احتاج الفلسطيني، أحمد ناصر، إلى نحو أربع ساعات كي يحلق شعر رأسه، بعد التنسيق مع صاحب أحد صالونات الحلاقة، في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، في ظل قرار إغلاق صالونات الحلاقة والتجميل، منذ إعلان حالة الطوارئ في فلسطين قبل نحو شهرين.
يقول ناصر لـ"العربي الجديد": "طال شعر رأسي كثيراً، وصرت بحاجة ماسة لقصه وتهذيبه، لكن كل صالونات الحلاقة مغلقة، فحصلت على رقم لصاحب صالون حلاقة، واتصلت به، فأبلغني أنه سيرتب الأمور ويعاود الاتصال بي، وبالفعل بعد ساعة تقريباً أبلغني أنه سيتصل بي لاحقاً، وطلب مني قبل نحو ربع ساعة من الموعد الذي سيقرره أن أكون مستعداً للذهاب إليه". ويتابع: "كان الحلاق جدياً في كلامه، وكأننا ننسق لعملية تهريب مخالفة للقانون، ونخشى أن يتم كشفنا وإلقاء القبض علينا، لكنني كنت مضطراً للالتزام بتعليماته" وبالفعل، بعد ما يزيد على ثلاث ساعات ونصف، أبلغ الحلاق ناصر أن يكون في محيط المكان المطلوب خلال ربع ساعة.
ويقول ناصر: "وصلت إلى المكان، لكن الباب الخارجي مغلق تماماً بالقفل، والباب الداخلي، وهو من زجاج، تمت تغطيته من الأرض إلى السقف بغطاء كامل، ولا يمكن أن يخطر في بالك أن أحداً ما بالداخل". يضحك ناصر قليلاً، وثم يروي تفاصيل ما جرى معه بطريقة مشوّقة، ويقول: "دقائق وإذ بيدٍ تظهر من الداخل وتفتح قفل الباب بطريقة معكوسة وتشير إليّ بالاقتراب، إنه الحلاق الذي أوجد مسافة قصيرة بين دفتي الباب الكبير سمحت لي بالولوج إلى الداخل، لم يكن هناك غيري، وبعد أن تبادلنا التحية أشار لي بالجلوس على كرسي الحلاقة وبدأ بعمله".
تحدثنا مع صاحب الصالون "ق. س."، وقد كان غاضباً، وقال لـ"العربي الجديد": "أفعل هذا مع كل زبون، وكأننا ننسق لعملية تهريب شحنة من المخدرات، الأمر طال، فنحن منذ شهرين لا نعمل، التزاماً بالتعليمات، لكن ماذا نفعل بمتطلبات الحياة؟ هل بعد هذا العمر أذهب لأقف في طوابير العمال العاطلين عن العمل لأسجل اسمي وأنتظر المعونة، أعلم أنني أخالف القرارات، لكن من أين نأكل ونعيش أنا وأسرتي، وكل أصحاب صالونات الحلاقة، هذا مصدر دخلنا الوحيد".
اقــرأ أيضاً
أما زميله في المهنة، "ج. ب."، فقد استأنف عمله لكن بطريقة مختلفة، إذ إنه يذهب بنفسه إلى منازل الزبائن ويحلق لهم شعر الرأس هناك، مصطحباً معه حقيبة فيها المعدات اللازمة كالمقص والمشط وغيرهما. يقول جمال: "الناس يظنون أنني دكتور، لأنني أحمل حقيبة، الأمر ليس سهلاً، فليست كل البيوت مهيأة لاستقبالنا، وقد نحتار أين أعمل؟ هل في غرفة الضيوف أم النوم، حتى إن زبوناً كان قد وضع الكرسي الذي سيجلس عليه لأحلق له شعره في الشرفة (البرندة)، فقلت له ضاحكاً: (جريمة وعليها شهود)، لأن كل الناس المارين في الشارع سيرونني وأنا أحلق لك".
ومن المواقف الطريفة التي حصلت مع "ج. ب." أن زبوناً فاجأه بأنه جمع له ثلاثة جيران آخرين يريدون الحلاقة من دون أن يبلغه بذلك، ويقول: "دخلت إلى البيت، فكان هناك أربعة رجال، فقال لي صاحب البيت: (أتيت لك بثلاثة زبائن غيري)، لقد حاولت أن أشرح لهم أن لدي موعداً مع شخص آخر خلال ساعة، لكنهم أصروا على أن أحلق لهم الأربعة، ففعلت".
وبعيداً عن المغامرة، فقد اختار آخرون أن يعتمدوا على أنفسهم أو أقاربهم في حلاقة شعرهم، إذ يقول شاهر عواد (55 عاماً) لـ"العربي الجديد": "إن شعري ليس كثيفاً، وبالتالي فقد اشتريت آلة حلاقة تعمل على الكهرباء، ومستعيناً بالمرآة أقوم كل فترة بقص شعري الذي ينمو على جانبي رأسي فقط". أما جاره سليمان فهو يعتمد على أبنائه في ذلك، ويقول: "الصالونات مغلقة، فلم يكن أمامي إلا أن أطلب من ابني محمود أن يحلق لي شعري، يومها ضحكنا كثيراً رغم أنني كنت خائفاً أن يلحق بي أذى، فهو ليس بحلاق، لكنه قام بعمل جيد". نقيب أصحاب صالونات الحلاقة في محافظة نابلس إياد بسطامي، أكد لـ"العربي الجديد" أن ضرراً فادحاً لحق بالحلاقين جراء استمرار إغلاق صالوناتهم، فمعظمهم يعتمد على الأجر الذي يجنيه يومياً، ويسدد منه الالتزامات المترتبة عليه.
يقول ناصر لـ"العربي الجديد": "طال شعر رأسي كثيراً، وصرت بحاجة ماسة لقصه وتهذيبه، لكن كل صالونات الحلاقة مغلقة، فحصلت على رقم لصاحب صالون حلاقة، واتصلت به، فأبلغني أنه سيرتب الأمور ويعاود الاتصال بي، وبالفعل بعد ساعة تقريباً أبلغني أنه سيتصل بي لاحقاً، وطلب مني قبل نحو ربع ساعة من الموعد الذي سيقرره أن أكون مستعداً للذهاب إليه". ويتابع: "كان الحلاق جدياً في كلامه، وكأننا ننسق لعملية تهريب مخالفة للقانون، ونخشى أن يتم كشفنا وإلقاء القبض علينا، لكنني كنت مضطراً للالتزام بتعليماته" وبالفعل، بعد ما يزيد على ثلاث ساعات ونصف، أبلغ الحلاق ناصر أن يكون في محيط المكان المطلوب خلال ربع ساعة.
ويقول ناصر: "وصلت إلى المكان، لكن الباب الخارجي مغلق تماماً بالقفل، والباب الداخلي، وهو من زجاج، تمت تغطيته من الأرض إلى السقف بغطاء كامل، ولا يمكن أن يخطر في بالك أن أحداً ما بالداخل". يضحك ناصر قليلاً، وثم يروي تفاصيل ما جرى معه بطريقة مشوّقة، ويقول: "دقائق وإذ بيدٍ تظهر من الداخل وتفتح قفل الباب بطريقة معكوسة وتشير إليّ بالاقتراب، إنه الحلاق الذي أوجد مسافة قصيرة بين دفتي الباب الكبير سمحت لي بالولوج إلى الداخل، لم يكن هناك غيري، وبعد أن تبادلنا التحية أشار لي بالجلوس على كرسي الحلاقة وبدأ بعمله".
تحدثنا مع صاحب الصالون "ق. س."، وقد كان غاضباً، وقال لـ"العربي الجديد": "أفعل هذا مع كل زبون، وكأننا ننسق لعملية تهريب شحنة من المخدرات، الأمر طال، فنحن منذ شهرين لا نعمل، التزاماً بالتعليمات، لكن ماذا نفعل بمتطلبات الحياة؟ هل بعد هذا العمر أذهب لأقف في طوابير العمال العاطلين عن العمل لأسجل اسمي وأنتظر المعونة، أعلم أنني أخالف القرارات، لكن من أين نأكل ونعيش أنا وأسرتي، وكل أصحاب صالونات الحلاقة، هذا مصدر دخلنا الوحيد".
ويشير "ق. س." إلى أنه التزم التزاماً تاماً بإغلاق صالونه لأكثر من شهر، لكنه بدأ يستقبل اتصالات من زبائنه المعتادين يطلبون منه حلاقة شعرهم، إذ تردد كثيراً قبل أن يقرر العمل في صالونه متخفياً.
ويضع "ق. س." كاميرا مراقبة مشبوكة بجهاز التلفاز داخل الصالون، ولا يستقبل فيه إلا شخصاً واحداً، كما يكتفي بحلق شعر الرأس دون اللحية أو أية إضافات أخرى مثل تنظيف البشرة أو ما شابه.أما زميله في المهنة، "ج. ب."، فقد استأنف عمله لكن بطريقة مختلفة، إذ إنه يذهب بنفسه إلى منازل الزبائن ويحلق لهم شعر الرأس هناك، مصطحباً معه حقيبة فيها المعدات اللازمة كالمقص والمشط وغيرهما. يقول جمال: "الناس يظنون أنني دكتور، لأنني أحمل حقيبة، الأمر ليس سهلاً، فليست كل البيوت مهيأة لاستقبالنا، وقد نحتار أين أعمل؟ هل في غرفة الضيوف أم النوم، حتى إن زبوناً كان قد وضع الكرسي الذي سيجلس عليه لأحلق له شعره في الشرفة (البرندة)، فقلت له ضاحكاً: (جريمة وعليها شهود)، لأن كل الناس المارين في الشارع سيرونني وأنا أحلق لك".
ومن المواقف الطريفة التي حصلت مع "ج. ب." أن زبوناً فاجأه بأنه جمع له ثلاثة جيران آخرين يريدون الحلاقة من دون أن يبلغه بذلك، ويقول: "دخلت إلى البيت، فكان هناك أربعة رجال، فقال لي صاحب البيت: (أتيت لك بثلاثة زبائن غيري)، لقد حاولت أن أشرح لهم أن لدي موعداً مع شخص آخر خلال ساعة، لكنهم أصروا على أن أحلق لهم الأربعة، ففعلت".
وبعيداً عن المغامرة، فقد اختار آخرون أن يعتمدوا على أنفسهم أو أقاربهم في حلاقة شعرهم، إذ يقول شاهر عواد (55 عاماً) لـ"العربي الجديد": "إن شعري ليس كثيفاً، وبالتالي فقد اشتريت آلة حلاقة تعمل على الكهرباء، ومستعيناً بالمرآة أقوم كل فترة بقص شعري الذي ينمو على جانبي رأسي فقط". أما جاره سليمان فهو يعتمد على أبنائه في ذلك، ويقول: "الصالونات مغلقة، فلم يكن أمامي إلا أن أطلب من ابني محمود أن يحلق لي شعري، يومها ضحكنا كثيراً رغم أنني كنت خائفاً أن يلحق بي أذى، فهو ليس بحلاق، لكنه قام بعمل جيد". نقيب أصحاب صالونات الحلاقة في محافظة نابلس إياد بسطامي، أكد لـ"العربي الجديد" أن ضرراً فادحاً لحق بالحلاقين جراء استمرار إغلاق صالوناتهم، فمعظمهم يعتمد على الأجر الذي يجنيه يومياً، ويسدد منه الالتزامات المترتبة عليه.