 دقيقة، ويعمل هذا البلاط على حرق الدهنيات ما بين الفقرات وإخراج البرودة من الجسم، ومن ثم يدخل إلى غرفة صغيرة تسمى "غرفة الساونا أو البخار"، ويتعرض داخلها لكميات كبيرة من البخار، علما أن البخار يملأ الحمام بكل مراحله، لكنه بشكل أكبر داخل هذه الغرفة.
ويدخل بعدها إلى مرحلة التكييس، وهي ليفة مصنوعة من وبر الجمل، كما يقول أحمد، والتي تساعد على إزالة البثور والجلد الميت عن الجسم، وتزيل السواد عن الوجه. ويدخل بعدها الزائر إلى بركة مياه معدنية من الكبريت (مغطس صغير) لمدة دقيقتين، والتي لها فوائد عدة، منها علاج أمراض الجهاز العضلي الهيكلي والأمراض الروماتيزمية والتنفسية والجلدية، وفي نهاية الحمام يدخل الزائر إلى غرف المساج، ومن ثم يستحم بمياه باردة.
ويشرف على هذه المراحل مشرفون يرافقون الزوار حتى انتهاء "الجلوة"، وهم مشرفون ذوو خبرة عالية بهذا المجال، حتى يتمكن المستحم من الاستفادة الصحية الجيدة خلال استحمامه، والتي من الممكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية إذا زادت عن الحد الصحي داخل غرف البخار أو في بركة المياه الكبريتية.
ويحيي الحمام حفلات ومناسبات عدة، خاصة خلال فترة الصيف التي تكثر فيها الأعراس. ويشير مرعي إلى أن الكثير من الشبان المقبلين على الزواج، يحجزون موعدا مسبقا في الحمام، ويأتي مع رفاقه وأقاربه في موعد الحجز ما قبل عرسه بأيام قليلة، وتكون الأجواء جميلة جدا، حيث يستحم العريس وأصدقاؤه، وتتخللها أجواء فرح وسعادة، بالإضافة للأغاني التراثية والشعبية. كذلك ترافق العريس فرق شعبية كفرقة الطرابيش التي تغني الأغاني الفلسطينية القديمة والأغاني السورية الشعبية للعريس.
وفي الحمام التركي أيضا يوم خاص بالنساء، حيث يستقبل حمام السمرة النساء يوماً واحداً في الأسبوع، كما يحيين فيه حفلات للعروس، وتُغنى فيه أغانٍ وأهازيج تراثية وشعبية. وعند انتهاء فترة الاستحمام، يتناول المشاركون وجبات الطعام وشرب النرجيلة والمشروبات الساخنة والباردة، في أجواء جميلة وسعيدة.
وتتميّز مدينة نابلس بالحمامات التركية القديمة، فيوجد بالمدينة حمامان قديمان هما حمام الهنا (السمرة) وحمام الشفاء، واللذان ما زالا يحافظان على طابعهما القديم، عدا عن الحمامات التي هدمت وأهملت، ويقصد هذا الحمام الكثير من الزوار من أبناء المدينة وريفها، ومدن الضفة الغربية المحتلة، ومن أراضي الداخل المحتل، فضلاً عن الزوار الأجانب.
اقرأ أيضاً: خان نابلس