يميل الآباء إلى تحفيظ أبنائهم القرآن الكريم لنيل الثواب، وبدعوى أن القرآن في قلوبهم قد يحفظهم من الوقوع في المعصية ولا ندري من أين أتوا بهذه المعلومة، لمَ نريد مجرد ببغاوات يرددون ما لا يفهمون، وينسونه عندما يكبرون لأنه مجرد ألفاظ غير مفهومة لم تطبق على واقعهم.
فكم من حافظ لكتاب الله ليس له من حفظه إلا الوقت والجهد، كما أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأمرنا بتحفيظ أطفال المسلمين القرآن، وترك ذلك لقدرات الأطفال وقدرات الرجال أيضا، فحفظة كتاب الله من الصحابة عدد محدود، فلم يكن الجميع حافظا، وكان يعلمهم الأدب والخلق والتعليمات قبل أن يطلب منهم الحفظ، وهذا هو ما نريد أن نركز عليه.
فكم من حافظ لكتاب الله ليس له من حفظه إلا الوقت والجهد، كما أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأمرنا بتحفيظ أطفال المسلمين القرآن، وترك ذلك لقدرات الأطفال وقدرات الرجال أيضا، فحفظة كتاب الله من الصحابة عدد محدود، فلم يكن الجميع حافظا، وكان يعلمهم الأدب والخلق والتعليمات قبل أن يطلب منهم الحفظ، وهذا هو ما نريد أن نركز عليه.
فالابن في طفولته المبكرة يتعامل مع القرآن على أنه مجرد ألفاظ يحفظها عن ظهر قلب، ويجد في حفظها الترحاب والتشجيع والهدايا والحلوى من أبويه، ويبدأ فهمه وتساؤلاته حول معاني القرآن عند سن السابعة تقريباً، ويحفظ في محاولة لإرضاء والديه ومحفظّيه ولتجنب عقابهم وطمعا في ثوابهم. كما أن النمو الإيماني والروحاني للأطفال في هذه السن يعتمد فقط على تقليد الكبار في الطقوس والعبادات فلا ينمو إحساسهم الروحاني ولا يتطور لديهم الإيمان بالغيب إلا عند سن البلوغ أو سن التكليف.
اقرأ أيضا:ماذا رأى زين داخل خلاوي السودان؟
- جميل أن يحفظ الأطفال القرآن ويرتبطون بكتاب الله منذ نعومة أظفارهم، ويكون التشجيع والتحفيز والرفق هو الأسلوب الأمثل في ذلك، مع مراعاة قدرات الطفل على الحفظ حتى لا نكلفه ما لا يطيق، فهناك أطفال يتمتعون بقدرة على الانتباه والتركيز والحفظ وذاكرتهم جيدة، وأطفال آخرون لا يملكون مثل هذه المهارات.
- في مرحلة الطفولة المتأخرة اجعل الحفظ اختيارا وليس إجبارا، بالتشجيع والتحفيز والدخول في المسابقات، وأن يكون الحفظ مقرونا بتفسير بسيط للألفاظ مع التأكيد على الخلق أو الأدب أو العبرة التي يذكرها ربنا في الآيات.
- ولا ندري أيضا من ابتدع فكرة أن يبدأ الأطفال بحفظ جزء "عم" أولاً، حيث قصار الصور وقصار الآيات، فجزء "عم" مليء بآيات القيامة وأهوالها والنار وعذابها والتي تخيف الطفل عندما يحاول فهمها. لمَ لا نبدأ بالآيات التي تتحدث عن قصص الحيوان في القرآن وهي فيها من الآداب والعبر الكثير، ولمَ لا نتدرج إلى قصص الأنبياء بعد ذلك، ففيها الكثير من الأخلاقيات والمبادئ.
- لماذا يجب أن يجلس الطفل متسمرا ومربعا يديه ورجليه، وكأنه مسجون أثناء الحفظ. لم يفرض عليه ألا يتحرك وألا يتكلم وألا يعبث بشيء وكأنه مقيد، فهذا لا يجعل وقت الحفظ محببا أبدا للطفل.
- لم لا نقوم ببعض الأنشطة الترفيهية أثناء الحفظ، مثل رسم للقصة أو للحيوان مثلا، أو مشاهدة لفيلم كرتون يحكي القصة القرآنية، أو أغنية تتحدث عن القصة القرآنية، أو تمثيل القصة القرآنية.
- اللجوء إلى الإكراه والتعنيف والعقاب والغلظة أثناء تحفيظ الطفل القرآن، يخلق رابطا داخل الطفل بين القرآن والإهانة والعقوبة والصراخ والضرب، فيكره كتاب الله من دون وعي، وإن كان حفظه في صغره، فسيهجره في كبره وينساه.
- قد يربط الطفل بين الشيخ الذى يحفظه ويرى أخلاقه وأدبه فيحبه، وعندما يرى منه الغلظة والشدة والعنف فلن يعي معنى أن يكون القرآن خلقا.
- فلنروي للأطفال قصة يوسف وكيف تآمر عليه إخوته. ونحكي له كيف كان إبراهيم شجاعا في قول الحق وتحطيم أصنام قومه، وكيف كان موسى قويا في مواجهة الفرعون.
- الطفل في سن الطفولة يحتاج إلى بطل ومثل أعلى يقتدي به، وما أجمل أن يكون هؤلاء الأبطال شخصيات قرآنية يعيش معها أحداث حياتها من خلال آيات القرآن.
اقرأ أيضا:خلاوي السودان: جوع وسخرة وقرآن