حفل للأطفال السوريين المهجرين بين أشجار الزيتون بريف إدلب

جلال بكور

avata
جلال بكور

عامر السيد علي

avata
عامر السيد علي
03 يونيو 2019
95CF1044-576E-415D-8835-19EE9D330558
+ الخط -
بين أشجار الزيتون في إحدى الأراضي الزراعية في ريف إدلب اتخذ آلاف المدنيين بينهم أعداد كبيرة من الأطفال منازل لهم، بعد أن هجرهم قصف النظام السوري والطيران الروسي من منازلهم في ريفي حماة وإدلب.

كل عائلة نازحة اتخذت من شجرة زيتون سقفاً لا يقيها لا من هواء ولا ماء، وحولته إلى منزل كالخيمة من الأقمشة التي تمكنوا من حملها معهم، أو أكياس النايلون. وكل عائلة منهم لديها أطفال يقاسون الأمرين بفقدانهم مدارسهم وألعابهم، ومع اقتراب العيد لا مجال للبهجة ولا للسرور في العراء وبين أشجار الزيتون.

منظمة "بنفسج" قررت أن تنظم حفلاً للأطفال المهجرين بين الزيتون، لعل ذلك يخفف من وطأة الحرب على نفوسهم وأجسادهم الضعيفة.

كاميرا "العربي الجديد" رافقت الأطفال في الحفل الذي أقيم ليلاً لتلافي الاستهداف من طيران النظام والطيران الروسي، والتقت بالقائمين على الحفل.

إبراهيم سرميني، منسق الحماية في فريق "بنفسج"، قال لـ"العربي الجديد": "النشاط تم في الليل لأول مرة ويستهدف الأطفال المهجرين جراء العمليات العسكرية التي يقوم بها النظام ضد المدنيين في ريفي حماة وإدلب"، مضيفا: "نهدف من هذا النشاط زرع شيء من البسمة على وجوه الأطفال، تهمنا بهجة الأطفال وسلامتهم، هنا تحت الخيام والشجر يقاسون كثيرا، لعل ما نقوم به قد يخفف عنهم بعضا من معاناتهم".

متطوعون من منظمة "بنفسج" يسعون لإدخال الفرحة إلى قلوب الصغار (العربي الجديد) 

وأشار إلى أن "حالة القصف اليومي والمستمر تؤثر على نفسية الأطفال، والتهجير أيضا، نحن من واجبنا كعاملين في القطاع الإنساني، أن نعوض لهؤلاء الأطفال جزءا مما فقدوه بالفرح والبهجة".

بدوره، قال عبد الباقي مرعي، المتطوع في فريق الحماية بمنظمة "بنفسج": "الزيتون هنا احتضن الأطفال المهجرين من قصف النظام، ونحن بدورنا نقوم بعمل نشاطات مع الأطفال من الرسم والتهريج، آملين أن نرسم البسمة على وجوههم".

وأشار إلى "تكريم الطلاب المتوفقين وقدمنا لهم الحلوى والهدايا، تعبيرا عن دعمهم ليواصلوا تقدمهم على الرغم من تدمير مدارسهم في القصف من النظام وروسيا".

السعادة والابتسامة بدت على وجوه الأطفال خلال الحفل الذي تخلله عروض من المهجرين ومجموعة من الألعاب، وتلقى الأطفال هداياهم بابتسامة بريئة، لعل الأيام القادمة تكون أجمل وأخف وطأة عليهم.

وسبق للمديرة العامة لمنظمة "يونيسف" هنريتا فور، أن حذرت في بداية يونيو/حزيران الجاري من أن عشرات آلاف الأطفال شمالي غرب سورية يواجهون مخاطر وشيكة، بالتعرض للإصابات أو الموت أو النزوح بسبب تصاعد القتال.

وجاء ذلك في بيان صحافي قالت فيه: "العنف تصاعد خلال الأيام القليلة الماضية وخاصة في قرى شمال حماة وجنوب إدلب (...) وإن التصعيد الأخير يأتي بعد أشهر من العنف في المنطقة، أدى إلى مصرع 134 طفلاً على الأقل، وتشريد أكثر من 125 ألفاً منذ بداية العام".

وأكدت فور أن شركاء "يونيسف" يعملون على الأرض في شمال غرب سورية للوصول إلى الأطفال والأسر عبر العيادات الصحية المتنقلة، وخدمات التحصين والدعم النفسي والاجتماعي، وإمدادات المياه والصرف الصحي. وأشارت إلى أن كل تلك الإجراءات هي حلول سريعة، لن تؤدي سوى إلى تخفيف آثار مثل هذا العنف الوحشي غير المبرر.

وفي مارس/آذار الماضي قالت "يونيسف"، إن عام 2018 كان الأكثر فتكاً بأطفال سورية منذ بدء الحرب عام 2011، إذ توفي فيه 1106 أطفال على الأقل، لأسباب متباينة بينها القتال والحصار والجوع.

ذات صلة

الصورة
نشاط بدني للأطفال في صيدا (العربي الجديد)

مجتمع

تساعد أنشطة التفريغ النفسي للأطفال النازحين إلى مدارس في مدينة صيدا، جنوب لبنان، على التعبير عن أنفسهم ومخاوفهم، هم الذين اختبروا القصف والخوف والهرب.
الصورة
فلسطينيون في مخيم نزوح عشوائي في رفح - جنوب قطاع غزة - 2 فبراير 2024 (محمد عابد/ فرانس برس)

مجتمع

تأتي أمطار فصل الخريف الأولى لتضاعف معاناة النازحين الفلسطينيين الذين هجّرتهم الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ نحو عام.
الصورة
يشاركون في أحد النشاطات (حسين بيضون)

مجتمع

يساهم الدعم النفسي والأنشطة الترفيهية التي تقيمها جمعيات للأطفال النازحين في جنوب لبنان في تخفيف الضغوط، رغم اشتياقهم إلى بيوتهم وقراهم.
الصورة
كثيراً ما يحصل تدافع خلال تعبئة المياه في دير البلح (مجدي فتحي/ Getty)

مجتمع

لطالما اشتهرت مدينة دير البلح وسط قطاع غزة بالهدوء، وهو ما لا ينطبق عليها اليوم في ظل التهجير الذي شهدته بعدما ضاقت الأمكنة بالغزيين، فباتت الأكثر اكتظاظاً.
المساهمون