حلفاء حزب الله يروّجون لهدوء الجبهة...والحكومة اللبنانية تلتزم الصمت

22 يناير 2015
خلال تشييع العميد الإيراني الله دادي (عطا كناريه/فرانس برس)
+ الخط -

لم تُعلن الحكومة اللبنانيّة أو رئيسها تمام سلام أي موقف من الغارة الاسرائيليّة التي استهدفت آليات لحزب الله في بلدة القنيطرة في الجولان السوري، يوم الأحد. حتى إن البعض يرون هذا الصمت طبيعياً نظراً لتركيبة هذه الحكومة بالتحديد. لقد اكتفى رئيس الحكومة تمام سلام بالاتصال بمستشار الأمين العام لحزب الله، حسين خليل، للتعزية "باسمه الشخصي وليس باسم الحكومة" كما ذكرت مصادر حكوميّة لـ"العربي الجديد". وتؤكّد هذه المصادر أن الاتصال اقتصر على التعزية ولم يتناول ردّ فعل حزب الله أو أي موضوع آخر. لكن هذا لا يلغي أن سلام يشعر بقلق وترقب، "لأن لا أحد يُمكن أن يتوقع رد فعل إسرائيل وعدوانيتها، خصوصاً أنها على أبواب انتخابات داخليّة" بحسب المصادر.

ولم تتفق مكونات الحكومة على الموقف مما جرى، رغم إجماع معظم أفرادها على إدانة الغارة، وعدم تبرير أي عمل عدواني تقوم به إسرائيل، فقوى الرابع عشر من آذار تعتقد بأن ما حصل نتج من تخلي لبنان وقوى حزبية عن سياسة الحياد حيال الصراع في سورية. لا ينوي رئيس الحكومة طرح الموضوع على طاولة البحث، خلال جلسة اليوم (الخميس)، لكن هذا لا يمنع أن يطلب أي من الوزراء ذلك، وهو ما سيضع وضع الحكومة في حرج شديد، وهي التي كادت تنفجر عند نقاش موضوع خطة النفايات.

لكن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري قادر على التعبير بحرية أكبر وهو على تواصل وتنسيق يومي مع قيادة حزب الله، وهو أبلغ عددا من النواب في لقاء الأربعاء النيابي، بأن الطرف الإسرائيلي غبي وارتكب "خطأ استراتيجيا، وبهذه الجريمة تكون اسرائيل وضعت إيران على حدودها وعلى تماس مباشر معها، في الجولان عبر اغتيال العميد محمد علي الله دادي" كما ينقل عنه النائب في حركة أمل علي خريس. ويُضيف خريس في حديث مع "العربي الجديد" أن بري أبلغ النواب، أن ما قام به الإسرائيليون يُشير إلى "أنهم لا يُريدون الاتفاق الإيراني ــ الأميركي خصوصاً في الجزء المتعلق بالملف النووي، رغم أن كلّ المؤشرات تدلّ على أن الاتفاق حاصل ولم يُعلن عنه لأسباب وظروف خاصة بالطرفين".

وطمأن بري النواب إلى أن الوضع هادئ في الجنوب، ولا مؤشرات لتصعيد في الجبهة الجنوبية. ويعتقد بري أن لا أثر لهذه الغارة على مسار الحوار الجاري بين حزب الله وتيار المستقبل. في المقابل، لا يزال حزب الله على صمته. لا يُعلن الحزب أي موقف رسمي عن الطريقة التي سيرد فيها، أو أين ومتى. الصمت في هذه الحالة، أحد عوامل قوة حزب الله، وليس عامل ضعف. فهو يترك الجانب الإسرائيلي في حالة ترقب. كما أن رد الحزب أو عدمه، لا يُمكن أن يكون معزولاً عن رغبة الحزب ومن خلفه إيران في التأثير في المعادلة الانتخابية الاسرائيليّة. فالغارة، التي حاولت إسرائيل الاعتذار عنها، عبر القول إن الجيش الإسرائيلي لم يكن يعرف من هي الشخصيات الموجودة في الموكب، ترتبط حكماً بالانتخابات الاسرائيليّة. وهو ما أشار إليه الجنرال احتياط، نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي سابقاً آفي غالانت بوضوح عندما قال إن "الغارة وصور الجنازات في لبنان وإيران، ستكون وقوداً انتخابياً في إسرائيل، وسيوظفه نتنياهو للتدليل على وقوفه سداً في وجه إيران وحزب الله لضمان الأمن الإسرائيلي بكل ثمن".



يُدرك حزب الله هذا الأمر جيداً. ويُدرك أنه تحوّل إلى لاعب يستطيع التأثير بمجريات الانتخابات الاسرائيليّة. وكما وصل رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الحكومة أوّل مرّة، على خلفية فشل حرب أبريل/نيسان 1996، فإن الحزب قادر اليوم، على التأثير جدياً في إعادة انتخابه، أو سقوطه.

ويقول نواب من فريق الثامن من آذار، إن الاعتذار الإسرائيلي مؤشّر على التخوّف من ردّ فعل حزب الله، "الذي لا بدّ أن يكون قاسياً وحاسماً بعد الكلام الأخير لأمين عام حزب الله" كما يقول أحد النواب لـ"العربي الجديد". ويُضاف هذا العامل، إلى عوامل أخرى تحكم رد حزب الله، ومنها المفاوضات النووية وواقع النظام السوري، والواقع الداخلي اللبناني إضافة إلى أن الحزب يعتبر أن الغارة ضمّت الجولان إلى ما يُسمى اسرائيلياً "بالجبهة الشمالية".

المساهمون