1
حيث الرسائلُ محبوسةٌ في صناديق البريد
والعابرُ،
من مقهىً لآخر،
يشربُ القهوةَ مالحةً.
الضجرُ ينهضُ
حجرًا فوق حجر
والسيرة القديمة
لم تعدْ تنفعُ
في تزجية الوقت.
..
..
سلامًا أيتها الحشرة
التـي تصعد الطاولة
النادل
سيطيحكِ
بضربةٍ واحدة
من خِرقتهِ المتسخة.!
2
بين الساعة التـي تدقُّ الفجر
والساعة التـي تدق الفجر
قماشةُ الخياط الأسود
وهو يروح ويجيء
يروح ويجيء
ثم يغرز الإبرةَ عميقًا
في الجلد الصلب
. .
. .
ليس ثمةَ
من يحركُ الماء
الذي هو آسن.
3
على شرفة البيت أجلسُ، حلب أمامي سوداءَ وموحشة. قرقعةُ صحونٍ في العتمة تعني أن ثمة حياةٌ تحدث على طاولة قريبةٍ. لا نأمَةَ سوى رشقات رصاص متقطعة من مكان ما، وقذيفةٍ واحدةٍ يسبقها صفيرٌ غريب... ثمةَ من يتركُ الان هذا الكوكب بحلق جاف.
حلب أمامي سوداء وساكنة، الظلال العملاقة هذه ربما لأشجار ربما لغيلانٍ قادمة من حكاياتٍ بعيدة في الطفولة ربما هو بخارٌ أسود ينفثنه الآن نسوةٌ ينتظرن اولادًا صاروا أرقامًا في نشرة الأخبار
حلبْ.. لا نقرةُ عود.. لا قدٌ يميس.. لا كأس في " العندليب"* .. لا ندامى .. ولا غناء
..
..
..
واحدًا فواحدًا
يستيقظون،
وحوشُ العتمة
*العندليب: بار شعبي في حلب يرتاده كتاب وفنانون
4
الطريقُ منكوش من الوقوع على الركبتين
والأصوات عمياء تتخبط بالجدران
اليد التي كانت عصا تُرمى ايضًا كحبلٍ
والجثة في الطريق
ليست لتلك العين الواحدة على أعلى السطح
ثمة من سمح لها أن تسقط كيفما اتفق
هكذا
وأن تترك بحيراتٍ صغيرةً تعلق بأحذية الرياضة
5
مقبرةٌ هو الـ facebook
..
بشمعةٍ مرتجفة نقترب من صور أحبائنا الضاحكين في الموت
وننحني لنبوس جباههم
ونشْكُلَ الآس في التراب المبلل
..
بعد يومين
سيجفّ الآسُ
وينمو العشب البري في صفحاتهم ليطمس الأسماء
لكن الشمعة - ولو مرتجفة- سنمر بها على صور أحباء آخرين
يضحكون في الموت
6
يموتون بصوت خافت،
بأدنى ضجة ممكنة.
اليوم
الطلاب الصغار
عبروا الممر على رؤوس أصابعهم كي لا يقلقوا نومنا
وأغلقوا- بصوت مكتوم - خلفهم باب الحياة الثقيل
الطلاب الصغار غدًا لن يكونوا مادة لقصيدة أو خبرًا في شريط يعبر سريعًا من اليسار الى اليمين
هم لن يشبعوا - حتى- موتًا
7
القتلة يعيشون طويلاً
..
يملكون الوقت ليسقوا النباتات في الحديقة المنزلية
ويذهبوا قليلاً الى المسرح
وعند الضرورة.. يبدلون طقم الأسنان القديم
بواحد يصلح للقضم.
القتلة العجائز
تطرطق عظامهم حين يهرولون في الممشى البحري
خيط الدم
مازال يسح خلفهم ككلب أعرج
8
يفرم القتلة بسكين المطبخ قديد اللحم
ويلحسون أثر الملح المتبقي على الأصابع
..
..
الخشبُ الأبيض
فكرتي لوصف المطبخ
الملحُ
فكرة القاتل
لحفظ الذكريات.
9
البارحة بعد ليلة أرق - كالعادة- طويلة نمت وحلمت بأن جنديًا اوقفني على حاجز وقال لي رأيتك في الهند وصفعني على خدي بقوة حتى أدماني، حينها شممت رائحة لحم محروق ، نظرت الى يدي فوجدتها متفحمة تمامًا ، نكزها الجندي فسقط نصفها كأنها رماد سيجارة وضحك .. ونظرت إليها ثانية وبكيت
..
ولم أستيقظ بعد
حيث الرسائلُ محبوسةٌ في صناديق البريد
والعابرُ،
من مقهىً لآخر،
يشربُ القهوةَ مالحةً.
الضجرُ ينهضُ
حجرًا فوق حجر
والسيرة القديمة
لم تعدْ تنفعُ
في تزجية الوقت.
..
..
سلامًا أيتها الحشرة
التـي تصعد الطاولة
النادل
سيطيحكِ
بضربةٍ واحدة
من خِرقتهِ المتسخة.!
2
بين الساعة التـي تدقُّ الفجر
والساعة التـي تدق الفجر
قماشةُ الخياط الأسود
وهو يروح ويجيء
يروح ويجيء
ثم يغرز الإبرةَ عميقًا
في الجلد الصلب
. .
. .
ليس ثمةَ
من يحركُ الماء
الذي هو آسن.
3
على شرفة البيت أجلسُ، حلب أمامي سوداءَ وموحشة. قرقعةُ صحونٍ في العتمة تعني أن ثمة حياةٌ تحدث على طاولة قريبةٍ. لا نأمَةَ سوى رشقات رصاص متقطعة من مكان ما، وقذيفةٍ واحدةٍ يسبقها صفيرٌ غريب... ثمةَ من يتركُ الان هذا الكوكب بحلق جاف.
حلب أمامي سوداء وساكنة، الظلال العملاقة هذه ربما لأشجار ربما لغيلانٍ قادمة من حكاياتٍ بعيدة في الطفولة ربما هو بخارٌ أسود ينفثنه الآن نسوةٌ ينتظرن اولادًا صاروا أرقامًا في نشرة الأخبار
حلبْ.. لا نقرةُ عود.. لا قدٌ يميس.. لا كأس في " العندليب"* .. لا ندامى .. ولا غناء
..
..
..
واحدًا فواحدًا
يستيقظون،
وحوشُ العتمة
*العندليب: بار شعبي في حلب يرتاده كتاب وفنانون
4
الطريقُ منكوش من الوقوع على الركبتين
والأصوات عمياء تتخبط بالجدران
اليد التي كانت عصا تُرمى ايضًا كحبلٍ
والجثة في الطريق
ليست لتلك العين الواحدة على أعلى السطح
ثمة من سمح لها أن تسقط كيفما اتفق
هكذا
وأن تترك بحيراتٍ صغيرةً تعلق بأحذية الرياضة
5
مقبرةٌ هو الـ facebook
..
بشمعةٍ مرتجفة نقترب من صور أحبائنا الضاحكين في الموت
وننحني لنبوس جباههم
ونشْكُلَ الآس في التراب المبلل
..
بعد يومين
سيجفّ الآسُ
وينمو العشب البري في صفحاتهم ليطمس الأسماء
لكن الشمعة - ولو مرتجفة- سنمر بها على صور أحباء آخرين
يضحكون في الموت
6
يموتون بصوت خافت،
بأدنى ضجة ممكنة.
اليوم
الطلاب الصغار
عبروا الممر على رؤوس أصابعهم كي لا يقلقوا نومنا
وأغلقوا- بصوت مكتوم - خلفهم باب الحياة الثقيل
الطلاب الصغار غدًا لن يكونوا مادة لقصيدة أو خبرًا في شريط يعبر سريعًا من اليسار الى اليمين
هم لن يشبعوا - حتى- موتًا
7
القتلة يعيشون طويلاً
..
يملكون الوقت ليسقوا النباتات في الحديقة المنزلية
ويذهبوا قليلاً الى المسرح
وعند الضرورة.. يبدلون طقم الأسنان القديم
بواحد يصلح للقضم.
القتلة العجائز
تطرطق عظامهم حين يهرولون في الممشى البحري
خيط الدم
مازال يسح خلفهم ككلب أعرج
8
يفرم القتلة بسكين المطبخ قديد اللحم
ويلحسون أثر الملح المتبقي على الأصابع
..
..
الخشبُ الأبيض
فكرتي لوصف المطبخ
الملحُ
فكرة القاتل
لحفظ الذكريات.
9
البارحة بعد ليلة أرق - كالعادة- طويلة نمت وحلمت بأن جنديًا اوقفني على حاجز وقال لي رأيتك في الهند وصفعني على خدي بقوة حتى أدماني، حينها شممت رائحة لحم محروق ، نظرت الى يدي فوجدتها متفحمة تمامًا ، نكزها الجندي فسقط نصفها كأنها رماد سيجارة وضحك .. ونظرت إليها ثانية وبكيت
..
ولم أستيقظ بعد