لقي ثلاثة أطفال من أسرة واحدة، حتفهم، بعد سقوطهم في حفرة للصرف الصحي في مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار(غرب العراق)، في تكرار لحوادث السقوط في حفر المجاري التي طاولت العديد من مناطق عراقية مختلفة.
كمال العيساوي، أحد أقارب ضحايا حفرة المجاري قال لـ"العربي الجديد"، إنّ ثلاثة من أطفال قريبه صدام العيساوي لقوا حتفهم بعد سقوطهم في الحفرة الواحد تلو الآخر قرب منزلهم بحي جبيل جنوب المدينة، مؤكدا فشل محاولات إنقاذهم من الموت.
وروى تفاصيل ما حدث قائلا: "القصة بدأت حينما سقط حذاء أحد الأطفال في جانب الحفرة، ما دفعه للدخول إليها من أجل جلبه، وعند سقوطه إلى القاع، حاول أخوه مساعدته قبل أن يسقط بقاع الحفرة هو الآخر، مبينا أن شقيقهم الثالث جاء بحبل من أجل إنقاذهم، إلا أنه سقط بحفرة المجاري، ليلقى الأطفال الثلاثة حتفهم بعد وقت قصير من سقوطهم في حفرة المجاري، والمياه الآسنة.
وأضاف "على الرغم من صرخات الاستنجاد، لم تصل أي فرق مختصة لإنقاذهم"، مؤكدا أن عناصر شرطة في نقطة تفتيش قريبة حاولوا انتشالهم قبل فوات الأوان، إلا أنهم لم ينجحوا، مشيرا إلى أن أحد عناصر الشرطة أغمي عليه من هول الصدمة.
ولفت إلى إصابة والد الأطفال الثلاثة بحالة من الهستيريا من شدة الصدمة، محذرا من احتمال تكرار هذه الحادثة بسبب كثرة الحفر المشابهة.
وألقى العيساوي باللائمة على الدوائر البلدية في الفلوجة التي تسببت بحدوث هذه الكارثة التي حلت بأسرة قريبه، مبينا أن هذه الحادثة ليست الأولى، إلا أنها الأبشع خلال الفترة الأخيرة.
إلى ذلك، قال ضابط في شرطة الفلوجة لـ "العربي الجديد"، إنّ قوات الأمن فتحت تحقيقا في الحادث، واستمعت لأقوال الأشخاص الذين كانوا قريبين من مكان وقوعه.
وفي السياق، انتقد عضو مجلس شيوخ الفلوجة، سلام الجميلي، السلطات المحلية التي تغض الطرف عن تقصير الدوائر البلدية في المدينة، موضحا لـ "العربي الجديد" أن حالات السقوط في حفر المجاري تحدث بشكل متكرر.
وأضاف "قبل أسابيع سقطت سيارة في حفرة مجار كبيرة"، معبرا عن استغرابه من قيام الدوائر البلدية بالحفر دون إكمال المشاريع.
وسبق أن شهد العراق حالات مشابهة لما حدث في مدينة الفلوجة، إذ شهدت محافظة البصرة (جنوبا) في يونيو/ حزيران من العام الماضي، وفاة 3 أشخاص، وإصابة 4 آخرين، عند محاولة الأشخاص السبعة إنقاذ طفل سقط بحفرة مجار من دون غطاء.