حكومة العراق تتوسط بين "الحشد الشعبي" وأميركا

24 مايو 2015
اشترطت أميركا حصر عمل "الحشد" ضمن سلطة الدولة (Getty)
+ الخط -
تحوّلت الحكومة العراقيّة، بسبب الضعف الذي أصابها، إلى وسيط بين مليشيات "الحشد الشعبي" والولايات المتحدة الأميركية، لإدارة المعارك ضد تنظيم (داعش). ورغم أن الطرفين يرفضان العمل معاً، فإن الحكومة لا تريد خسارة أي منهما، وتسعى لإيجاد صيغة توافقيّة للتقريب بينهما.

وفي هذا السياق، قال مصدر في التحالف الوطني لـ "العربي الجديد"، إنّ "الخلاف بين الحشد الشعبي والولايات المتّحدة أثّر سلباً على سير المعركة وفقدنا بسببه مدناً جديدة من العراق".

وأضاف أن "قرار الكونغرس بتسليح العشائر السنّة والكرد أثار مخاوف التحالف الوطني والفصائل المسلحة، من نتائج حصول السنّة على سلاح متطور، الأمر الذي يجعل اختلافاً أو توازناً في القوى على الساحة العراقيّة".

وبحسب المصدر فإن، "رئيس الوزراء حيدر العبادي عقد، عقب قرار الكونغرس، اجتماعاً مع التحالف الوطني بحضور قادة الفصائل المسلحة (الشيعية)، وتداولوا بالموضوع، وقد أبدى قادة الفصائل مرونة تجاه العمل المشترك مع التحالف الدولي والقبول ببعض الشروط الأميركيّة مقابل تجميد أو وقف قرار الكونغرس"، لافتاً إلى أنّ "قضية اجتياح داعش للأنبار أثارت المخاوف من إمضاء قرار الكونغرس وتسليح السنّة، الأمر الذي دفع العبادي الى الاجتماع مع السفير الأميركي في بغداد ستيوارت جونز والتوسط لعقد تقارب بين الطرفين".

وفرضت الولايات المتحدة بدورها شروطاً على ذلك التعاون، إذ ركّزت وفق المصدر، "على حصر عمل الفصائل المسلحة الشيعيّة تحت سلطة الدولة التي بدورها تنسّق مع التحالف الدولي، كذلك ركّزت واشنطن على العمل مع الفصائل المنضبطة فقط وليس كل الفصائل".

وقد وافقت "الفصائل المسلحة على الشروط الأميركية، وسيتم استبعاد بعض من تلك الفصائل عن المعركة"، تبعاً للمصدر ذاته.

اقرأ ايضاً:الرئيس العراقي يوسّط الإيرانيين لإطلاق سراح حراسه

من جهته، أكّد الخبير السياسي محمود القيسي، لـ "العربي الجديد"، أنّ "الحكومة العراقيّة وصلت إلى مرحلة تحدد دورها في هذا الظرف الخطير بأن تلعب دور الوسيط، وألا يكون لها دور رئيسي على الساحة الأمنية العراقيّة".

وأضاف أنّ "العراق اليوم وصل بسبب السياسات الخاطئة إلى تعدّد مراكز القوى العاملة على الساحة العراقية، كقوى دوليّة وأخرى داخليّة متمثلة بالمليشيات والأحزاب، مقابل ضعف كبير في الحكومة ومنظوماتها الأمنيّة، الأمر الذي حتّم على الحكومة أنّ تعمل على التقريب بين مراكز القوى الداخليّة والخارجية في سبيل حسم المعركة مع تنظيم داعش".

وأشار إلى أنّ "الحكومة اليوم تسعى بكل الطرق إلى إبعاد خطر داعش عن بغداد، متناسية خطورة الاحتماء بأيد خارجية ومليشياويّة"، لافتاً إلى أنّ "هذه الخطوة التي سعت لها الحكومة ستكون لها تداعيات مستقبلية سلبية حتى على الحكومة نفسها، بسبب استقواء المليشيات".

وشدد القيسي على أنّ "التعاون بين المليشيات والولايات المتحدة، يمثل تعاوناً مباشراً بين إيران وواشنطن"، مبيناً أنّ "ذلك يعني بالنتيجة تحول العراق إلى ساحة دولية لتصفية الحسابات الدولية، والتي لا تعرف لها نهاية قريبة".