انطلق العام الدراسي الجديد في المغرب. وإلى جانب حماسة بعض التلاميذ للعودة إلى مدارسهم ولقاء زملائهم وامتعاض بعض آخر بسبب انتهاء العطلة الصيفية، يعاني هؤلاء من حقائبهم الثقيلة فيما ينشغل أولياء أمورهم بأعباء مالية ومعنوية مختلفة.
وتواجه الأسر من الطبقات الاجتماعية المتوسطة والفقيرة، صعوبة في توفير تكاليف الكتب والقرطاسية والمستلزمات الأخرى. محمد الكمني أب لأربعة أولاد، يتابعون جميعهم دراستهم في المرحلتين الابتدائية والثانوية. هو يشكو من عدم قدرته على تأمين المصاريف المتزايدة عاماً بعد آخر. يقول: "اضطررت إلى الاقتراض من المصارف مرات عدة، لتغطية تكاليف المدرسة. الكتب كثيرة وهي في الغالب باهظة الثمن، كذلك من الضروري شراء ملابس جديدة للموسم الدراسي الجديد". يضيف: "أنا غارق في الديون، ما إن أسدّد قرضاً لمصرف ما حتى أعود من جديد إلى الدوامة نفسها".
من جهتها، تدفع عزيزة الدريسي أولادها الثلاثة في كل عطلة صيفية إلى مزاولة مهن موسمية، من قبيل بيع المثلجات أو التين الهندي. هم بحاجة إلى تأمين المال الكافي لشراء لوازمهم المدرسية، خصوصاً أن والدهم يرقد في الفراش بسبب مرض مزمن، وتقول: "معاناتي المادية والنفسية في سبتمبر/ أيلول لا توصف. أنا بالكاد أجد المال اللازم لتسديد إيجار البيت وتأمين المأكل والمشرب".
إذا كانت هذه هي حال الأسر التي يتابع أولادها دراستهم في المدارس الحكومية التي لا تتطلب عادة الكثير لشراء الكتب والدفاتر ومستلزمات الدراسة الأخرى، فمن الممكن تخيّل حال الأسر التي اختارت - بالرغم من مداخيلها المحدودة - التعليم الخاص لأولادها. هذه المؤسسات التربوية تتطلب عدداً أكبر من الكتب والمستلزمات التي غالباً ما تكون أغلى ثمناً.
غزلان بنحيحي أمّ لطفلين، وقد اختارت تسجيلهما في مدرسة خاصة. هي لا تخفي مواجهتها "صعوبات كبيرة في تلبية طلبات ولدَيّ معاً، خصوصاً أن مدرستهما تطلب منهما في كلّ عام كتباً جديدة من ضمن المنهاج الفرنسي. وهذه الكتب مرتفعة الثمن، بالإضافة إلى كثرة المواد المستحدثة في كل عام. ومن بين تلك الأخيرة مادتا الرسم والموسيقى، وكلّ ما يتطلبه ذلك من مصاريف".
من جهة أخرى، يعاني التلاميذ من الحقائب المدرسية الثقيلة، إذ يتوجّب عليهم حمل كتب عديدة يومياً. وعلى خلفيّة ذلك، يشكو كثيرون من مشكلات صحية. مروان بلغيتي (9 سنوات) في الصف الرابع ابتدائي، يقول: "لا أطيق حمل حقيبتي المدرسية. بالكاد أقوى على المشي والحركة، بسبب كثرة الكتب المطلوب إحضارها".
ويوضح الطبيب المتخصص بأمراض العظام الدكتور عزالدين قوطي لـ "العربي الجديد" أن "عدداً من الأطفال يصابون باعوجاج على مستوى عظام الظهر مع الوقت، بسبب ثقل حقائبهم المدرسية التي يحملونها على ظهورهم". وينصح الأهالي بشراء حقائب لأولادهم مزوّدة بعجلات، الأمر الذي يتيح للتلميذ جرّها بدلاً من حملها على ظهره أو كتفه.
أما الخبير التربوي محمد الصدوقي، فيشدّد في حديث إلى "العربي الجديد" على أن "مشكلات بداية العام الدراسي في المغرب لا تقتصر على تلك المالية أو الحقائب الثقيلة. الأزمة الحقيقية تطاول تلاميذ القرى والبوادي النائية، الذين تبعد المدارس عنهم كيلومترات عدّة. وهو ما يؤدّي إلى انقطاعهم عن متابعة تعليمهم".
ولحلّ مشكلة البرامج والمقررات الدراسية المكثفة التي تعاني منها الأسر والتلاميذ على حد سواء، يطالب الصدوقي "الهيئات المعنية بالتخفيف منها والاعتناء أكثر بما هو كيفي ونوعي، والابتعاد عما هو كمي وعددي. هكذا، تمرّ العملية التعليمية بطريقة سلسة". ويدعو إلى "تطبيق مجانية التعليم بشكل فعلي وناجع، الأمر الذي من شأنه التشجيع على متابعة الدراسة".
6 ملايين و791 ألف تلميذ
وتواجه الأسر من الطبقات الاجتماعية المتوسطة والفقيرة، صعوبة في توفير تكاليف الكتب والقرطاسية والمستلزمات الأخرى. محمد الكمني أب لأربعة أولاد، يتابعون جميعهم دراستهم في المرحلتين الابتدائية والثانوية. هو يشكو من عدم قدرته على تأمين المصاريف المتزايدة عاماً بعد آخر. يقول: "اضطررت إلى الاقتراض من المصارف مرات عدة، لتغطية تكاليف المدرسة. الكتب كثيرة وهي في الغالب باهظة الثمن، كذلك من الضروري شراء ملابس جديدة للموسم الدراسي الجديد". يضيف: "أنا غارق في الديون، ما إن أسدّد قرضاً لمصرف ما حتى أعود من جديد إلى الدوامة نفسها".
من جهتها، تدفع عزيزة الدريسي أولادها الثلاثة في كل عطلة صيفية إلى مزاولة مهن موسمية، من قبيل بيع المثلجات أو التين الهندي. هم بحاجة إلى تأمين المال الكافي لشراء لوازمهم المدرسية، خصوصاً أن والدهم يرقد في الفراش بسبب مرض مزمن، وتقول: "معاناتي المادية والنفسية في سبتمبر/ أيلول لا توصف. أنا بالكاد أجد المال اللازم لتسديد إيجار البيت وتأمين المأكل والمشرب".
إذا كانت هذه هي حال الأسر التي يتابع أولادها دراستهم في المدارس الحكومية التي لا تتطلب عادة الكثير لشراء الكتب والدفاتر ومستلزمات الدراسة الأخرى، فمن الممكن تخيّل حال الأسر التي اختارت - بالرغم من مداخيلها المحدودة - التعليم الخاص لأولادها. هذه المؤسسات التربوية تتطلب عدداً أكبر من الكتب والمستلزمات التي غالباً ما تكون أغلى ثمناً.
غزلان بنحيحي أمّ لطفلين، وقد اختارت تسجيلهما في مدرسة خاصة. هي لا تخفي مواجهتها "صعوبات كبيرة في تلبية طلبات ولدَيّ معاً، خصوصاً أن مدرستهما تطلب منهما في كلّ عام كتباً جديدة من ضمن المنهاج الفرنسي. وهذه الكتب مرتفعة الثمن، بالإضافة إلى كثرة المواد المستحدثة في كل عام. ومن بين تلك الأخيرة مادتا الرسم والموسيقى، وكلّ ما يتطلبه ذلك من مصاريف".
من جهة أخرى، يعاني التلاميذ من الحقائب المدرسية الثقيلة، إذ يتوجّب عليهم حمل كتب عديدة يومياً. وعلى خلفيّة ذلك، يشكو كثيرون من مشكلات صحية. مروان بلغيتي (9 سنوات) في الصف الرابع ابتدائي، يقول: "لا أطيق حمل حقيبتي المدرسية. بالكاد أقوى على المشي والحركة، بسبب كثرة الكتب المطلوب إحضارها".
ويوضح الطبيب المتخصص بأمراض العظام الدكتور عزالدين قوطي لـ "العربي الجديد" أن "عدداً من الأطفال يصابون باعوجاج على مستوى عظام الظهر مع الوقت، بسبب ثقل حقائبهم المدرسية التي يحملونها على ظهورهم". وينصح الأهالي بشراء حقائب لأولادهم مزوّدة بعجلات، الأمر الذي يتيح للتلميذ جرّها بدلاً من حملها على ظهره أو كتفه.
أما الخبير التربوي محمد الصدوقي، فيشدّد في حديث إلى "العربي الجديد" على أن "مشكلات بداية العام الدراسي في المغرب لا تقتصر على تلك المالية أو الحقائب الثقيلة. الأزمة الحقيقية تطاول تلاميذ القرى والبوادي النائية، الذين تبعد المدارس عنهم كيلومترات عدّة. وهو ما يؤدّي إلى انقطاعهم عن متابعة تعليمهم".
ولحلّ مشكلة البرامج والمقررات الدراسية المكثفة التي تعاني منها الأسر والتلاميذ على حد سواء، يطالب الصدوقي "الهيئات المعنية بالتخفيف منها والاعتناء أكثر بما هو كيفي ونوعي، والابتعاد عما هو كمي وعددي. هكذا، تمرّ العملية التعليمية بطريقة سلسة". ويدعو إلى "تطبيق مجانية التعليم بشكل فعلي وناجع، الأمر الذي من شأنه التشجيع على متابعة الدراسة".
6 ملايين و791 ألف تلميذ
يبلغ عدد تلاميذ المغرب أكثر من ستة ملايين و791 ألف تلميذ وتلميذة، موزّعين على الشكل الآتي: أربعة ملايين و81 ألفاً و116 تلميذاً في المرحلة الابتدائية، ومليون و703 آلاف و270 في المرحلة الإعدادية، ومليون وستة آلاف و726 في المرحلة الثانوية التأهيلية. ويتابع 88 في المائة منهم دراستهم في القطاع العام، في مقابل 12 في المائة في القطاع الخاص.
إقرأ أيضاً: فضائح في مدارس المغرب
إقرأ أيضاً: فضائح في مدارس المغرب