حكواتي: على المخزوق تدور الدوائر

08 مايو 2014
رعب الجورب "المخزوق"
+ الخط -
على سيرة الجرابات. تعرف؟ ما زال عندي شيء يمكن أن تسمّيه "فوبيا الخزق". ذلك الخزق الذي يسمح للإصبع أن يطلّ أمام العباد، والعباد هؤلاء لا يعودون يحفلون بخزق الأوزون. إنهم مشغولون بخزقك أنت، أنت على وجه التحديد.
 
أحرص كثيراً على شراء كميّات من الجرابات. وقد أدخلتها ضمن الهدايا التي يمكن لأعزّ الأصدقاء أن يهدوني إيّاها. فالجرابات هديّة دون الهدايا تشتمل على صفة التراحم والحبّ الأخويّ في نسخته الأولى البريئة.
 
مع هذا، وأنا أرتدي الجرابات، لا بدّ أن تنزلق مني نظرة لنصف ثانية إلى قدمي، حتى لو كانت جرابات جديدة. نصف ثانية طويلة زاحفة ممضّة خافتة: إنّه الخزق دائماً.
يحكي الناقد صبري حافظ في رحلته إلى اليابان عن البيت الياباني. هناك ممنوع أن تدخل بالكندرة، إنما عليك أن تدخل بجراباتك فقط إلى البيت.
أهلاً وسهلاً.
وأتذكر مرّة من المرارير، أنّني زرت أقاربي مع والدي (1995-1929) وهؤلاء لديهم كنبات، يعني لن أضطر لأن أشلح الكندرة.
لكن مهلاً، فعلى المخزوق تدور الدوائر.
إذ أصرّ الرجل، راعي البيت، أصرّ يصرّ إلحاحاً، على أنّنا لسنا ضيوفاً بل من أهل الدار، وبالتالي أقعدنا في غرفة المعيشة التي لا يوجد فيها كنبات، بل فرشات مقلّمة 200 قلم.
وخلعت كندرتي، خلعتها من شروشها، وقعدت على الفرشة وبدأ وجودي ينزف ببطء من ذلك الخزق.
 
 
دلالات
المساهمون