وفي السياق، حصل "العربي الجديد" على فيديو يظهر عدداً من مقاتلي قوات حفتر، أبرزهم عبد الرحيم الفرجاني، ابن عم حفتر والقيادي ضمن قواته بالجنوب الليبي، برفقة مسلحين وعدد من مرتزقة حركة "العدل والمساواة"، وهم في حالة الإعداد لمعركة بالصحراء.
ولم يتمكن "العربي الجديد" من تحديد تاريخ ومكان المعركة، إلا أن وجود الفرجاني والعبارات التي وردت خلال الفيديو وتشير إلى تأييد حفتر، تؤكد صلة المرتزقة بقوات جيش البرلمان.
إلى ذلك، كشف مشروع مسح الأسلحة الخفيفة بالعاصمة السويسرية جنيف عن توافد آلاف المسلحين المرتزقة على ليبيا للمشاركة في القتال الدائر منذ سنوات.
وأوضح تقرير المشروع التابع للمعهد العالي للدراسات الدولية أن قيادات حركات تمرد كبيرة في السودان والنيجر وتشاد وصلت إلى ليبيا منذ سنوات، وأنها تحاول بناء نفسها مجددا، لكن أطراف الصراع في ليبيا تستغلها للقتال لصالحها، مقابل السماح لها باستخدام الأراضي الليبية.
وبيّن التقرير أن الحروب التي شهدتها الصحراء الليبية، ولا سيما بين الطوارق والتبو، مهدت للاستعانة بالعناصر الأفريقية بشكل واسع، لتتصاعد إلى درجة لعبها دورا كبيرا خلال القتال الدائر بين معسكر حفتر وقوات حكومة الوفاق حاليا.
وأضاف أن "هذه العصابات تقاتل مع من يدفع"، مشيرا إلى أن قبائل التبو، التي تسكن جبالا بين ليبيا وتشاد، سهلت وصول هذه العناصر للقتال في ليبيا، محذرا من مغبة تحول المثلث الواقع بين تشاد والسودان وليبيا إلى سوق دولية لجلب المقاتلين العابرين للحدود وإمكانية استفادة الحركات الإرهابية في ليبيا منه.
ورغم تبادل الأطراف الليبية للتهم بخصوص الاستعانة بالمرتزقة، إلا أن التقرير يشير إلى استعانة اللواء المتقاعد خليفة حفتر بهم قبل غيره، إذ يؤكد التقرير أن قبائل التبو، التي تشكل أغلب قوات حفتر بالجنوب، سهلت للعناصر المتمردة دخول الأراضي الليبية.