حلال أم "كوشير"؟

04 يناير 2015
اليمين المتطرف الأوروبي يحاول تسفيه الذبيحة الحلال(فرانس برس)
+ الخط -
واحدة من القضايا الشائكة التي تثار بوجه الجاليات العربية والمسلمة في الغرب هي قصة الذبح الحلال، بالإضافة إلى بروز قضية ختان الذكور بين حين وآخر في منطلقات الأحكام المسبقة للصورة النمطية عن العربي. 
تلك القضايا مصطنعة في استخدامها للدلالة على "همجية" ما. ففي العام الماضي انساقت رئيسة وزراء الدانمارك هلي شميت وراء تلك الحملة مصرحة:" علينا أن نحافظ على تقاليدنا وثقافتنا" قبل أن يصفعها الحاخامات والمصدرون لتصمت بعدها. 
كانت بعض منظمات الرفق بالحيوان تنبري في صراخ يصور اللحوم الحلال وكأنها نوع من الهمجية. فمن روض الأطفال وما تقدمه من أطعمة إلى قضية الختان تتحول القضايا لمستويات تصل نقاشاتها إلى برلمانات الدول. 
وما أن تهدأ مثل تلك الحملات حتى يخرج منتجو اللحوم والدواجن ليوضحوا بأن أسواقهم التصديرية تتعدى كل تلك المخيلات. ففي بلدان منتجة للدواجن كالدنمارك بالكاد يجد المواطن دجاجة أو ديكا حبشيا غير مختوم بختم "ذبح على الطريقة الإسلامية" وممهور بكلمة "حلال" باللغة المحلية. 
برأي الصحفي الدانماركي بيتر بيورنهولم في حديثه لـ "العربي الجديد" إن "القضية ترتبط في بحث اليمين المتشدد عن أية نافذة لتهييج المجتمعات. وحتى لو لم تكن الأمور مربوطة بحقائق وإنما مبنية على خرافات وتهيؤات تضخم ما يجري. 
وتقول الممرضة ليزا مونسغوورد:" في وقت سابق كان الصراخ عن الختان مرتبطا بختان الاناث، وهذا أمر مفهوم. لكن حين يصرخ هؤلاء بكلام هراء خارج عن المنطق الطبي فهم يخلطون بين المسلمين وختان البنات وختان الذكور، رابطين الأمرين معا بالدين الإسلامي. المثير فعلا أن تلك الحملات تتوقف بمجرد أن يتدخل أحد رجال الدين اليهود قائلا، بعد استفحال الحملة، عليكم أن تكفوا عن هذه الثرثرة فذبحنا أيضا حلال ولا يمكنكم التشريع ضده وضد ختان الذكور". 
وبالفعل هو ما يجري في تلك المعسكرات اليمينية المتشددة في بعض الدول الاسكندنافية حيث يعتبر رموز هذا اليمين نفسه صديقا لإسرائيل ويدافع عنها بشراسة فتراه يلوذ بصمته حين يصير الحلال... "كوشير"!.
المساهمون