حكومة الأسد تُعلن ارتفاع السياح: مقاتلون أم قادمون للموت؟

08 اغسطس 2017
الدمار يلف أجزاء كبيرة في سورية (الأناضول)
+ الخط -
أعلنت وزارة السياحة في حكومة بشار الأسد، ارتفاع عدد السياح إلى البلاد في العام 2017، بنسبة 25%، مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. وأفادت بأن عدد القادمين العرب والأجانب، بلغ نحو 530 ألفاً حتى نهاية النصف الأول من العام الحالي. وهذا الإعلان دفع مراقبين إلى السخرية، متسائلين إن كانت حكومة الأسد تُحصي عدد المقاتلين وتعدّهم من السيّاح.

وبحسب بيان صادر عن وزارة السياحة السورية، نشرته وكالة الأنباء الرسمية "سانا"، فإن حركة القدوم سجلت خلال شهر حزيران/يونيو 2017 زيادة بنسبة 15% وبلغ عدد القادمين إلى سورية عبر المعابر الحدودية البرية والبحرية والجوية، نحو 86 ألف سائح مقابل 75 ألفاً خلال الفترة نفسها من العام 2016.

وأشار البيان إلى أن نسبة القادمين عبر المراكز البرية، بلغت 81% من إجمالي العدد الكلي، خلال النصف الأول من العام 2017.

ترويج كاذب

هذه الأرقام التي أعلنتها وزارة السياحة، أثارت موجة من السخرية عند خبراء الاقتصاد. فالاقتصادي صلاح يوسف، قال لـ"العربي الجديد": "لا أعلم بالتحديد كيف بنيت هذه الأرقام"، متسائلاً كيف يأتي السياح الى البلاد، وسط أجواء الحرب المستمرة منذ 6 سنوات؟ هل يأتي السائح بهدف السياحة أم الموت؟

وأضاف "قرأنا هذه الأرقام، ولم نعلم من هي الفئات التي أتت لزيارة البلاد؟ فلماذا لم تصنّف وزارة السياحة بلدان القدوم؟"
وتابع "لا يزور سورية سوى عدد محدد من الجنسيات المعروفة للقتال بجانب النظام، إذ يستحيل على غير المقاتلين زيارة سورية، ولعل وزارة السياحة بنَتْ أرقامها على زيارة المقاتلين، واعتبرتهم ضمن خانة السياح".

وأشار يوسف إلى أن المعالم السياحية في سورية جلها مهدم، وزادت خسائر القطاع ووفق بيانات رسمية عن 330 مليار ليرة سورية وخروج 1200 منشأة سياحية عن الخدمة، فكيف ولماذا يزور السياح سورية؟

وختم الاقتصادي السوري قائلاً "أنصح بعدم التعامل الجدي مع مثل هذه الأخبار، لأن نظام الأسد يحاول الترويج لانتصاره واستقرار البلاد، عبر أخبار مضحكة كهذه".

ولحق بقطاع السياحة في سورية خلال سنوات الثورة، دمار هائل بحسب تصريح سابق لنائب رئيس اتحاد غرف السياحة، عبد الباري الشعيري، إذ تضرّر نحو 90% من منشآت ريف دمشق، وبلغت قيمة الخسائر المباشرة نحو 165 مليار ليرة، أما الأضرار غير المباشرة فبلغت قيمتها نحو 135 مليار ليرة.

كما أكد الشعيري خروج أكثر من 371 منشأة فندقية سياحية من الخدمة فضلاً عن 400 مطعم.

من جهته، قال الاقتصادي محمود حسين "تراجعت عائدات القطاع السياحي، التي كانت تدر عائدات مالية تصل الى نحو 17 مليار ليرة إلى حدود الصفر اليوم".

وأضاف حسين لـ"العربي الجديد": "أعتقد أن الأرقام التي نشرتها وزارة السياحة، تتعلق بعدد المقاتلين الذين دخلوا سورية للقتال، بالإضافة الى أعداد أخرى، جاءت لزيارة الأماكن المقدسة، إذ تخلط وزارة السياحة بسورية ومنذ زمن بعيد، بين العابر والقادم والسائح.

وكان قطاع السياحة في سورية يشغّل أكثر من 260 ألف عامل، منهم نحو 90 ألف عامل في الفنادق والمطاعم ومكاتب السياحة، وأكثر من 170 ألف عامل في الشركات والقطاعات التابعة للسياحة، وخروجه عن العمل، جراء الحرب، ساهم بارتفاع نسبة البطالة التي تقدر بنحو 85%.

المساهمون