حكاية ستة أسرى... رفاق على درب "الحرية أو الشهادة"

27 سبتمبر 2015
التضامن مع الأسرى في نابلس (نضال أشتيه/الأناضول)
+ الخط -

تعيش عائلة الأسير شادي معالي (39 عاماً) من سكان مخيم الدهيشة القريب من مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، حالة من القلق اليومي على حياته، جراء استمراره وخمسة من رفاقه الأسرى بإضرابهم المفتوح عن الطعام في إطار معركة الأمعاء الخاوية ضدّ سياسة الاعتقال الإداري منذ أكثر من شهر. 

اقرأ أيضاً: "آلام وآمال" الأسرى الفلسطينيين

وقلق العائلة المقاومة لا يرتبط بشادي فقط، فلابنها الأصغر محمد معالي حكاية نضال أخرى، داخل سجون الاحتلال حيث يقضي حكماً بالسجن المؤبد لإحدى وعشرين مرة منذ 14 عاماً بتهمة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

ودفع السعي إلى الحرية ستة أسرى فلسطينيين ينتمون للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى الإضراب عن الطعام ضد اعتقالهم الإداري، إذ بدأوا إضرابهم منذ أكثر من شهر، وهم: شادي معالي، ونضال أبو عكر، وبلال الصيفي، وغسان زواهرة، ومنير أبو شرار، وبدر الرزة، فيما انضم إليهم الأسير سليمان سكافي للإضراب منذ نحو أسبوعين.

ويقول شقيق شادي، علاء، لـ"العربي الجديد" إنّ "شادي حرم من عيش لحظاته السعيدة بين أبنائه لسنوات عديدة، بحيث أمضى 12 عاماً داخل سجون الاحتلال غالبيتها في الاعتقال الإداري، الذي يرهق الأسرى وعائلاتهم نفسياً، ويدخلهم في مراحل أمل ممزوج بالإحباط، بعد تجديد اعتقالهم الإداري تعسفياً دون محاكمة".

ويعاني الأسرى المعتقلون إدارياً من إمكانية تجديد اعتقالهم أكثر من مرّة في آخر لحظة من موعد الإفراج عنهم، كما حدث مع الأسير المضرب نضال أبو عكر، قبل أسبوع، حين جُدد اعتقاله إدارياً لمدة ثلاثة شهور جديدة، وذلك قبل نصف ساعة فقط من موعد الإفراج عنه، وهو يخوض إضرابه عن الطعام.

ويوضح نجل نضال، محمد أبو عكر، لـ"العربي الجديد" أنّ قرار تجديد الاعتقال الإداري بشكل فجائي يترك إحباطًا في نفوس العائلة، لتفاؤلهم بالإفراج عنه، وما يزيد المعاناة مواصلة والدي إضرابه عن الطعام، وتدهور حالته الصحية، كما أنه يعيش في زنازين العزل الانفرادي كبقية الأسرى المضربين، ما يفاقم معاناتهم".

ويخشى الأسرى أن تكرر تجارب سابقة لذويهم، إذ يتخوف الأسير بدر الرزة من نابلس أن يبقى رهن الاعتقال الإداري لعدة سنوات، كما حدث مع والده الأسير المحرر حسام الرزة (57 عاماً) والذي أمضى في سجون الاحتلال نحو 14 عاماً، غالبيتها في الاعتقال الإداري.

ويقول شقيق بدر، محسن الرزة، لـ"العربي الجديد" إن "هذه التخوفات دفعت شقيقي بدر لخوض الإضراب المفتوح عن الطعام حتى نيل حريته؛ فهو يدرك أن تجربة والده قد سببت للعائلة إرهاقاً".

مصير مجهول

وتخشى عائلات الأسرى المضربين على مصير أبنائهم المجهول، في ظل تدهور حالتهم الصحية، وإمكانية تنفيذ قرارات تعسفية بحقهم، والتي كان آخرها عرض سلطات الاحتلال الإبعاد عليهم إلى خارج فلسطين أو الموت البطيء من دون مراعاة حقوقهم أو الاستجابة لمطالبهم، وهو ما رفضه الأسرى وأكدوا على الحرية نحو بيوتهم فقط أو الشهادة.

ويعبر شقيق الأسير المضرب منير أبو شرار، سند، عن قلقه حول مصير شقيقه وبقية الأسرى المضربين، في ظل تهديد استخبارات الاحتلال لهم بتجديد اعتقالهم إدارياً، ورفض نقلهم إلى المستشفيات بعد هذه المدة من الإضراب لمتابعة حالتهم الصحية المتدهورة، ويؤكد لـ"العربي الجديد" "عدم معرفة العائلة أي شيء عن منير"، وأنهم "قلقون عليه، فهم أسرى حرية ولديهم عزيمة، لكن طاقتهم في التحمل تجعل القلق يزداد يوماً بعد يوم".

في المقابل، فإن عائلة غسان زواهرة تخشى من إمكانية تطبيق قانون التغذية القسرية على الأسرى المضربين، خصوصاً في ظل احتمال وجود أطباء وممرضين إسرائيليين حاقدين قد يقبلوا تطبيق التغذية القسرية، وفق ما يقول والده لـ"العربي الجديد"، معرباً عن أمله في أن يفرج عن ابنه وتنتهي معاناته.

ودعت عائلتا الأسيرين بلال الصيفي وبدر الرزة، إلى مزيد من التضامن مع معركة الأسى المضربين عن الطعام، مشيرة إلى أن التضامن الحالي لا يرتقي إلى المستوى المطلوب.

في المقابل، أخذ التضامن بالاتساع داخل سجون الاحتلال، فقد أعلن سبعة أسرى فلسطينيين الإضراب المفتوح عن الطعام مطلع الأسبوع الجاري، تضامناً مع الأسرى المضربين، وهم: معاذ أبو نصار، وعدي بيومي، ومحمد هوارين، ومعتصم رقبان، وأحمد عدوي، وأشرف الزغاري، وحسن الزغاري، وفق بيان سابق لهيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية.

اقرأ أيضاً: ثلث أسرى الاعتقال الإداري الفلسطينيين أمضوا أكثر من عام

المساهمون