في طبعة جديدة "عن دار تبارك" في القاهرة يصدر قريباً كتاب "حكايات عن إساءة الفهم" للمفكر والسيميولوجي والروائي الإيطالي الراحل أومبرتو إيكو، بترجمة ياسر شعبان.
الكتاب في أصله محاضرات ألقاها إيكو في "الأكاديمية الإيطالية" في أميركا وتناول فيها عدة مواضيع تشغل العالم وقتها، إضافة إلى تقاطعها مع عوالمه لبحثية والأدبية مثل: اللغة، والعلاقة بين الثقافات، والعلاقة بين المؤلف، والنص والقارئ.
في عمله يكشف إيكو عن طبقات من الأخطاء التي شكلت تاريخ البشرية، مثل افتراض كولومبوس بأن العالم أصغر بكثير مما هو عليه، مما دفعه إلى البحث عن طريق سريع إلى الشرق عبر الغرب وبالتالي "اكتشاف" أميركا.
كما يعرج على الروايات التي نشأت حول طوائف روزيكروسيان وفرسان الهيكل نتيجة لرسالة من "برستر جون" الغامضة التي وفرت أرضًا خصبة لسلسلة من الأوهام ونظريات المؤامرة القائمة على التحيزات العنصرية.
يقول إيكو أنه وفي حين أن بعض الحكايات الخاطئة تنتج معارف جديدة (مثل اكتشاف كولومبوس لأميركا) فإن البعض الآخر لا يخلق سوى الرعب والعار.
يُظهر إيكو كيف أن الصدفة ـ وهي حقائق غير متوقعة ـ غالبًا ما تنبع من الأفكار الخاطئة، ويقوم بجولة في متاهة التاريخ الفكري، لإلقاء الضوء على الطرق التي نفضل بها المألوف على الغريب.
يعود إيكو إلى قصص خلال العصور الوسطى وعصر النهضة، ويتطرق إلى مسألة اللغات الأم تاريخياً التي يُعتقد أن الله علمها آدم، ثم يتناول ما حدث للغات الأم مع المناخ الاستعماري.
عناوين المحاضرات جاءت كالتالي: " قوة الزيف"، و"لغات في الجنة"، و"من ماركو بولو إلى ليبنتز.. قصص من سوء الفهم الفكري"، و"لغة الأرض الأسترالية"، و"لغويات جوزيف دي مايستر".
يذكر أن إيكو كان قد نشر أولى رواياته "اسم الوردة" في عام 1980، ويعود فيها إلى إيطاليا في القرن الرابع عشر، وقد ترجمت إلى 30 لغة، وباعت أكثر من عشرة ملايين نسخة في جميع أنحاء العالم.
ونشر أيضاً عشرات الكتب بين الرواية والتاريخ والسيميائية، وكان اهتمامه الأصلي الدراسات الثقافية لفنون وآداب القرون الوسطى، ثم اتجه إلى التنظير السيميولوجي وقدّم من خلاله إضافات هامة في النظرية الأدبية.