ويظهر فيديو اطلع عليه "العربي الجديد"، سيارات يعتليها مقاتلو حفتر تحتوي على أسلحة ثقيلة، تجوب المدينة، وتحديدا جزيرة أبو الريش وسط المدينة، ويسمع خلال الفيديو أصوات إطلاق نار ابتهاجاً، قبل أن تنتقل السيارات إلى التمركز في أحد المصايف على شاطئ المدينة.
وكشف مصدر عسكري من مدينة الصرمان، أن حفتر "يعد لحملة عسكرية سيعلن عنها قريبا للسيطرة على مدينة الزاوية غرب طرابلس بنحو 30 كم، حيث تتواجد مجموعات مسلحة مناوئة لحفتر، وسط وصول إمدادات عسكرية كثيفة بقاعدة الوطية الجوية، جنوب شرق طرابلس، من قاعدتي الرجمة وبنينا شرق البلاد".
وأوضح المصدر الذي تحدث إلى "العربي الجديد" أن ضباطا تابعين لحفتر "يعدون معسكرات واقعة غرب طرابلس في مناطق العجيلات والمطرد وصرمان، وكلها مناطق واقعة غرب طرابلس، للحملة الجديدة، فيما ينتظر أن يعلن حفتر عن تعيين آمر عسكري لما سيعرف بغرفة عمليات طرابلس"، مؤكدا استعداد قبائل ومناطق بغرب البلاد لإمداد العملية الجديدة بالمقاتلين، سيما الزنتان، أقصى غرب البلاد.
وبين المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن "التقدم الوشيك نحو مدينة الزاوية سيعتمد على انتفاضة داخلية من موالي حفتر بالمدينة"، مرجحا وقوع مواجهات عنيفة بسبب استعداد قوات معارضة لحفتر بالمدينة لمواجهة التقدم.
وكان فصيل قبلي مسلح من مدينة الزاوية، ممثل في قبيلة أولاد صقر، قد أعلن مساء الثلاثاء الماضي، عن تأييده لحراك حفتر العسكري في الجنوب الليبي، في إشارة ضمنية لولاء القبيلة لحفتر، بعد أيام من إعلان الأخير عن عملية عسكرية باسم "طوق الحمادة" للسيطرة على الشريط الواصل من القريات، وسط الجنوب، والتي تمثل نافذة طرابلس الرئيسية للجنوب، مرورًا بعشرات القرى، وصولًا إلى غدامس الحدودية مع الجزائر. ويؤكد توزيع هذه المناطق طبوغرافيًا أنها تشكل طوقًا على العاصمة من جهة الجنوب.
ويأتي وصول طلائع قوات حفتر إلى صرمان، بعد تزايد الأنباء عن سعي فرنسي إماراتي لدعم وجود حفتر في الغرب الليبي قريبًا من طرابلس، وسط معارضة مصرية وجزائرية، وتشير تلك الأنباء إلى أن لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، أخيرًا، لإنهاء خلافه مع الإمارات بشأن توجه حفتر لطرابلس، بينما جاءت زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، للجزائر، الأسبوع الماضي، لتليين موقفها الرافض اقتراب حفتر من حدودها الشرقية.