26 ابريل 2019
حلم الدولة المدنية في اليمن
معاذ القرشي (اليمن)
كلما اقترب شعبنا اليمني من أسوار الدولة المدنية، وحاول أن يتجاوز التحالفات التي أفقدته قدرته على الانطلاق، وجد مزيداً من هذه التحالفات التي عملت على إفراغ ثورات اليمنيين من مضمونها، إما بسيطرة اللصوص على الثورة أو انتصار الثورة المضادة.
ساعد في ذلك تركة كبيرة من الجهل، وتأثير القبيلة والعسكر على القرار السياسي، والاستفادة من النسب الكبيرة لمعدلات الفقر بين المواطنين، وتوظيفها في شراء الولاءات، وغياب الرقيب الأخلاقي للخصوم السياسيين، واعتبار مقدرات البلد وبنيته التحتية ملك للسلطة التي تحكم، وليس ملكاً للشعب.
حالت هذه القوى بين شعبنا والوصول إلى طريق الانعتاق من الماضي، وتحقيق حلم الدولة المدنية الحديثة ، كما إنّ فشل ثورات اليمنيين على المستبدين يعود إلى غياب الثورة الثقافية التي تصحح المفاهيم، وتوّعي الناس بما يجب القيام به، وتشكل حائلاً بين طابور الثورة المضادة ورغباتهم الجامحة في إفشال كل خطوة إلى الأمام تحققها قوى الثورة، وهذا أنتج جيشاً متربصاً بالثورة وإنجازاتها، وأغلبهم ممن أفقدتهم الثورة مصالحهم الأنانيه والانتهازية، إضافة إلى أخطاء الحامل السياسي للثورة، عندما استعجل في الوصول إلى السلطة، وترك ملفات كثيرة عالقة، بل ومنح رأس النظام، وكل من عمل معه حصانة من العقاب ضد جرائم كثيرة ارتكبوها بدم بارد، ولا تزال دماء الشهداء الذين سقطوا من أجل التغيير في جمعة الكرامة، وغيرها من الجرائم من دون عقاب .
عندما نقول إنّ نجاح أيّ ثورة يحتاج إلى ثورةٍ ثقافية، نقصد بذلك صناعة حراكٍ اجتماعي في الأسفل، يعمّق روح الثورة، ويحشد الناس للعمل من أجل إصلاح كل ما قامت الثورة من أجل إصلاحه، وتحوّل كرة الثلج التي تدحرجت، وأسقطت النظام السياسي إلى فعل مستمر، وعطاء والتزام بين الشعب الذي قاد إيقاع الثورة، وبين الحامل السياسي لها، وهم قادة الثورة.
لكن هذا ما لم يحدث، بسبب إنّ الحامل السياسي للثورة، اعتبر نجاح الثورة وصول إلى المناصب القيادية، وتأثير في صناعة القرار، ولم يلتفت إلى نقاط الخطر على الثورة، ويعمل على محاصرتها، ولم يقوم أيضا بعملية نقد، تفكر بأين أخطأ الحامل السياسي للثورة؟ وكيف يمكن معالجة هذة الأخطاء؟ وكيف يمكن مغادرة روح الانتفام ضد الآخر؟
هذا الانتقام هو ما عصف بالبلاد، ففي العقلية العربية لا يوجد نظام سياسي أو حاكم يغادر السلطة، ويذهب لممارسة الرياضة، بل يذهب الحاكم الذي غادر السلطة تحت صيحات الجماهير، ليتفنّن في الانتقام من الشعب الذي ثار ضده.
هذا بالفعل ما قام به صالح المسكون بروح الانتقام، حيث قال، وهو يغادر دار الرئاسة، في واحدة من مقابلاته الصحفية، إنّ رغبته تكمن في الاعتكاف بعد مغادرة السلطة لكتابة مذكراته، وكنّا نعتقد إنّ الشعب سيجد مذكرات علي عبدالله صالح في رفوف المكتبات يقتنيها، ليعلم الأطفال كيف حكم رجل اليمن أكثر من 33 عاماً، إلا أنه آثر أن يكتب مذكراته بالدم على أجساد اليمنيين وخارطة اليمن.
ساعد في ذلك تركة كبيرة من الجهل، وتأثير القبيلة والعسكر على القرار السياسي، والاستفادة من النسب الكبيرة لمعدلات الفقر بين المواطنين، وتوظيفها في شراء الولاءات، وغياب الرقيب الأخلاقي للخصوم السياسيين، واعتبار مقدرات البلد وبنيته التحتية ملك للسلطة التي تحكم، وليس ملكاً للشعب.
حالت هذه القوى بين شعبنا والوصول إلى طريق الانعتاق من الماضي، وتحقيق حلم الدولة المدنية الحديثة ، كما إنّ فشل ثورات اليمنيين على المستبدين يعود إلى غياب الثورة الثقافية التي تصحح المفاهيم، وتوّعي الناس بما يجب القيام به، وتشكل حائلاً بين طابور الثورة المضادة ورغباتهم الجامحة في إفشال كل خطوة إلى الأمام تحققها قوى الثورة، وهذا أنتج جيشاً متربصاً بالثورة وإنجازاتها، وأغلبهم ممن أفقدتهم الثورة مصالحهم الأنانيه والانتهازية، إضافة إلى أخطاء الحامل السياسي للثورة، عندما استعجل في الوصول إلى السلطة، وترك ملفات كثيرة عالقة، بل ومنح رأس النظام، وكل من عمل معه حصانة من العقاب ضد جرائم كثيرة ارتكبوها بدم بارد، ولا تزال دماء الشهداء الذين سقطوا من أجل التغيير في جمعة الكرامة، وغيرها من الجرائم من دون عقاب .
عندما نقول إنّ نجاح أيّ ثورة يحتاج إلى ثورةٍ ثقافية، نقصد بذلك صناعة حراكٍ اجتماعي في الأسفل، يعمّق روح الثورة، ويحشد الناس للعمل من أجل إصلاح كل ما قامت الثورة من أجل إصلاحه، وتحوّل كرة الثلج التي تدحرجت، وأسقطت النظام السياسي إلى فعل مستمر، وعطاء والتزام بين الشعب الذي قاد إيقاع الثورة، وبين الحامل السياسي لها، وهم قادة الثورة.
لكن هذا ما لم يحدث، بسبب إنّ الحامل السياسي للثورة، اعتبر نجاح الثورة وصول إلى المناصب القيادية، وتأثير في صناعة القرار، ولم يلتفت إلى نقاط الخطر على الثورة، ويعمل على محاصرتها، ولم يقوم أيضا بعملية نقد، تفكر بأين أخطأ الحامل السياسي للثورة؟ وكيف يمكن معالجة هذة الأخطاء؟ وكيف يمكن مغادرة روح الانتفام ضد الآخر؟
هذا الانتقام هو ما عصف بالبلاد، ففي العقلية العربية لا يوجد نظام سياسي أو حاكم يغادر السلطة، ويذهب لممارسة الرياضة، بل يذهب الحاكم الذي غادر السلطة تحت صيحات الجماهير، ليتفنّن في الانتقام من الشعب الذي ثار ضده.
هذا بالفعل ما قام به صالح المسكون بروح الانتقام، حيث قال، وهو يغادر دار الرئاسة، في واحدة من مقابلاته الصحفية، إنّ رغبته تكمن في الاعتكاف بعد مغادرة السلطة لكتابة مذكراته، وكنّا نعتقد إنّ الشعب سيجد مذكرات علي عبدالله صالح في رفوف المكتبات يقتنيها، ليعلم الأطفال كيف حكم رجل اليمن أكثر من 33 عاماً، إلا أنه آثر أن يكتب مذكراته بالدم على أجساد اليمنيين وخارطة اليمن.
مقالات أخرى
09 يونيو 2017
25 يوليو 2016
20 يوليو 2016