أقرت السلطات اليمنية، اليوم الخميس، حظر حركة الدراجات النارية في صنعاء واغلاق محلات بيعها، بعد ساعات من اغتيال ضابط في الاستخبارات بالقرب من مطار صنعاء.
وجاء قرار حظر الدراجات النارية، في اجتماع لـ"اللجنة الأمنية العليا" بمشاركة وزيري الدفاع والداخلية وكبار المسؤولين الأمنيين، وذلك بعد قيام مسلحين اثنين كانا على متن دراجة نارية، باغتيال العقيد في جهاز الأمن السياسي، عبدالملك العذري، في جولة مطار صنعاء. وهو ما أدى إلى مقتله على الفور، فيما لاذ المسلحان بالفرار.
وكانت السلطات اليمنية منعت حركة الدراجات النارية خلال الأشهر الماضية، لكنها عادت منذ 6 أيام عن القرار. وقالت السلطات إن نتائج الحظر "إيجابية"، وفي "مقدمتها انخفاض معدل الجريمة والمخالفات المرورية والضوضاء والإرباك الذي تحدثه الدراجات النارية وما يترتب عليها كذلك من أعمال اغتيالات". لكن بعد اغتيال العذري اليوم فعّلت قرار الحظر من جديد.
وقُتل المئات من ضباط الجيش والأمن اليمنيين في عمليات اغتيال غامضة خلال العامين الماضيين، أغلبهم بواسطة مسلحين على متن دراجات نارية. ونال جهاز الأمن السياسي (الاستخبارات) النصيب الأكبر من الاغتيالات. ولا تعلن السلطات عن المسؤولين عن هذه العمليات التي تنسب في معظم الأحيان للمجهولين أو لتنظيم القاعدة الذي ينشط في اليمن.
تحكيم قبلي
في هذه الأثناء، أكد حلف قبائل حضرموت أن وفداً من قبل الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، قدم له "تحكيماً" في قضية مقتل رئيس الحلف، المقدم سعد بن حبريش، على يد عناصر أمنية على احدى نقط التفتيش في مدينة سيؤن في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.
وأوضح الحلف أن الوفد الذي يرأسه محافظ حضرموت، خالد سعيد الديني، قدّم الأربعاء لرئاسة حلف قبائل حضرموت 20 سيارة وعدد 202 بندقية آلي، كجزء من التحكيم على أن يتم الحكم في القضية خلال عشرة أيام.
كما أشارت بعض الصحف المحلية إلى تقديم مليار ومئة وخمسين مليون ريال يمني. وهو ما لم يشر إليه بيان حلف القبائل، الذي تحدث فقط عن السيارات وقطع السلاح.
وأكد بيان الحلف، أن رئيسه الجديد سيقوم "بالتشاور في بنود الحكم، الذي سيشمل الحكم في قضية اغتيال بن حبريش ومرافقيه، وتنفيذ كل مطالب الحلف التي وردت في بياناته، السابقة ومنها رفع الحصار عن المدن وبالذات مدينة غيل باوزير في حضرموت "التي تتعرض للقصف بالطيران العمودي صباحاً ومساء"، حسب البيان.
وشدد الحلف على أنه لن يتنازل عن كل مطالب أبناء حضرموت قيد أنملة، وأن الهبة الشعبية التي انطلقت بعد مقتل بن حبرش وتجاهل السلطات لمطالب الحلف، ستبقى مستمرة حتى تنفيذ كافة المطالب".
وفي حضرموت أيضاً، أعدمت جماعة "أنصار الشريعة" التابعة لتنظيم "القاعدة"، شخصاً رمياً بالرصاص، قيل إنه أحد عناصر التنظيم، واتهمته الجماعة بالتجسس لصالح الولايات المتحدة، وزرع شرائح في سيارات عناصر في القاعدة استُهدفت بطائرات بدون طيار.
وعثر على جثة القتيل مصلوباً في ملعب رياضي في مدينة الشحر. وهو نفس المكان الذي قتل فيه 5 من عناصر "القاعدة" في غارة لطائرة أميركية بدون طيار في ديسمبر/كانون الأول 2012. وكتب في جوار القتيل بأنه "جاسوس أميركا في جزيرة العرب".