27 عاماً من نضال السعوديات للحصول على حق قيادة السيارة

28 سبتمبر 2017
تكرر كسر السعوديات لحظر القيادة (تويتر)
+ الخط -

بقيت السعودية لعقود طويلة، البلد الوحيد في العالم الذي لا يسمح للمرأة بالقيادة، لأسباب أهمها "العرف والعيب ورفض التيار الديني"، وعمدت الحكومة إلى سجن وتغريم ومعاقبة أي امرأة تتجرأ على مخالفة أوامر السلطات والقيادة في شوارع المملكة، لكن هذا المنع تخللته احتجاجات متكررة من نساء سعوديات، وقامت الحكومة بحملات قمع ضدهن أدت إلى السجن والطرد من الوظائف والمنع من السفر.

وبدأت الحركة النسوية السعودية في السعي لتغيير القيود التي تمنعهن من قيادة السيارة، قبل عقود، وأشهر الوقائع كان في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 1990، حين استغلت أكثر من 47 ناشطة وأكاديمية توجه الأنظار نحو المنطقة بفعل غزو الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين للكويت، ليقمن بقيادة 17 سيارة علناً في شوارع العاصمة السعودية الرياض.

واعتقلت الأجهزة الأمنية النساء المشاركات في الحملة، وأخضعتهن لتحقيق مكثف داخل مراكز الشرطة قبل أن تفرج عنهن، ثم تم استدعائهن للتوبيخ في قصر الملك سلمان بن عبد العزيز (أمير الرياض آنذاك) بحضور نائب الاستخبارات العامة الأمير سعود بن فهد، كما جرى اعتقال آبائهن وأبنائهن بتهمة "العجز عن السيطرة على النساء".

واتهمت السلطات آنذاك، النساء اللاتي قمن بقيادة السيارة بالعمالة والتبعية لدول أخرى وفصلتهن من وظائفهن، كما قامت بمنعهن من السفر، فيما تبرأت الجامعات السعودية من أكاديميات خرجن في المسيرة السلمية، ووصفتهن بـ"الخارجات على طاعة الدولة".

وأصدر أمير الرياض آنذاك، الأمير سلمان بن عبد العزيز، بياناً للجامعات السعودية في الرياض قال فيه "إن الدولة منعت بشكل تام قيادة المرأة للسيارة، ولا رجعة في ذلك".


ومن أبرز النساء المشاركات في المسيرة النسائية لقيادة السيارات، الأكاديمية عائشة المانع، وحصة آل شيخ، اللتان ألفتا كتاباً ناقش قصة ما عرف بـ"نساء السادس من نوفمبر"، كما شاركت كل من نورة الغانم، ومنيرة ناهض الناهض، وعزيزة المانع، وأسماء العبودي.

وبعد قمع هذه الحركة بقيت الأصوات النسائية مطالبة بشكل خافت بالحصول على حقهن البديهي في قيادة السيارة، فقامت الجمعية السعودية للدفاع عن المرأة برفع مذكرة حملت توقيعات للملك السعودي الراحل عبد الله بن عبدالعزيز، تطالبه فيها بمنح المرأة حق القيادة عام 2007.

ومع الربيع العربي عام 2011، جرت حملة أخرى بعد 20 عاماً من الحملة الأولى، حين قامت الناشطة السعودية منال الشريف، بقيادة السيارة في 17 يونيو/حزيران من العام نفسه، في شوارع مدينة الخبر شرق المملكة، قبل أن تعتقلها السلطات بتهمة إخلال النظام العام، وتفرج عنها بعد 10 أيام، بعد انتقادات واسعة من منظمات حقوقية ودولية.

وفي عام 2013، نظمت مجموعة من الناشطات حملة "26 أكتوبر"، والتي شارك فيها المعتقل الحالي بتهمة الصمت عن قطر، مصطفى الحسن، لكن الحملة فشلت بسبب القبضة الأمنية المشددة في البلاد.

كما قامت الناشطة لجين الهذلول عام 2014، بقيادة سيارتها من دولة الإمارات برخصتها السارية في الأراضي الإماراتية وعبرت الحدود السعودية، قبل أن تعتقلها السلطات، حيث أوقفت لمدة 70 يوماً، وبعدها قامت الإعلامية السعودية ميساء العمودي، بالاتجاه نحو الحدود السعودية بسيارتها للتضامن معها فتم اعتقالها وإيداعها السجن.