أثار قرار وزارة الإرشاد والأوقاف السودانية حظر الخطب الدينية في الأسواق والأماكن العامة، بهدف حفظ الأمن، جدلاً كبيراً في البلاد. مع ذلك، تصرّ الوزارة على تنفيذ القرار، رغم المعارضة القوية من قبل بعض الجماعات الدينيّة المتشدّدة.
ودرجت العادة أن تنظم جماعات دينية دروساً دينية في الأسواق العامة، في إطار الدعوة والتبشير بأفكارها، الأمر الذي يلاقي اعتراض آخرين ويؤدي إلى وقوع اشتباكات. ووصل وزارة الأوقاف نحو 181 بلاغاً عن حصول اشتباكات.
ويقول وزير الإرشاد والأوقاف السوداني، عمار ميرغني، إن الكثير من الأفكار الهدامة دخلت البلاد من خلال المنابر الدعوية التي تنظّم في كل مكان، وتشكّل تهديداً أمنياً خطيراً. ويرى أن الأسواق ليست لذكر الله، لافتاً إلى وجود عدد كبير من المساجد في البلاد. وذكر أن قرار الوزارة يتعلق بدواع أمنية واجتماعية، ويأتي استجابة لتوجيهات البرلمان الخاصة بضرورة محاربة الأحاديث الدينية في الأماكن العامة تجنباً للفتن، معلناً عن اتجاه لسنّ قوانين تنظّم عملية الدعوة.
وخلال الفترة الماضية، التحق سودانيّون بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وغيرها من التنظيمات المتطرفة. وبحسب إحصاءات وزارة الإرشاد والأوقاف، وصل عددهم إلى نحو 137 سودانياً.
وفي الملتقى العربي لظاهرة الإرهاب الذي نظمته جامعة الدول العربية، واختتمت أعماله في الخرطوم اليوم، تبيّن أن السودان يعمل على مساعدة 260 عنصراً متطرفاً، بهدف التخلص من الأفكار الهدامة.
وعرض السودان ورقة حملت عنوان "جهود السودان في مكافحة الإرهاب"، أشارت إلى أن البلاد تسعى إلى دمج 82 عائداً من سجن غوانتانمو الأميركي في المجتمع السوداني، وقد أجريت حوارات مع عشرين مشاركاً في بؤر صراعات خارجية، فضلاً عن محاورة 113 متطرّفاً خارج المعتقل.
في عام 1997 صنّفت واشنطن السودان ضمن الدول الراعية للإرهاب، ما دفع المجتمع الدولي إلى فرض حصار اقتصادي على الخرطوم. وفي الفترة الأخيرة، عمل الرئيس عمر البشير على إبعاد "الإسلاميين" عن السلطة ومواقع القرار في حزب المؤتمر الوطني الحاكم.
وشددت جماعة "أنصار السنة" في الخرطوم على أهمية الاهتمام بالدعوة إلى الله في جميع الأماكن، لافتة إلى أن البعض يطلبون أن تصلهم الدعوة أينما كانوا. وانتقد رئيس الجماعة إسماعيل عثمان قرار وزير الأوقاف، واصفاً إياه بـ"غير الموفق وغير الشرعي"، مؤكداً في الوقت نفسه أن جماعته لا تمانع التنظيم والانضباط. ويرى أن خطوة كهذه قد تجعل الشباب أكثر عرضة للتطرف.