حقوق الملكية للفنانين

01 نوفمبر 2018
راغب علامة (فيسبوك)
+ الخط -

لم تهدأ عاصفة حقوق الملكية الفكرية للأغاني العربية بعد. ما زالت هذه القضية هي الشغل الشاغل للفنانين وأصحاب المنصّات الإلكترونية، في الوقت الذي يشعر بعض الفنانين بضياع واضح، بمعنى آخر "خداع" لجهة من يملك حقوق بث وعرض وحذف أعمالهم الغنائية. هل خدعت شركة "روتانا" الفنانين المنتسبين إليها؟ يبدو ذلك واضحًا. إغفال الفنانين عن شروط عقود التنازل التي سلموها بأنفسهم إلى الشركة السعودية منذ التسعينيات، انقلبت نتائجه اليوم لصالح الشركة من ناحية تحصيل العائد المالي، وليس لصالح المغني؟

أسئلة كثيرة تُطرح. لكن الواضح أنه بدأ فعلاً ترتيب الانفتاح التقني عمليًا في العالم، الذي يتخذ سلاح المواقع الإلكترونية هدفًا، وعززت الاتفاقيات الجديدة السُبل لتحقيق إيرادات مالية إضافية، تُدفع من قبل المنصّات لصالح مالكي حقوق التوزيع والنشر. تقوم شركة "ديزر" الفرنسية بحملة دعائية كبيرة في لبنان، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي للإعلان عن تمكنها من بثّ الأغاني العربية على منصاتها، وذلك مقابل بدل مالي، وفق ما تبين البيانات الخاصة بصفحة "ديزر" على موقع الشركة. لكن هل تضمن "ديزر روتانا" أن يبقى المتابعون على هذه المنصة أو الخدمة مقابل بدل، حتى ولو حذفت الأغاني من على المواقع أو المنصّات الأخرى؟

أول من أمس، فاجأ المغني اللبناني راغب علامة جمهوره بنشر رابط يُظهر تعاونه مع شركة "ديزر" الفرنسية. علامة يبدو أنّه استفاق، بعد القنبلة التي فجرتها شركة "روتانا"، والعقد الذي وقع بين الأمير الوليد بن طلال والشركة الفرنسية في سبتمبر/ أيلول الماضي، ويقضي بالسماح بنشر محتوى أو أجزاء من الأغاني العربيَّة لصالح شركة "ديزر".

اتفاق لم يحظ بإجماع الفنانين. ارتفعت أصوات البعض مُنددة، وراح آخرون يبحثون عن حقوقهم. وجاء موقف الفنانة إليسا لافتًا، بعد حذف أغنياتها من محولات ومنصات عربية وعالمية لصالح الشركة الفرنسية "ديزر" بإيعاز من "روتانا". إليسا علقت تعاقدها مع الشركة السعودية، ما تسبب بفتح أعين زملائها على المسألة من ناحية حقوق الأغاني والألبومات التي يملكونها، لكن هل هم يملكونها فعلاً؟
من المؤكد أن راغب علامة  عمل مع بعض شركات الإنتاج التي أصدرت ووزعت أعماله الفنية منذ الثمانينيات، ومنها "ريلاكس إن" و"عالم الفن". لكن الفرق أن علامة لم يكن يوقع على تنازلات "مدى الحياة" عند التسليم، أي التوقيع على التنازلات الفنية إلى هذه الشركات، ما فتح أمامه الباب للاستفادة بعد ثلاثين عاماً من الإصدارات المسجلة، وكفل علامة وقلة من زملائه، مثل لطيفة ونانسي عجرم حقوقهم، وتصدّوا لموجة شركات الإنتاج في مصادرة الربح أو العائد المالي، في وقت ستتقاسم "روتانا" مع نجومها العائد ذاته، والمترتّب لهؤلاء الفنانين بعد بيع المحتوى الخاص بهم. 

يحقّ لراغب علامة أن ينشر ما يشاء من أرشيفه الفني على أي منصة إلكترونية. كما يحق له متابعة العائد المالي من قبل هذه المنصات لو شاء عبر القانون الذي يكفل له حق الحماية للملكية الفكرية. علامة رفض قبل عشرين عاماً الانضمام إلى شركة "روتانا". كذلك رفض التوقيع على أي عقد يلزمه بما يُسمى "احتكار الظهور"، وحورب من قبل محطة LBC اللبنانية، لأنه لم يوقع أيضاً على عقد يلزمه بالتعاون الحصري معها، أو الظهور فقط على شاشتها كما فعل غيره من المغنين والمغنيات.
المساهمون